روابط للدخول

خبر عاجل

حمدا لله على ان في العراق تنكات! ومزارع في كربلاء ستتحول إلى مطار رغم أنف فلاحيها


بيوت التنك في الكوت
بيوت التنك في الكوت
تتابع "عين ثالثة" قصة مزارعي احدى مناطق كربلاء التي تجري النية لتحويلها الى مطار. وفي الكوت نطلع على أحوال قرية بيوتها من تنك وهي خير شاهد على ما ادت اليها خطط مكافحة الفقر في العراق.

*** ***

في حلقة سابقة تطرقت "عين ثالثة" الى مشكلة سكان منطقة زراعية في كربلاء تجري النية لبناء مطار الفرات الاوسط عليها. مراسل إذاعة العراق الحر مصطفى عبد الواحد زار المنطقة والتقى عددا من سكانها وكتب لنا:

"مطار كربلاء، أو مطار الفرات الأوسط كما يحلو للحكومة المحلية تسميته، انتظره كثيرون، وتمنى غيرهم ألا يبدأ العمل به مطلقا.
ففيما تعتبره حكومة كربلاء مشروعا استراتيجيا مهما سينعش السياحة في المحافظة، يقول المئات من أصحاب المزارع المهددة بالإزالة حال البدء بتنفيذ مشروع المطار، إنهم سيكونون عرضة للتشرد كون المطار سينفذ على ارض مزارعهم المنتجة للخضار، والتي اتخذوها مساكن أيضا.
عدد من مزارعي المنطقة التي ستتحول الى مطار
عدد من مزارعي المنطقة التي ستتحول الى مطار

أبو ليث واحد من أصحاب المزارع، قال وهو يحاول رسم صورة للقلق الذي يساور أصحاب المزارع بسبب قرب البدء بتنفيذ مطار الفرات الأوسط: هذا المطار الذي تبلغ مساحته نحو 45 كلم مربع، سيسحق المئات من مزارع الخضار والمنازل المشيدة عليها، والتي يقطنها أيضا مئات الأسر.

وأكد أبو ليث، وعشرات المزارعين الذين تجمعوا حول مايكرفون برنامج عين ثالثة، في منطقة تبعد نحو 30 كيلومترا من جنوب كربلاء، حيث من المفترض أن يشيد المطار، أكد أن أصحاب المزارع أحيوا أرضا صحراوية وحولوها إلى منتجة، واضاف إن هؤلاء يستحقون معاملة أفضل، وأن الأرض التي هي عبارة عن بساط أخضر حاليا يمتد بمحاذاة طريق كربلاء النجف، من جهة الغرب، لم تكن سوى كثبان رملية قبل أن يقوم المزارعون باستصلاحها وتحويلها إلى مزارع تنتج الطماطم والبصل والبطاطا وأصناف اخرى من الخضار، التي توفر للمواطنين بكربلاء والمحافظات القريبة مثل النجف وبابل والديوانية بأسعار معقولة.

وربما من أبرز ما يجعل المزارعين يشعرون بالغبن هو اعتقادهم أن بإمكان السلطات المحلية زحزحة مشروع المطار بعيدا عن مزارعهم، لاسيما وأن مساحات خالية تقع بمحاذاة مزارع الخضار، كما يقول أبو محمد. ويضيف أن بإمكان الدولة أن تختار مكانا للمطار ابعد من مكانه الحالي، لكي لا تلحق الضرر بالمزارعين، كما إنها تبعده عن الطريق العام الذي سيكون تحت ضجيج المطار في حال تشغيله.
اراض زراعية ستبنى عليها مطار الفرات الاوسط
اراض زراعية ستبنى عليها مطار الفرات الاوسط

وفيما ينحدر معظم أصحاب المزارع من المحافظات الجنوبية وهجروا إلى كربلاء بعد تجفيف الأهوار مطلع تسعينات القرن الماضي، يرى هؤلاء أن حكومة كربلاء تمارس التمييز ضدهم، فهم يعتقدون أن الحكومة المحلية لا تبالي وهي ترى خطر إزالة مزارعهم ومنازلهم يقترب لأنهم من محافظات أخرى، وليسوا من أبناء كربلاء الأصليين.

أما رئيس لجنة الإعمار والإسكان في محافظة كربلاء الدكتور عباس ناصر حساني فقال لـ"عين ثالثة"إنها ستقوم بتعويض المزارعين المتضررين، ونحو 97من أصحاب المزارع سيعوضون بمزارع بديلة وسيعوضون ماليا عن المنشآت والآبار التي اقاموها، مؤكدا أن التعويض سيقتصر على أصحاب العقود الرسمية.

لكن تصريح رئيس لجنة الإعمار والإسكان في المحافظة قوبل بالرفض من أصحاب المزارع ممن لا يملكون عقودا تخولهم استغلال الأرض، فهم في النهاية سيعاملون من قبل السلطات المحلية، معاملة المتجاوزين على أراضي الدولة، ما دعا بعضهم إلى المطالبة بتشكيل لجنة للنظر في هذا الموضوع، خصوصا وهم يدعون شراء الأرض التي استزرعوها من أصحابها الأصليين.

وبينما باشر الجهد الهندسي بتشييد بعض الأبراج التي سترسم مساحة المطار، بدأ أصحاب المزارع يدركون أن مطالباتهم ربما تذهب أدراج الرياح، ولم يبق لهم سوى التحذير مما قد تؤول إليه أحوالهم في حال وجدوا أنفسهم بلا مساكن وبلا مصدر للعيش.

واكد عدد منهم ان على الدولة ألا تلومنا في حال لجأنا إلى ممارسة أعمال غير مقبولة، حين يجرفون مزارعنا ويهدمون منازلنا، لأننا سنكون بلا مأوى ولا مصدر للعيش.

حي التنك في الكوت وخطط الحكومة لمكافحة الفقر

تواصل "عين ثالثة" رصد احوال الناس في أماكن مختلفة، وتزور اليوم "حي التنك" في الكوت الذي يسكنه مهجرون بسبب العنف الطائفي، أقسموا أنهم عراقيون ودعونا لزيارة بيوتهم المبنية من تنكات رصت لتشكل جدران منازلهم.
كل بيت تنكي يستحق في الواقع أن يوضع في متحف، وان يشارك في مسابقة "اغرب بيت على الأرض"وهو ما يجعلنا نقول: حمدا لله على أن في العراق تنكات. سيف عبد الرحمن يروي القصة:
بيوت التنك في ضواحي الكوت
بيوت التنك في ضواحي الكوت

"في واحد من اكبر الأحياء مساحة، وأكثرها كثافة سكانية، يعيش سكان حي التنك في الكوت في بيوت لا تشبه بيوت الأحياء السكنية المشيدة بالاسمنت، لانها شيدت بمزيج من الصفيح والقش والطين.

لهذا الحي أسماء عديدة منها حي الجوادين، وحي الأنوار، وحي التنك، غير أن سكانه لا يبالون أي اسم هو المستخدم أكثر من غيره، بل يهتمون قبل كل شئ بمشاكلهم وأوضاعهم، التي نجمت عن فترة العنف الطائفي، إذ اجبروا على مغادرة ديارهم الأصلية ليجدوا أنفسهم وسط ارض وعرة اضطروا إلى التكيف معها، في غياب كامل لجميع الخدمات، رغم أن حيهم لا يبعد عن مدينة الكوت غير كيلومترات بسيطة، علما أن عاصمة المحافظة تبدو حاليا من المدن الاقتصادية.

يقول احد أهالي الحي أن قلة هطول المطر تمثل مشكلة للمزارعين لكنها رحمة بالنسبة لسكنة منازل الطين والصفيح، إذ أن المطر يتسلل إلى كل مكان داخل بيوتهم الخربة التي لا تحميهم لا من برد ولا من حر.

ويبلغ العدد الرسمي لمنازل الحي 4000 بيت بينما يزيد عدد سكان هذه البيوت على 14 ألف نسمة يعانون الفاقة والعوز ورداءة الخدمات الحياتية.
ويؤكد ابو محمد الركابي مختار حي الجوادين المعروف بحي التنك نسبة إلى بيوته المبنية من التنك، يوكد ان الحي يعاني من نقص في الخدمات من جميع النواحي ويعيش أهله معاناة واضحة. وهذا الحي لا ينال نصيبه من ميزانية الدولة ويكفي أن تمر سيارة صغيرة لترتفع وراءها عاصفة من الأتربة، لتغطي المنازل القريبة، كما تكفي زخة مطر لتحيل شوارع الحي إلى كتل طينية.

ويقول الناشط السياسي عقيل الدبعون ان حي التنك يمثل صورة مأساوية للواقع الذي تعيشه شريحة واسعة من أسر عراقية أجبرتها الظروف على السكن في هذه الأحياء، وهي تحت خط الفقر، مشيرا الى أن على الدولة أن توفر لهؤلاء مقومات الحياة من سكن وعمل ومفردات غذائية، كما ان هذه البيوت دليل على فشل الحكومة في تأمين عيش كريم، ومستوى حياة مقبول لسكان بلد غني مثل العراق.

خواطر كتبها متابعون لـ"عين ثالثة":

يوسف رجب "لقد أبكتنا لحد النحيب قصة الإخوان الثلاثة الذين حبسهم أبوهم في الديوانية. وليس بيدنا شئ سوى أن نصرخ بوجه الحكومة والبرلمان أن الإنسان أثمن رأسمال في العالم. بعد أن استمعنا لقصة الإخوان الثلاثة نود أن نقول إن لكل شىء في بلدنا ثمن، مهما كان تافها، أما الإنسان فهو بلا ثمن".

المستمعة رجاء "قصتي بعنوان خيبة أمل. فقد خاب أملي بكل شئ بدءا بالوطن"

عبد الرزاق عبد الله من البصرة كتب"لو يشكلون وزارة الفقرة والمهمشين ويدمجوها ويا الهجرة والمهجرين وتختص بوضع الإحصائيات بكل محافظات العراق ويوظفون الخريجين العطالة بطالة بيها ويشغلون الماعدهم شهادات عمال نظافة وحراس وسعاة، تقدر الناس تاكل خبز وتعيش. و أحسن من عشرين وزارة بلا فايدة؟ مثل وزارة الكهرباء المقطوعة، والقائمة طويلة. هسة الفساد بكل مكان حتى داخل العائلة. الرجل يسأل زوجته بيش اليوم اتسوكتي؟ تقول بعشرين ألف وهية صارفة بس 15 حتى توفر خمسة تشتري بيها حاجة وتخاف تحجي أمام عمتها".
XS
SM
MD
LG