روابط للدخول

خبر عاجل

تحذيرات دولية من مخاطر صراع سوريا وتداعياته على العراق


منفذ ربيعة الحدودي بين العراق وسوريا
منفذ ربيعة الحدودي بين العراق وسوريا
يشير مسؤولون دوليون بشكلٍ متزايد إلى مخاطر تحقيق ميليشيات متشددة في سوريا مكاسب ميدانية تعزز قوى التطرف على نحوٍ يبتعد عن تطلعات التغيير التي نادت بها الانتفاضة عند بدئها سلمياً في آذار 2011. وتتزامن هذه التصريحات مع استنتاجاتٍ لمنظمة دولية تعنى بحقوق الإنسان في شأن انتهاكات تتعرض لها الأقليات الدينية ما يزيد التوترات الناجمة عن استمرار الأزمة السورية.
هذا في الوقت الذي تتواصل الأنشطة المسلّحة لجماعاتٍ مرتبطة بتنظيم القاعدة عبر حدود العراق وسوريا في ظل وصول المساعي الدبلوماسية إلى طريق مسدود فيما يبدو، وفقاً لتقرير سيُقدّمه المبعوث العربي- الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الثلاثاء.

وفي هذا الصدد، نقلت مجلة (فورين بوليسي) Foreign Policy عن مسؤولين ودبلوماسيين في الأمم المتحدة أنهم يتوقعون أن يتضمن تقرير الإبراهيمي "تقييماً متشائماً لاحتمالات السلام في سوريا حيث أدى القمع السياسي والصراع المسلّح إلى سقوط أكثر من 60 ألف قتيل"، وفقاً لتقديرات المنظمة الدولية.
وفي عرضها لمستجدات المواقف الدولية، أشارت (فورين بوليسي) إلى ما قاله رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف لشبكة (سي.أن.أن) التلفزيونية الأميركية الأحد بأن فُـرص احتفاظ الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة "تتضاءل يوماً فَـيوم". ونقلت المجلة عن دبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم تذكر اسمه القول "لاحَـظنا التصريحات الروسية ونحن سعداء لسماعها"، بحسب تعبيره.
يشار إلى تصريحاتٍ صدَرت عن الرئيس باراك أوباما يوم الأحد أيضاً وقال فيها إنه يعمل جاهداً على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولايات المتحدة في صراع سوريا سيساعد في حلّه أم أنه سيفاقم الأمور. وأضاف أن إدارته تجري تقييماً متأنياً بغية التأكد من أن أي عمل أميركي في سوريا لن يأتي بنتائج عكسية.

وفي تحليله لمغزى التصريحات الروسية والأميركية المتزامنة، قال رئيس (المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية) واثق الهاشمي لإذاعة العراق الحر إنها تؤشر إلى حدوث "تغيّر مع وجود تراجع في الخطاب الروسي الذي كان داعماً بصورة مطلقة لدمشق، على نحو ما لوحظ في التصريحات التي صدرت عن ميدفيديف." وأعرب عن اعتقاده بأن "الاجتماعات التي عُقدت بين الأميركيين والروس قد تهيئ لخارطة طريق جديدة لما بعد نظام الأسد" مع الإشارة إلى التصريحات المتزايدة الصادرة عن واشنطن وعواصم أخرى في شأن "الخشية من وجود المتشددين الذين بدأوا يشكّلون قوة ويسيطرون على مناطق متعددة في سوريا"، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجاب الهاشمي عن سؤال آخر يتعلق بموقف بغداد من مستجدات الأزمة السورية وما يرتبط خاصةً بالتحذيرات الدولية من تنامي الجماعات المسلّحة التي يُشتبه بصلاتها مع الفرع العراقي لتنظيم القاعدة.

ويتضمن الملف الصوتي أيضاً مقابلة أخرى مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده الذي عـلّق عبر الهاتف من لندن على التصريحات الإيرانية الجديدة التي وردَت على لسان علي أكير ولايتي مساعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي واعتبر فيها أن أي هجوم على سوريا هو بمثابة هجوم على إيران.

وفي مقابلة منفصلة أخرى، قالت الدكتورة ييلينا سوبونينا مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط في (معهد الدراسات الإستراتيجية) في موسكو لإذاعة العراق الحر إن "موقف روسيا لم يتغير إذ أن هناك مبادئ معيّنة تنطلق منها كاعتراضها على أي تدخل أجنبي في سوريا والاعتراض على تغيير النظام بالقوة من الخارج. ولكن يمكن القول إن القراءة الروسية لما يحدث في سوريا تتغير قليلاً والدليل على ذلك هو التصريحات الأخير التي صدرت عن ميدفيديف."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، أجابت سوبونينا عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بالتحذيرات الدولية المتزايدة من مخاطر الجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة والثاني حول التهديدات التي قالت منظمة دولية تعنى بمراقبة حقوق الإنسان حول العالم إن هذه الجماعات تشكّلها على الأقليات الدينية في سوريا.

وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الدولية غير الحكومية التي تتخذ نيويورك مقراً أعلنت أخيراً أن تحقيقاتٍ أجرتها في محافظتيْ اللاذقية وإدلب أظهرت فيما يبدو أن بعض جماعات المعارضة المسلحة تعمّدت تدمير مواقع دينية للأقليات بسوريا في تشرين الثاني وكانون الأول 2012. وقالت هذه المنظمة في تقريرها الموسوم "سوريا - الاعتداءات على المواقع الدينية تزيد التوترات" إن إحدى الجماعات المعارضة المسلحة قامت بتدمير أحد دور العبادة الشيعية في إدلب ونهب كنيستين في اللاذقية. وأضافت أنه رغم تعهدها بحماية جميع السوريين إلا أن المعارضة "أخفقت في التصدي على النحو الملائم للهجمات غير المبررة على أماكن العبادة الخاصة بالأقليات"، على حد تعبيرها.

ولمزيدٍ من المعلومات، أجريتُ مقابلة مع نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في منظمة (هيومن رايتس ووتش) نديم حوري تحدث فيها عن تفاصيل الانتهاكات التي وثّـقتها هذه المنظمة في بعض القرى السورية وأجاب فيها عن سؤال حول ما إذا كانت هذه الممارسات تعتبر إيذاناً بالانزلاق إلى ما يمكن وصفها بحرب طائفية مشابهة لما شهده العراق بين عاميْ 2006 و2007.
وفي المقابلة التي يمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي المرفق، كرر حوري دعوة التقرير لأطراف المعارضة السورية المسلحة إلى حماية جميع المواقع الدينية في المناطق الخاضعة لسيطرتها وإلى "اعتماد إجراءات تأديبية ضد من قاموا بأعمال نهب واختطاف"، بحسب تعبير (هيومن رايتس ووتش).

please wait

No media source currently available

0:00 0:13:44 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG