روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن سقوط الجلبي من المكانة التي ينعم بها لدى القادة الأميركيين


أياد الكيلاني

تعرض الشخصية السياسية العراقية (أحمد الجلبي) إلى نكستين مهمتين خلال الأيام القليلة الماضية ، إحداهما مباشرة والثانية غير مباشرة ، من الحكومة الأميركية ، فلقد أعلنت إدارة الرئيس جورج بوش يوم الثلاثاء بأنها لن تجدد برنامجا كانت تمنح بموجبه مبلغ 335 ألف دولار شهريا إلى المؤتمر الوطني العراقي مقابل حصولها على معلومات استخبارية. وقامت السلطات العراقية بدعم من القوات الأميركية أمس الخميس بمداهمة منزل الجلبي الفخم في بغداد واستولت على كمية من الوثائق وعدد من أجهزة الكمبيوتر.
مراسل إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية في واشنطن Andrew Tully أعد تقريرا تناول فيه سقوط الجلبي من المكانة التي ينعم بها لدى القادة الأميركيين ، وذلك بعد أن كان يؤكد في يوم من الأيام:

Audio – NC052103 – Chalabi


أنا أفضل صديق لأميركا في العراق.

غير أن عبارات وزير الخارجية الأميركي Colin Powell – إن دلت على شيء فهي تدل بأن الجلبي بات الآن منبوذا في واشنطن ، حين قال:

Audio – NC051719 – Powell

حين عرضت ما عرضت ، كان ما تقدمت به يعكس القناعة المشتركة ، القناعة السليمة لمؤسسات الاستخبارات. ولكن الذي ظهر فيما بعد ، هو أن المصادر كانت تفتقر إلى الدقة وإلى الصواب ، بل كانت مضللة في بعض الأحيان ، وهذا ما جعلني أتأسف ويخيب آمالي.

كان الوزير Powell يشير في حديثه ضمن برنامج إخباري أميركي ، يشير إلى العرض الذي تقدم به أمام مجلس الأمن في شباط من عام 2003 ، ذلك العرض الذي أخفق من خلاله إقناع المجلس بامتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل وبضرورة التصرف الصارم والفوري لمعالجة ذلك. ويوضح التقرير بأن المصادر التي أشار إليها Powell في حديثه هي – في الكثير من الحالات – مصادر المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه الجلبي والذي كان يدعو منذ سنوات عديدة الولايات المتحدة إلى إطاحة نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. كما كانت تؤكد مصادر المؤتمر الوطني بأن الشعب العراقي كان سيرحب بالجنود الأميركيين بكل حرارة فور سقوط ذلك النظام.

-----------------فاصل---------------

ويوضح التقرير بأن البعض في الإدارة الأميركية – بمن فيهم الوزير Powell بحسب التقارير – كانوا يشككون بالجلبي ، إلا أن آخرين – ومن بينهم وزير الدفاع Donald Rumsfeld ونائبه Paul Wolfowitz – احتضنوه ، وضل الجلبي من خلالهم يتمتع بالنفوذ فيما يتعلق بسياسة واشنطن تجاه العراق ، وهو الآن عضو في مجلس الحكم الانتقالي المعين من قبل الولايات المتحدة.

ويمضي المراسل إلى أن الجلبي يصف العداء الأميركي الأخير له إلى سياسات إظهار السلطة في العراق وإلى ما وصفه بثلاث تحقيقات متنافسة في شأن برنامج النفط مقابل الغذاء ، فلقد باشر الجلبي في إجراء تحقيق في الاستغلال غير المشروع للبرنامج ، في الوقت الذي فتحت فيه الولايات المتحدة تحقيقا ثانيا في القضية ، ثم حذت الأمم المتحدة ذاتها حذوهما ، وأكد الجلبي بأن عملية الاقتحام التي تعرض له مسكنه أمس تمثل محاولة لعرقلة تحقيقاته نفذت من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة ، وقال:

Audio – NC052074 – Chalabi


لقد باشرت في التحقيق في برنامج النفط مقابل الغذاء ، ما أثار شكوكا في نزاهة الأمم المتحدة هنا ، وهذا لا يروق لهم.

غير أن المتحدث باسم قوات التحالف في بغداد Dan Senor صرح أمس أن اقتحام مسكن الجلبي جاء تنفيذا لأمر صادر من مسؤولين عراقيين ، وليس من الأميركيين ، وأن الأمر لا علاقة له ببرامج النفط مقابل الغذاء. وفي واشنطن أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية Richard Boucher بأن العملية لم تنفذ بدوافع سياسية ، بل لها علاقة بشؤون إجرامية لم يحددها.

--------------فاصل--------------

وينسب المراسل إلى بعض المحللين اعتقادهم بأن التساؤلات حول أدائه في تقديم المعلومات الاستخبارية ، إضافة إلى التساؤلات حول سلوكه السياسي ، ربما تمثل الدوافع الحقيقية للطريقة التي تبدو واشنطن وقد اتبعتها للتخلص منه ، وينقل عن James Phillips – المحلل لشؤون السياسة الخارجية لدى مؤسسة Heritage – تشكيكه في كون الاقتحام قد تم تنفيذه بدون موافقة الحكومة الأميركية ، إن لم تنفذ بأوامر منها ، ويوضح بأن الولايات المتحدة ترسل بهذا إشارة واضحة إلى الجلبي بأنها لم تعد تريد أية علاقة به ، وذلك نتيجة الحرج الذي أصابها إزاء المعلومات الاستخبارية الضعيفة أو المغلوطة التي كانت تأتي من المؤتمر الوطني العراقي ، ويتابع قائلا:

Audio – NC052104 – Phillips


لقد لفت أعضاء في منظمة الجلبي انتباه الوكالات الاستخبارية الأميركية إلى بعض المنشقين العراقيين الفارين ، ومن المعتقد أن بعضهم قدموا معلومات حول أسلحة الدمار الشامل العراقية ، ظهر فيما بعد أنها كاذبة أو مشوهة. وهذا هو السبب الوحيد الذي أفقد الجلبي مكانته لدى العديد من الدوائر في واشنطن.

إلا أن Phillips يوضح في الوقت ذاته بأن تخلي الأميركيين عنه ربما يخدم مصالح الجلبي في حياته السياسية الحالية ، ويضيف:

Audio – NC052105 – Phillips


ربما يسفر الأمر عن تعزيز قوة الجلبي السياسية ، وذلك لكونه كان يعتبر في السابق مجرد دمية في أيدي الأميركيين ، وربما ينتهي هذا الأمر إلى منفعته.

-----------------فاصل---------------

وينسب التقرير إلى Marina Ottaway – الزميلة بمعهد Carnegie للسلام الدولي – اعتقادها بأن الجلبي أدرك منذ أسابيع أنه بدأ يفقد نفوذه في واشنطن ، ما دفعه إلى البحث عن مصادر قوة سياسية بديلة في العراق ، وتوضح بقولها:

Audio – NC052107 – Ottaway


كان الجلبي مصمما على بلوغ القمة ، ولقد بدأت الشكوك تنتابه منذ بضعة أشهر بأن الولايات المتحدة تنوي فرض قيود عليه ، ما دفعه إلى المباشرة في البحث عن أوراق جديدة يمكن له أن يلعبها ، فسعى في مرحلة من المراحل إلى الاقتراب الحميم من آية الله علي السيستاني ، كما هناك ما يشير إلى أنه قام بعدة زيارات إلى إيران.

على صلة

XS
SM
MD
LG