روابط للدخول

خبر عاجل

السياسيون العراقيون وشخصنة الأزمات


من اليسير على المتتبع للشأن السياسي العراقي ان يُرجع اغلب أزماته الى ردود أفعال متشنجة وتصريحات أبطالها زعماء لبعض الكتل وينفخ في نارها أعضاءٌ في تلك الكتل .. بحيث يمكن اعتبارها قضايا مشخصنة وليست اختلافات جدية بين مناهج وبرامج الكتل السياسية بحسب عميد كلية الاعلام بجامعة بغداد هاشم حسن الذي يعتقد ان العراقيين يميلون الى الرمزية والشخصنة التي رسختها عقود الأنظمة الدكتاتورية مستشهداً في ذلك بالحملات الانتخابية التي طالما روجت لزعماء وشخصيات وأسماء في وقت غابت البرامج والرؤى للأحزاب والكتل.
والحل يجده هاشم حسن في ترسيخ قوة الدولة والمؤسسة والحزب بدلا من القائد والزعيم والمسؤول ، وهي مهمة يتحملها المجتمع: بمختلف شرائحهه وتشكيلاته بحسيب عميد كلية الإعلام.

ويشير عضو مجلس النواب السابق وائل عبد اللطيف الى بروز الشخصنة والرمزية للقائد على حساب المؤسسة الديمقراطية في العراق، محذرا من تأثيرات ذلك على مستقبل إدارة الدولة ومهماتها. ويعتقد عبد اللطيف أن البعض من المنتفعين درج َعلى إطلاق التصريحات وترويج الخطابات الساخنة يوميا بما يحبط المواطن العادي.

ولا ينفي النائب عن العراقية احمد العلواني الإقرار بوجود قادة سياسيين متفردين في قراراتهم وتصريحاتهم، والملفت ان تنبري كتل بعضهم مدافعة عن قادتها برغم ما تثيره قراراتهم من مشاكل، بحسب العلواني الذي اشار في حديثه لاذاعة العراق الحر الى وجود فسحة ديمقراطية داخل ائتلاف العراقية دالاً على ذلك بتشكيل كيانات ذات رؤى مختلفة لكنها لم تغادر العراقية.

يرى البعض ان الخلاف بين رئيس دولة القانون نوري المالكي وزعيم العراقية اياد علاوي يمتد الى مرحلة تشكيل الحكومة، ويعتقد عضو كتلة العراقية الحرة قتيبة الجبوري ان هذا الخلاف قد انعكس على مفاصل الدولة واثر في أداء الحكومة.

من جانبه يعتقد النائب عن كتلة التغيير لطيف مصطفى أن شخصنة الأمور تعني أن من يدير الدولة ليسو ا برجال دولة عندما يخلطون الامور الشخصية بالامور العامة، وهي مرحلة سابقة على مرحلة الدولة المدنية بحسب مصطفى الذي نبه الى خطورة إدارة الحكومة الاتحادية، او حكومة اقليم كردستان، والمحافظات الأخرى يتعاملون بشخصنة القضايا.
ويعتقد مصطفى أن الزمن كفيل بحل هذه المشكلة، وقد نشهد حكاما يميزون بين الدولة التي يديرون مؤسساتها بشكل مؤقت وبين ممتلكاتهم الخاصة، ونبه الى ان طول فترة الحكم الدكتاتوري روض المواطن العراقي فصار ينظر الى االمسؤول السياسي والاداري باعتباره مالكا لموقعه ويتمتع بصلاحيات غير محدودة.

ياخذ المحلل السياسي واثق الهاشمي على أغلب الكتل السياسية أنها لاتعي مسؤولياتها الكبيرة، وأن بعضها مازال يعمل بصيغة الشخصية القائدة الواحدة مشيرا الى ان شخصنة المشاكل بين القادة السياسيين دفع بالكتل الى تصعيد مواقفها وتازيم الوضع السياسي ملاحظاً انحسار الجرأة لدى بعض النواب والسياسيين في الوقوف بوجه زعيم الكتلة و انتقاده، وهذا ما شجع القادة على اتخاذ قراراتهم بعيدا عن رأي أعضاء كتلهم.

please wait

No media source currently available

0:00 0:07:59 0:00
رابط مباشر
XS
SM
MD
LG