روابط للدخول

خبر عاجل

مطالبات بإنشاء جيش إعلامي ألكتروني لمواجهة "داعش" وشائعاتها


صورة من فيديو يظهر مسلحي "داعش" وهم يعاقبون مدنياً في الرقة السورية
صورة من فيديو يظهر مسلحي "داعش" وهم يعاقبون مدنياً في الرقة السورية

يجد مراقبون ان تنظيم "داعش" أعطى، منذ بداية ظهوره في العراق وسيطرة مسلحيه على الموصل في حزيران عام 2014، أولوية ملفتة الى الاعلام والترويج الاعلامي لجرائمه باستخدام احدث التكنولوجيا، فاستخدم الصورة والفيديو والالوان والخلفيات وكل الجوانب المبهرة التي تضفي على الحدث المصوّر جواً مؤثراً تشيع فيه الخوف والرعب لدى معارضيها، وهذا ما حصل فعلا عندما حاول التنظيم تصوير جرائمه وتنفيذ عمليات قتل جماعي في اجواء مرعبة استخدم فيها كل فنون القتل الوحشية، مستندة الى مئات المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لكسب انصار له من مختلف دول العالم، وحصل ان تجنّد الالاف من الشباب من كلا الجنسين للقتال مع التنظيم في سوريا والعراق، فكانت وسائل واساليب دعايتها من التأثير ان سقطت مدن عديدة في العراق دون مقاومة واستسلم الاهالي وفرّ مئات الالاف من العائلات عندما علمت باقتراب مسلحي "داعش" من مناطقها خوفاً من التعرض لجرائم التنظيم التي كان يروّج لها، وهم يدركون جيداً ماذا سيحصل لهم عندما يكونوا تحت قبضة مسلحيه.

ولم يتمكن الاعلام التقليدي من مواجهة الدعاية الكبيرة "داعش" الذي استند الى الاعلام الالكتروني للترويج لدعايته ونشر الشائعات للتأثير في الروح المعنوية، وهذا ما دفع بالبعض الى المطالبة بانشاء جيش اعلامي الكتروني لمواجهة التنظيم، وقد اتفق معظم الخبراء والمختصين على اهمية تواجد هذا الجيش وتنسيق عملياته لكسب اكثر من نصف المعركة مع "داعش" ورفع الروح المعنوية للمجتمع العراقي الذي يعيش حالة من القلق والاحباط من كثرة ما يتعرض له من تدفق اخباري ينطوي على مختلف اشكال العنف.

جيش الكتروني مثقف

ويقول عميد كلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتور هاشم حسن ان الاعلام التقليدي بات غير قادر بمفرده على مواجهة دعاية "داعش"، ويشير الى ان الاعلام الالكتروني يمكن ان يشكل من مجموعة من الشباب الواعي المثقف يعتمدون المعلومة ويصنعون اخباراً لتعبئة الجماهير وخلق وعي مضاد لـ "داعش"، والسخرية منه واسقاط هيبته.

ويرحب رئيس تحرير جريدة "الصباح" عبد المنعم الاعسم بفكرة انشاء جيش الكتروني لمواجهة "داعش"، ولكنه توقف عند الصحفيين الذين سيساهمون في هذا العمل والجهة التي تديره وتدعمه، معرباً عن إعتقاده بأن الجيش الالكتروني المقترح يجب ألا يتوقف عند حدود الخبر الصحفي، بل ان يستخدم كل اساليب الاعلام، والصور والفيديو وغيرها ليحدث تأثيراً يوازي ما يقوم به "داعش" او يتفوق عليه.

دعاية وحرب نفسية

وينصح خبراء بضرورة ايلاء الجانب الاعلامي والدعائي اهمية كبيرة في الحرب ضد "داعش"، مشيرين الى ان هناك شقين في كل حرب، شق عسكري يتمثل باستخدام الخطط والجنود والاسلحة، وشق اعلامي ودعائي يتمثل بالحرب النفسية التي تسير متوازية مع العمل العسكري.

ويبين رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين عدنان حسين ان "داعش" يعتمد كثيراً على الحرب النفسية، مشيراً الى ضرورة تشكيل حشد اعلامي لمواجهته، لكنه يطرح سؤالاً عن الجهة التي تنظم هذا الحشد، لافتاً الى وجود صحفيين يعملون طواعية للقيام بهذه المواجهة الاعلامية.ويدعو حسين المنظمات والمؤسسات الصحفية والمراسلين الحربيين الى عقد اجتماعات من اجل الاتفاق على تشكيل الحشد الاعلامي، ولابد من ان يكون مدعوماً من قبل الحكومة.

تدفق المعلومات

ويؤكد حسين على أهمية ان تتدفق المعلومات من الحكومة ومؤسساتها الى الصحفيين الذين سينضوون تحت لواء الحشد الاعلامي المواجه لـ"داعش"، لافتاً الى ان الدعاية والحرب النفسية تعتمد على توفر المعلومة بشكل اساس.

ويذهب رئيس تحرير جريدة "الدستور" باسم الشيخ الى ابعد من هذا ويؤكد بان تجربة تشكيل جيش اعلامي الكتروني معمول بها في دول عديدة ومنها بريطانيا، التي لديها المئات ممن يعملون في رصد قضايا تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي. ويعتقد الشيخ انه ليس من الضرري ان يتألف الجيش الالكتروني من الاف الصحفيين بل يمكن اختيار مجموعة من الصحفيين ممن يتمتعون بمهنية عالية، ويقومون بعدة مهام ليس فقط بث الاخبار وانما مواجهة الاشاعات واطلاق بالونات اختبار للجمهور تستثمر لتعزيز المصلحة العامة، فضلاً عن تعبئة المجتمع ايجابياً.ويشير الشيخ الى ان الرسالة الاعلامية التقليدية اضحت غير مؤثرة ولا تحقق اهدافها على عكس الاعلام الجديد الذي يعتمد التكنولوجيا وسرعة الحصول على المعلومة، إذ يمكن ان يسهم الجيش الالكتروني في استباق الاشاعة قبل ان تأخذ تأثيرها في المجتمع.

إعلاميو الاحزاب

وتحرص معظم الاحزاب الكبيرة على إيجاد مجموعات من العاملين تكمن مهمتهم في الترويج لمرشحيها في ايام الانتخابات، والترويج لسياساتها ودعمها عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لاسيما في الفيسبوك وتويتر، ويصدون اي انتقاد يصدر من هذه الجهة او تلك.

ويؤكد الصحفي والناشط المدني مصطفى سعدون الاحزاب السياسية الكبيرة لديها جيوش الكتروني ضخمة تستخدمها في الدعاية الانتخابية وفي التسقيط السياسي، داعياً تلك الاحزاب الى توجيه جيوشها الالكترونية لمواجهة داعش اعلامياً ودعائياً. ويقول سعدون ان هناك المئات من وسائل الاعلام العراقية من فضائيات وصحف ومحطات اذاعية ومواقع الكترونية بعضها مملوكة للدولة، واخرى تابعة لللاحزاب بامكان كل تلك الوسائل مواجهة "داعش" وتفنيد شائعاتها، منتقداً أداء عدد منها ممن لا تلجأ الى الأسلوب الحديث في المواجهة ولا تستثمر إمكاناتها لايجاد وسائل ناجعة لمواجهة التنظيم.

please wait

No media source currently available

0:00 0:15:00 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG