روابط للدخول

خبر عاجل

تواقيع العراقيين في مواجهة سد "أليسو" التركي


منطقة "حسن كيف" وبقاياها التاريخية في نهر دجلة داخل الأراضي التركية
منطقة "حسن كيف" وبقاياها التاريخية في نهر دجلة داخل الأراضي التركية
تتوالى الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل منظمات مدنية وناشطين مهتمين بالبيئة والثروات المائية، للمشاركة في حملات لتفادي الجفاف المقبل على العديد من مناطق العراق، والعمل على جعل حوض نهر دجلة من المحميات الطبيعية والاثرية وتحت حماية المنظمات الدولية بعد زيادة المخاطر الناجمة عن إنشاء سدود تركية مما يهدد بتراجع نسب المياه الواصلة إلى الأراضي الزراعية في حوض النهر، وتلك الواصلة إلى الاهوار كبيئة طبيعية فريدة عالميا، فضلاً عن انغمار مناطق في شمال حوض دجلة.

وتشير الناشطة المهندسة شروق العبايجي في حديث لاذاعة العرا ق الحر الى إن حملة التواقيع لن تقتصر على العراقيين بل انها تمتد لتصل إلى اوساطا عالمية من خلال المهتمين في الندوات التي تنظم من اجل التنبيه لمخاطر الجفاف والاثار المترتبة عن مشاريع السدود الكبيرة التي تنفذها تركيا وخصوصا سد اليسو التركي قيد الإنشاء.

وفيما يتكرر الحديث كثيرا عن خطورة الوضع المائي في العراق وتأثير بناء السدود التركية على المردودات المائية التي تعاني أصلا من الانخفاض، يشير الناطق باسم وزارة الموارد المائية علي هاشم الى ان الحراك المدني يحتاج تدخلا سياسيا ودعما حكومي مع تفعيل الضغط الدولي على تركيا لإيقاف بناء تلك السدود .
وتحدث هاشم عن سعي العراق لزيادة مساحات الاراضي المستصلحة كرد فعل على مخاطر تقليص حصة مياه دجلة، كاشفا عن التوجه لاستصلاح ما مجموعه 12 مليون دونم خلال السنوات القليلة المقبلة.

ومع تشجيع ممثل العراق بمنظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) حسن الجنابي للحملة التي تنادى لها الناشطون، لم يخفي ملاحظته من ان هذه الحملات المدنية تترك تاثيرات معنوية على الدول المعنية، مشيراً الى ان تطبيقها صعب عمليا، لكنه اعتبر ان مجرد لفت انتباه العالم الى تسيب انشاء سد اليسو بغمر مناطق مهمة حضريا وتاريخيا في تركيا فضلا عن الاهوار في جنوب العراق، يعد موقفا مهما.


من جانبه عاب عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان السابق كريم اليعقوبي على الحكومة والبرلمان العراقي غياب الجدية بالتعامل مع ملف المياه بعدم توحيد الخطاب السياسي للوقوف ازاء الأزمة المائية، المتعلقة بإصرار تركيا على بناء السدود معتبرا جهود المنظمات المدنية أكثر حرصا من جهود الدولة العراقية في تلافي الإضرار بالبيئة ، متهما جهات عراقية لم يسمها بالميل إلى مواقف الجانب التركي وتوجهاته بشأن المياه. ما يجعل موقف العراق ضعيفا عند التفاوض.

وبخصوص سد اليسو أوضح المدير العام للموارد المائية عون ذياب في حديثه لإذاعة العراق الحر أن ما بنته تركيا من سدود صغيرة على نهر دجلة سابقا لم يؤثر كثيرا على منسوب المياه غير ان هذا السد عند اكتماله سيترك اثاره واضحة، مستدركا ً بالقول إن الجانب التركي قدم الكثير من التعهدات بإطلاق الكمية المطلوبة للعراق من مياه دجلة حتى بعد انجاز السد الا ان خزن هذه الكمية بالتأكيد سيغير من معالم هذا النهر المهم بالنسبة للعراق

ينبه الخبراء الى أهمية التوازن الدقيق بين متطلبات التنمية و المتطلبات البيئية ببعديها الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يطلق عليه بالتنمية المستدامة، بحسب الدكتور حسن الجنابي الذي بين في اتصال مع اذاعة العرا ق الحر ان بناء سدود كبرى يترك أثارا عديدة على البيئة قد تقضي على تجمعات سكانية ما يدفع ببعضهم الى النزوح من قراهم واراضيهم نتيجة تلك المشاريع، مشيرا الى تهديد منطقة (حسن كيف) التركية في حوض دجلة، بالانغمار بمياه السد، وهي المعلم الاثري والحضاري الذي يدل الى واحدة من اقدم المستوطنات البشرية اذ تعود الى نحو عشرين الف سنة.

يعتبر سد اليسو على نهر دجلة أكبر سدود تركيا، وسينتج عنه مخزون مائي يصل الى 11 مليار متر مكعب، وسيكون في حال اكتماله من أكبر محطات إنتاج الطاقة الهيدرولكية، فمن المتوقع أن ينتج 3.800 ميغاواط من الطاقة سنويا.

شارك في اعداد هذا التقرير مراسل اذاعة العراق الحر في بغداد عماد جاسم.
please wait

No media source currently available

0:00 0:09:18 0:00
رابط مباشر
XS
SM
MD
LG