روابط للدخول

خبر عاجل

فيلم وثائقي عن حادثة قطع أيدي تجار عراقيين بأوامر من صدام


ناظم ياسين

فيما تواصل وسائل الإعلام الأميركية تسليطَ الأضواء على قضية إساءة معاملة المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب، ركّزت إحدى الصحف الصادرة في نيويورك اليوم على جانبٍ من الانتهاكات التي كان يرتكبها نظام صدام بحق العراقيين في ذلك السجن نفسه.
صحيفة (نيويورك بوست) نشرت الاثنين تقريرا تحت عنوان (قسوة الطاغية) بقلم دون نورث، وهو مالك ومدير شركة (نورث ستار) للإنتاج الفني التي تتخذ من فيرفاكس بولاية فرجينيا مقراً.
يستهل نورث بالإشارة إلى شريط فيديو مثير للإشمئزاز تم تصويره في العيادة الطبية التابعة لسجن أبو غريب وتظهر فيه عملية قطع أيدي تسعة تجار عراقيين بأوامر من صدام حسين.
البغداديون عرفوا بحادثة قطع أيدي أولئك التجار في حينها. ولم يكن من الصعب معرفة هويات أولئك الرجال الذين تظهر صورهم بكل وضوح في ذلك الشريط الذي وزّعه نظام صدام بشكل واسع النطاق على التجار لتخويفهم وردعِ مَنْ يتجرأ منهم على التعامل بالعملة الصعبة.
ويقول الكاتب إن لا شئ يصوّر وحشية نظام صدام أكثر من اللقطات التي رآها في ذلك الشريط الأمر الذي يؤهل الديكتاتور السابق لأن ينضم إلى لائحة أقسى الطغاة الذين عرفهم التاريخ.
وبعدما رأى نورث شريط الفيديو، قرر البحث عن الرجال التسعة الذين قُطعت أيديهم في عام 1995 بهدف إنتاج فيلم وثائقي عن الحادثة. ومن أولئك التسعة، كان ستة ما يزالون في بغداد فيما توفي أحدهم وهرب اثنان إلى ألمانيا وهولندا.
--- فاصل ---
مالك شركة الإنتاج الفني نورث يضيف في التقرير المنشور بصحيفة (نيويورك بوست) أنه قابل الرجال الستة في بغداد وعرض عليهم فكرة الفيلم الوثائقي الذي يسجّل اللقطات الوحشية لقطع الأيدي فيما يقومون هم برواية قصتهم للعالم، فوافقوا على ذلك.
نورث يشير إلى أن قصة هؤلاء الرجال العراقيين الستة لم تكن فريدة من نوعها في عراق صدام حسين. ذلك أن الديكتاتور السابق وأعوانه من أعضاء حزب البعث قاموا طوال خمسة وثلاثين عاما بمعاقبة المواطنين العراقيين إما بقطع أيديهم أو أقدامهم أو آذانهم أو ألسنتهم أو إعدامهم بكل بساطة. فيما تشوّهَ الآلاف من العراقيين الآخرين أو فقدوا أطرافهم في الحروب التي شنها صدام على إيران والكويت. ويُعتقد أن عدد الذين قتلوا خلال عهد صدام نحو ثلاثة ملايين عراقي فيما يتم العثور على المقابر الجماعية المنتشرة بجميع أنحاء البلاد.
نورث يشير أيضا إلى أن صدام وولديه عدي وقصي كانوا غالبا ما يأمرون بتصوير أشرطة فيديو لعمليات معاقبة المتهمين بعدم تأييد النظام السابق. ويذكر، في هذا الصدد، أن ضابطا عراقيا كبيرا هرب إلى الأردن تسلّم شريط فيديو تظهر فيه عملية اغتصاب وتعذيب زوجته وبناته. أما عدي فقد قام بتصوير شريط تظهر فيه النمور التي كان يربيها وهي تفترس اثنين من الشباب الذين كانوا ينافسونه على كسب ود فتاةٍ جميلة. وتُعدّ مثل هذه الأشرطة الآن نادرة وربما تم إتلافها عندما سقط النظام السابق في بغداد العام الماضي، بحسب تعبير الكاتب.
--- فاصل ---
نورث يروي أنه عندما بدأ العمل على إنتاج الفيلم الوثائقي، قام أيضا بالبحث عن أطباء أو مستشفيات أو أي أشخاص أبدوا رغبة في مساعدة الرجال الستة على استعادة أيديهم التي قطعها صدام. وقد حالفه الحظ عندما التقى بالصدفة بأحد المهندسين الأميركيين في بغداد الذي اقترح أن يعرّفه على صحافي مشهور في ولاية تكساس يعرف بدوره أحد أشهر الأطباء الأخصائيين بجراحة التجميل بمدينة هيوستن هو الدكتور جو إيغريس. وقد وافق هذا الجراح على إجراء عمليات للتجار العراقيين. ولغرض إنجاز العمليات، استطاع أن يحصل على مساعدات إنسانية من عدة جهات بينها شركة أميركية-ألمانية تبرعت بتقديم الأيدي الاصطناعية وشركة كونتيننتال للطيران التي وافقت على نقل التجار العراقيين مجانا من أوربا إلى هيوستن، إضافة إلى المساعدة التي قدمها البنتاغون وسلطة الائتلاف المؤقتة في تسهيل إجراءات نقل الرجال جواً من بغداد.
المنتج الأميركي يذكر أنه انتهى الشهر الماضي من إعداد الفيلم في الوقت الذي أُنهيت جميع الإجراءات لمساعدة التجار العراقيين على البدء باستخدام نُسخ اصطناعية من أيديهم التي قطعها صدام. وقد تضمن الفيلم مقابلات مع زوجات وأطفال وجيران هؤلاء الرجال الذين تحدثوا عن جوانب شتى من هذه المعاناة الإنسانية، بحسب ما ورد في التقرير الذي نشره المنتج دون نورث بصحيفة (نيويورك بوست) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG