روابط للدخول

خبر عاجل

الاردن: تصعيد عسكري واضح وانتقاد لموقف الاخوان


لقطة عرضها التلفزيون الاردني لقصف استهدف احد مواقع داعش
لقطة عرضها التلفزيون الاردني لقصف استهدف احد مواقع داعش

تعهد وزير الداخلية الأردني حسين المجالي بالقضاء على داعش ومسحها نهائيا عن وجه الأرض، وقال في تصريحات اعلامية "ان الضربات الجوية الأردنية ضد معاقل داعش ما هي الا بداية النهاية"، وأضاف ان الثأر هو عنوان الدولة الأردنية ضد هذا التنظيم الارهابي الذي سننال منه – على حد قوله.

وأوضح المجالي بأن "تاريخ الاردن يشهد أنه لا ينسى ثأره، وأن قوة الدولة الأردنية غير خاضعة لاختبار ولديها القوة للتعامل مع الحدث مهما كان كدولة قوية لا تجرب ولا يصعب عليها خيار مهما كان".

وفي سياق متصل قال وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني: "خيارات الاردن العسكرية والأمنية في حربه ضد داعش مفتوحة يتم تطويرها من خلال الأجهزة المختصة".

والمتابع للشأن الاردني اليوم يلحظ قوة الرد العسكري في بيانات الجيش التي تصدر عقب الغارات التي يشنها سلاح الجو الاردني، وحجم التصريحات التي تشير الى تشديد القبضة الأمنية في الداخل بطرق متعددة منها مداهمة أوكار الجريمة "المخدرات وتهريب الأسلحة وضبط الحدود".

وطالب شيوخ البادية الدولة "بتسليحهم" اضافة الى مطالب علنية بتسليح العشائر السنية في درعا سوريا والانبار في العراق.

وهنا يطرح سؤال مهم وهو: هل يقود الاردن تحالفا عربيا اسلاميا لمحاربة التطرف في العراق وسوريا وسيناء وربما ليبيا (حسب محلل استراتيجي) مضى الى التأكيد على ان ذلك ممكن ولاحظ ان الظروف مهيأة امام الاردن للمضي قدما في محاربة الارهاب.

الموقف الشعبي يفرض تغيير المواقف

الرأي العام الاردني منشغل حاليا بموقف الاخوان المسلمين من جهة وحالة التعاطف المتزايدة مع حادثة مقتل الطيار الكساسبة. فما زالت الناس جماعات وفرادى تتوافد على مدينة الكرك وفال مصدر في "الأحوال المدنية" لاذاعة العراق الحر ان اثني عشر مولودا أطلق عليهم اسم معاذ في اليوم الثاني لاعلان مقتل الطيار الاردني الشهيد.

مواقع التواصل الاجتماعي تشهد جدلا حادا حول موقف الاخوان المسلمين "المتذبذب"، حسب الرأي السائد، تجاه عملية اعدام الطيار الاردني. فالغالب على لسان عناصر الاخوان هو التعزية ورثاء الفقيد يرافقه تردد واضح في وصف داعش بالارهابي.

ويبدو ان هذا الرأي السائد هو الذي دفع الشيخ حمزة منصور – النائب العام السابق لحزب جبهة العمل الاسلامي الى التوجه الى بيت العزاء في الكرك، موضحا أن "داعش ارهابية وأن بيان جماعة الاخوان المسلمين الذي أدان العملية غير كاف".

ويبدو مرة اخرى أن الشيخ منصور يريد اعلان موقف مخالف لذاك الذي أثار جدلا حين رفض وصف داعش بالارهابية في لقاء تليفزيوني. وقال صحفي مراقب: "موقف الاخوان المسلمين شابه التردد والقلق ربما بسبب عدم وجود خبرة سياسية في التعامل مع الحدث. لكنهم، ومع المد الشعبي الذي اجتاح الاردن في اعقاب الاعلان عن مقتل الكساسبة حرقا، راجعوا موقفهم وخاصة انهم كانوا يقولون "انها ليست حربنا" واليوم لا يستطيعون رفع صوتهم بهذا الشعار". المراقب أضاف بأن المزاج الشعبي الاردني يعيش حالة غير مسبوقة فرضت على الكثيرين مراجعة مواقفهم.

مشاركة الاخوان متواضعة

قال عضو مجلس الشورى في جماعة الاخوان المسلمين رائد الشياب ان "ما يسمى بتنظيم داعش تنظيم ارهابي وإن جريمته بحق الطيار الكساسبة تثبت أنه موغل في الارهاب بما لا يقبل الشك". وأضاف في حديث مع وكالة الأنباء الاردنية انه "ينتقد بشدة عدم تسمية الامور بمسمياتها، فداعش ارهابية ويجب تسميتها بذلك". ودعا الشياب المؤسسات الحزبية والوطنية الى الوقوف الى جانب المؤسسات العسكرية والأمنية والانحياز الى الوطن.

الشياب انتقد ايضا مشاركة الاخوان المتواضعة وغير الواضحة في مسيرة الجمعة الماضية وطالب اصحاب الفكر المعتدل بان ينشطوا ويقوموا بواجبهم على كل الأصعدة وخاصة في معالجة الخلل الفكري لدى الشباب.

وأكد الشياب على ان الاخوان يقفون في صف الوطن وسيعملون على معالجة الخلل الذي حصل هنا او هناك.

وعلق مصدر مقرب من الاخوان بالقول: "هناك انشقاق في اوساط جماعة الاخوان وهناك اصوات تنادي بالمراجعة الكاملة للمواقف في ضوء الأحداث الأخيرة، وهناك اصوات تقول بلغة بسيطة (ارسوا على بر)".

حزب البعث العراقي ينفي التهمة

اصدر حزب البعث العراقي بيانا عزى فيه بمقتل الطيار معاذ الكساسبة، وأعلن براءته من الفعلة الشنيعة، وذلك ردا على الاتهامات التي وجهها القيادي السلفي "الشلبي" الذي اتهم ضباطا عراقيين وعزت الدوري باقتراح طريقة اعدام الكساسبة واضاف بأنهم يتبوأون مراكز هامة في داعش.

وصف البيان عملية الاعدام ب"الطريقة الوحشية"، وقال الدكتور خضير المرشدي ان "الشلبي يتهم باطلا مجاهدي حزب البعث وعزت الدوري بالوقوف وراء ذلك" وتابع بان حزب البعث يقود مقاومة مشروعة ضد مشروع الاحتلال الطائفي الارهابي الفاسد وإنه يرفض اية عملية قتل ويستهجن تصريحات الشلبي.

وعلى صعيد متصل صدر بيان عن شيوخ وأبناء الطرق الصوفية الذين اجتمعوا بدعوة من فواز الطباع – شيخ الطريقة الرفاعية القادرية الصوفية – وقد عزى البيان الاردنيين جميعا بالطيار معاذ الكساسبة واستنكر جريمة داعش الشنيعة، الأمر الذي يمكن تفسيره على أنه رفع الغطاء عن داعش.​

XS
SM
MD
LG