روابط للدخول

خبر عاجل

قانون مكافحة التدخين يتعثر بغياب آليات التطبيق


احد المدخنين العراقيين
احد المدخنين العراقيين
يمثل دخولُ قانون مكافحة التدخين حيزَ التنفيذ ممارسة قانونية وحضارية غير مسبوقة في العراق، برغم تباين مواقف الشارع بين مؤيد بحماس للقانون ورافض ومتحفظ عليه، في موسم تنوع الاحتياجات والضرورات للمواطن كالأمن ولطاقة الكهربائية والخدمات و فرص العمل ، يراها البعض اشد أهمية من حضر التدخين.

بيانٌ لأمانة مجلس الوزراء صدر الخميس، ذكر آن قانون مكافحة التدخين رقم 19 لسنة 2012 يهدف إلى حماية الأشخاص من أخطار التدخين وتقليل نسبة المدخنين، من خلال وضع معايير لمكافحة التدخين حيث ستتولى وزارة الصحة التنسيق مع الوزارات والجهات ذات العلاقة .

لكن مسؤول العلاقات والإعلام في وزارة الصحة إبراهيم العبادي أوضح في حديثه لاذاعة العراق الحر انه لا تتوفر لديه تفاصيل عن آليات تنفيذ القانون في يوم تنفيذه الثلاثين من حزيران! مشيرا الى أن العرفَ العام والثقافة المجتمعية من عناصر نجاح تطبيق مثل هذا الحضر في العالم الغربي على سبيل المقارنة.

ويبدو أن غياب اليات تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن المغلقة العامة، يعيقُ النوايا التي تقف وراء تشريع القانون، الطبيب علي العنبوري,وهو ناشط مدني شدد على أهمية تشريع القانون، بالرغم من كثرة المنتقدين وضعف آليات تنفيذه، مذكرّا بان الإنسان هو القيمة العليا لضمان تنمية مستدامة في المجتمع.

و يجد العنبوري خلال حديثه لاذاعة العراق الحر في تشريع القانون إسقاط فرض ٍ لجأ إليه مجلسُ النواب، كاشفا في الوقت نفسه عن أن الكثيرَ من أعضائه مدخنون شرهون، ويدخنون في أروقة البرلمان وقاعاته.

في يوم دخول قانون مكافحة التدخين حيز التنفيذ ( الثلاثين من حزيران) تشيع مظاهر التدخين والإعلان والترويج عن السكائر في الشوارع والاماكن العامة، فضلا عن انتشار مقاهي التدخين والاركيلة التي تستقطب فئات مختلفة من الناس جلـُهم من الشباب وحتى اليافعين، احمد خليل صاحب مقهى للاراكيل في بغداد لا نتوقع منه خلال حديثه لاذاعة العراق الحر غيرَ انتقاد قانون مكافحة التدخين، لكنه يلقي بالكرة في ملعب مؤسسات الدولة في تقصيرها بالمحافظة على البيئة و تقليل تلوث الهواء المفرط في المدينة نتيجة تشغيل المولدات الكهربائية.

وهذا يتفق مع راي الطبيب والناشط المدني علي العنبوري الذي يشير الى انتهاكٍ متواتر للبيئة العراقية بمختلف الأشكال ومنها تفشي دخان عوادم السيارات، والغازات المنبعثة من ألاف المولدات الكهربائية في المناطق السكنية.

حكاية الإدمان على تدخين السيجارة و"الاركيلة" تكاد تتشابه لدى الكثيرين ممن وقع في حبائلها منذ الصغر، وغالبا ما اقترن التدخين الأول بالهروب من المدرسة ، وليس مصادفة أن اغلبهم اضطروا لترك الدراسة إما فشلاً او انخراطا في عالم البحث عن "الرزق" لمواجهة متطلبات الحياة، ومنهم ، فاضل كريم وهو في العشرين من العمر الذي تحدث لاذاعة العراق الحر عن تدخينه المفرط الذي اضر بجسده عن ما فعل فعله الدخان في جسده :

ما السر الكامن وراء عبودية المرء للسيجارة و التدخين؟

وبغض النظر عما إذا كنا مدخنين أم لا، فمن منا لم يرتعب من فكرة أن يقع ابنهُ او ابنته في شباك التدخين والإدمان؟ محمد حسين أبٌ لثلاثة أبناء يشخص أن العديد من الصبيان تعارفوا على أن التدخين يجعل منهم رجالاً، وهم لا يدركون الضرر الجسيم الذي تجرهم اليه هذه العادة السيئة.


.يشار الى ان القانون الجديد حظر التدخين "في الأماكن العامة داخل الهيئآت الرئاسية والوزارات والدوائر والمؤسسات التعليمية والتربوية والصحية والشركات والمصانع والمطارات في محافظات العراق كافة، كما يشمل الحظر المسارح ودور العرض والفنادق والنوادي والمطاعم وقاعات الإجتماعات والمناسبات ومكاتب العمل والأسواق التجارية، ووسائط النقل العام والخاص الجماعية البرية والبحرية والجوية في الرحلات الداخلية والخارجية، إضافة إلى محطات الوقود كافة".

وبرغم ذلك فان عدم وضوح الآليات المفترضة لتطبيق القانون ومحاسبة المخالفين لحد الآن، يزيد في تعامل المواطن بإهمال مع دوافع التشريع وأهميته، وهذا ما اشار اليه عضو مجلس النواب حمزة الكرطاني في مجال تعليقه على إمكانية تطبيق القانون، حيث دعا خلال حديثه لإذاعة العراق الحر الى تنفيذ القانون تدريجيا تحاشيا لتذمر المواطن، مشددا على تفعيل حملات التوعية بمضار التدخين ومخاطره الشخصية، والعامة.


يتضمن قانون مكافحة التدخين نصوصا عقابية بحق المخالفين من المصنعين والمستوردين والبائعين للتبوغ ومنتجاته في حال مخالفة المواصفات المقررة في هذا القانون، وكذلك محاسبة وسائل الإعلام التي تروج للتدخين.

لكن الطبيب صباح الغانمي يلاحظ تنوعَ وتعددَ أساليب الدعاية واغرائها للاستحواذ على عقول الصغار وتشجيعهم على التدخين، مبينا في حديث لاذاعة العراق الحر أن سعر علبة السجائر في العراق متهاود بشكل لافت عن مثيلاتها في الدول الغربية، وذلك لغياب الضرائب المضاعفة التي تفرضها تلك الدول كأحد أدوات الحد من التدخين.

كثيرا ما قرن البعض خطأ السيجارة والتدخين بعوالم الشعراء والفنانين ، لكن الشاعر الشعبي اكرم محمد علي يشذ عن القاعدة فتراه يلعن السيجارة عندما يعلن عن غضبه من تلوث الجو والحياة بالدخان إذ يقول:
كرهت الهوا بكد مابيه دخان
وبعت عطر الورد خلاني حاير
كون نضيف جُملة إحنا على الآذان
نكتب بيها : "ممنوع الجكاير"!


ساهم في الملف مراسل اذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي

please wait

No media source currently available

0:00 0:10:14 0:00
رابط مباشر
XS
SM
MD
LG