تستوجب النهضة العمرانية والحركة التجارية التي يشهدها اقليم كردستان العراق اعادة تصميم وتخطيط شبكة الطرق والشوارع الرئيسة في مدن الاقليم كونها الشريان الحيوي للحركة الاقتصادية والتجارية فيه.
ومن هذا المنطلق تسعى الادارات المحلية في مدن الاقليم الى وضع الخطط والدراسات والاستعانة بخبرات اجنبية لهذا الغرض، إذ عقدت مديرية الطرق والجسور في السليمانية مؤتمراً حضره عدد كبير من المهندسين والخبراء تناولت فيه الجوانب الفنية والهندسية الاساسية لتنظيم شبكة الطرق في المدينة.
وتشير رئيسة المهندسين في مديرية طرق السليمانية دلسوز محمد الى ان شبكة الطرق في السليمانية تعاني من مشاكل جمة يصعب حلها في المستقبل القريب، وتؤكد في حديث لاذاعة العراق الحر ان مشاريع الطرق في الاقليم توكل الى شركات ليست ذي خبرة ولا تلتزم بالمعايير والاسس الهندسية، واضافت: "للاسف شبكة الطرق في مدن الاقليم باتت عاجزة عن استيعاب الانفتاح السكاني والاقتصادي الكبير الذي يشهده الاقليم، الشوارع متهالكة وغير صالحة ومخططاتها قديمة ولاتتناسب مع هذا الانفتاح، نحاول الاستعانة بالخبراء الاجانب لوضع خطط انية لعملية صيانة سريعة لهذه الطرق لحين وضع مخططات وتصاميم لشبكات طرق جديدة تتناسب مع التطور الحالي في الاقليم".
وتقول المهندسة الجيولوجية الايطالية باولا ريكو انها وعدد من المهندسين الاخرين كلفوا من قبل دائرة الطرق في السليمانية لوضع تصاميم لشوارع جديدة تسهم في تقليل الزخم على الشوارع الحالية ودراسة نوعية الصخور والاراضي التي ستمد عليها هذه الشوارع، واضافت: "هذا المؤتمر مهم لانه سيوضح لنا اماكن الخلل في شبكة الطرق في السليمانية وامكانية وضع التصاميم الجديدة التي تتناسب مع الطبيعة الجغرافية للمدينة، اعتقد ان معالجة شبكة الطرق الداخلية امرصعب نوعا ما بسبب تداخل هذه الشوارع بشكل عشوائي واقامة بنايات ومشاريع حديثة بالقرب منها وعدم وجود منافذ يمكن الاستفادة منها ، ولكننا سنبذل جهدنا لحل هذه الاشكالات".
من جهتهم يشكو سائقو المركبات في السليمانية رداءة الطرق والشوارع واكدوا انها السبب الرئيس في زيادة الحوادث المرورية في المحافظة، ويقول صاحب سيارة الأجرة زانس منير: "شوارعنا لم تعد تستوعب كل هذه الاعداد من السيارات وهي شوارع ضيقة وقديمة وعمليات الادامة غير مجدية، اما الشوارع الجديدة فهي لاتدوم كثيرا لان الشركات المنفذة غير مختصة ولاتهتم بنوعية المواد المستخدمة وتحاول التنفيذ باقل كلفة ،على الحكومة اعتماد شركات معروفة ومراقبة تنفيذ مشاريع الطرق".
يشار الى ان استقدام عدد من الخبراء والمهندسين الاجانب في مجال تخطيط المدن وشبكة الطرق الى السليمانية وصرف رواتب كبير لهم اثار حفيظة المعنيين في المحافظة واعتبروا ذلك هدرا للمال العام بداعي ان الاقليم فيه مهندسون محليون لايقلون خبرة عن هؤلاء الاجانب.
