روابط للدخول

خبر عاجل

رئيس الجمهورية يريد بقاء القوات الأميركية في العراق مع استمرار أعمال العنف


ميسون أبو الحب

في بغداد سارت مظاهرات مناوئة لاميركا بمناسبة الذكرى الثانية لسقوط بغداد في التاسع من نيسان من عام 2003. في الوقت نفسه اكد رئيس الجمهورية جلال طلباني انه يرغب في بقاء القوات الأميركية في العراق مع استمرار اعمال العنف ورفض المتمردين عرضا بالعفو. مع ذلك هذه المظاهرات أدت إلى ادراج مسألة انسحاب محتمل للقوات الأميركية في جدول اعمال الحكومة الجديدة. ميسون أبو الحب تعرض لتقرير اعده قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة اوربا الحرة:

وقعت اعمال عنف جديدة في انحاء مختلفة من العراق عندما رفض المتمردون عرضا بالعفو من رئيس الجمهورية الجديد جلال طلباني. إذ انفجرت ثلاث سيارات مفخخة في الاقل عند مدخل قاعدة اميركية عسكرية في القائم، قرب الحدود السورية. ويعتقد الجيش الأميركي ان القائم تستخدم لتهريب المتمردين والاسلحة إلى داخل العراق.

جاءت هذه الانفجارات بعد ان قال هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي في بغداد يوم الاحد ان الارهاب يأتي بالدرجة الاساس من خارج العراق ثم دعا إلى حل دولي لهذه المشكلة.
(صوت هوشيار زيباري: "نحن نشکو من مشکلة الإرهاب الوارد من الخارج، من خارج الحدود. وهناك اجتماع لدول الجوار سيُعقد في إصطنبول في 18 و19 من هذا الشهر وسيحضره العراق وسيطرح هذا الملف بقوة أمام وزراء خارجية دول جوار العراق.")

في محاولة للسيطرة على التمرد عرض الرئيس جلال طلباني عفوا الاسبوع الماضي غير ان أبو مصعب الزرقاوي، الاردني الذي يتزعم عمليات تنظيم القاعدة في العراق، رفض هذا العرض في الحال.
يحيى سعيد الباحث في شؤون العراق ودول أخرى في المرحلة الانتقالية في مدرسة لندن للاقتصاديات قال ان رفض الزرقاوي لا يعني عدم جدوى عرض العفو. سعيد اعتبر ان من الطبيعي ان يرفض الزرقاوي هذا العرض رغم انه لا يشمله في جميع الاحوال:

" في الواقع ايا كان ما في ذهن طلباني فانه لن يشمل الزرقاوي نفسه في جميع الاحوال. العفو يشمل اولئك المشاركين في التمرد أو حسب تعبير الرئيس، اولئك الذين يقاتلون القوات الأميركية انطلاقا من دوافع وطنية، وبسبب حالة من اليأس، ولن يشمل مجرمين وارهابيين مثل الزرقاوي ".

سعيد أضاف ان تصريحات الزرقاوي المتكررة على مواقع اسلامية في الانترنيت لا تعكس موقف جميع المتمردين.

من جانب آخر وفي ما يعتبر تحديا آخر بالنسبة للسلطات العراقية الجديدة، نظم مؤيدو السيد مقتدى الصدر مسيرة ضخمة في بغداد يوم السبت وطالبوا بانسحاب القوات الأميركية الفوري من العراق.

عبد الهادي الدرّاجي الناطق بلسان الصدر قال للمتظاهرين ان على القوات الاجنبية ان تغادر العراق كما دعا إلى الشروع في الحال في محاكمة رئيس النظام السابق صدام حسين:
(صوت عبد الهادي الدرّاجي: "نحن نأتي هنا إلی ساحة الفردوس لکي نسقط «الهدّام» ونطالب بمحاکمة «هدّام». هذا من جانب، وأسياده کذلك معه. وکما تعلمون، العراق لم يجنُ شيئا و لم يجنُ خيرا من الاحتلال. هنالك إرهاب کما تعلمون وله علاقة بتواجد المحتل داخل العراق، فکل هذا سيُعرض إن شاء الله من خلال التظاهرة التي سوف تـُعقد هذا اليوم. وبالتالي أعتقد أن المظاهرة فيها مطالب جمّة ومهمّة وسوف يشارك کل أطياف وأبناء الشعب العراقي، وهذا طبعا تلبية لدعوی سماحة السيد القائد السيد مقتدی الصدر.")

يحيى سعيد يقول من جانبه ان حوالى ستين من العراقيين، حسب استطلاعات الاراء، يريدون ان تغادر القوات الأميركية العراق في الحال وان المظاهرات التي نظمها الصدر تعكس هذه الرغبة إلى حد بعيد.
سعيد أضاف ان غالبية الاحزاب السياسية في الجمعية الوطنية العراقية تؤكد في برامجها على ضرورة ان تقدم واشنطن جدولا زمنيا للانسحاب:

" انه مطلب شعبي جدا والصدر باعتباره زعيما شعبيا لا ينظم مثل هذه الحملة عبثا. انه يهيئ نفسه للانتخابات المقبلة ".

لكن وعلى الرغم من ذلك، عدد كبير من المسؤولين في الحكومة العراقية الجديدة تحت رئاسة جلال طلباني، يقولون انهم راغبون في بقاء القوات الأميركية في العراق لحين استكمال انشاء الجيش العراقي الجديد:

" هذا يتناقض بشكل واضح مع الوعود التي قدمها العديد منهم خلال فترة الحملة الانتخابية كما يتناقض مع رغبة الشارع. المشكلة بالنسبة لهؤلاء السياسيين هي انهم يعتقدون بان بقاءهم يعتمد على وجود القوات الاجنبية ".

يذكر اخيرا ان طلباني أول رئيس كردي في العراق في بلد يشكل العرب الاغلبية فيه، كان قد قال يوم الاحد ان على القوات الأميركية ان تبقى في العراق لمدة سنتين مقبلتين في الاقل. غير ان مسؤولين عسكريين اميركيين كبار قالوا مؤخرا ان واشنطن، في حالة تحقق الاستقرار في العراق، قد تبدأ بتخفيض عدد قواتها في غضون عام تقريبا.

على صلة

XS
SM
MD
LG