روابط للدخول

خبر عاجل

مهلة المائة يوم بين تقييم الأداء والتحسب السياسي والأمني


مقر محافظة صلاح الدين
مقر محافظة صلاح الدين
أثارت عمليةُ اقتحام بناية مجلس محافظة صلاح الدين الثلاثاء الماضي ومقتل وإصابة عشرات من المسؤولين المحليين والموظفين، أثارت تساؤلات عن الرسالة التي بعثها منفذو العملية من الانتحاريين، الذين لم يتقدموا بطلبات أو يساوموا على الرهائن، كما هو الأمر في حالات مشابهة. وكانت جماعة "دولة العراق الإسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة، أعلنت لاحقاً مسؤوليتها عن الهجوم على مقر مجلس محافظة صلاح الدين في تكريت، والذي سقط فيه اكثر من ستين قتيلا ونحو مائة جريح، بحسب بيان نشر على موقع على الانترنت كثيرا ما تستخدمه جماعة دولة العراق الإسلامية.

عضو مجلس النواب والكاتب د.جابر حبيب جابر، تساءل في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط الأحد، عما يمكن أن يحمله احتجاز الرهائن من دون دافع ٍمعلن ومن دون مساومة أحد عليهم، ومن دون تقديم مطالب المختطفين، مستنتجا أن يكون ذلك فِعلا عدميا، لا غاية له سوى رغبة انتحاريين أن يصطحبوا معهم أكبر عدد ممكن من الضحايا، بحسب تعبير حبيب.

من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي باسم الشيخ في حديث لاذاعة العراالحر، أن عملية تكريت وحوادث الاغتيال الأخيرة لموظفين حكوميين وكفاءات علمية تمثل وسائل ضغطٍ مضاف لإرباك الحكومة والعملية السياسية التي قد تجد نفسها أمام مفترق طرق عند انتهاء مهلة المائة يوم التي حددها رئيس الحكومة نوري المالكي، إثر احتجاجات الشارع العراقي، لأعضاء حكومته، لإظهار نتائج عملية، وألا أقيلوا.

مجموعة مسلحة اقتحمت مبنى مجلس صلاح الدين في (29-3-2011)، فيما فجر أحد المهاجمين كان يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط المبنى ما أدى سقوط قتلى وجرحى بين الموظفين والمراجعين من المدنيين، فضلا عن احتجاز رهائن داخل المبنى، قبل أن تشن قوة من الجيش العراقي وقوات الرد السريع عملية اقتحام لإنقاذ الرهائن، ما ادى

يذكر أن عملية اقتحام مبنى مجلس محافظة صلاح الدين الثلاثاء الماضي ادت الى سقوط 60 قتيلا بينهم ثلاثة من اعضاء مجلس المحافظة واصابة 100 آخرين بينهم أعضاء بمجلس محافظة صلاح الدين وصحفيون وشيوخ عشائر فضلا عن رجال الأمن، هذه العملية جاءت بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية عن تخلي خمسة فصائل مسلحة عن السلاح وانضمامها إلى العملية السياسية بعد تطبيق الاتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى عضو مجلس النواب د جابر حبيب جابر في مقالته في الشرق الأوسط، أن توجه جماعات، كانت تحسب نفسها على المقاومة المسلحة، للتخلي عن السلاح ورغبتها في الدخول في الوضع السياسي الجديد بعد نبذ العنف كخيار ووسيلة، يكمن في أن تلك الجماعات فقدت في الآونة الأخيرة، وبفعل الأوضاع الجديدة والمتأزمة في المنطقة مموليها وداعميها الإقليميين، وانقطعت عنها إمدادات مالية واستخبارية وربما تسليحية، مما جعل الكثير من أعضائها لا يرون مبررا للمضي قدما في صراع فقد الكثير من زخمه ومبرراته وأدواته، لا سيما أن العراق لم يعد محور الاهتمام الإقليمي، بحسب مقالة النائب جابر حبيب جابر، من جانبه وجد المحلل السياسي باسم الشيخ في العمليات المسلحة الأخيرة، أكثر من رسالة منها أهداف ثأرية وانتقامية بين بعض المجاميع، ولم يستبعد الشيخ خلال حديثه لاذاعة العراق الحر، أن تحمل بعض العلميات المسلحة الاخيرة بصمات لأطراف موجودة مشاركة في العملية السياسية!

في غضون ذلك ألقى قرار رئيس ائتلاف العراقية أياد علاوي ، رفضه تولي منصب في الحكومة الجديدة، شكاً على مستقبل تكتله السياسي، ونقلت وكالة رويترز عن بعض المحللين أن علاوي يواجه حقيقةَ أن محاولتَه إخراج العراق من إطار الحكومة المشكلة على أساس طائفي، محكوم عليها بالفشل.
.
الى ذلك توقف المحلل السياسي باسم الشيخ عند انتقاد بعض القوى، المحاصصةَ أوما يسميه بـ (الفساد السياسي) الذي يعتقد انه نتاج ُشراكةٍ تضامنية بين جميع الأطراف السياسية، ولاحظ الشيخ أن البعض من تلك الأطراف يلجا اليوم الى مواقف انتقاديه استباقية، وتلويح بالانسحاب لتفادي ما قد تشهده الفترة المقبلة من تغييرات في الخارطة السياسية بحسب توقع باسم الشيخ، الذي عد الفساد السياسي أسَّ المشاكل.

وكان نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، ربط بين عملية اقتحام مجلس محافظة صلاح الدين وتأخر تسمية الوزراء الأمنيين، وعدّه ضررا كبيرا على البلاد، وطالب المطلك خلال زيارته تكريت بعد عملية اقتحام مجلس المحافظة، جميع الكتل البرلمانية بتوحيد جهودها لحسم هذا الملف واتخاذ إجراءات سريعة لاختيار أناس كفوئين وأقوياء، قادرين على ضرب الإرهاب والحد من الهجمات التي قد تتكرر في أية محافظة او مدينة اخرى، بحسب المطلك.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG