روابط للدخول

خبر عاجل

انفجار في إيران يثير تكهنات عن دور إسرائيلي محتمل


جانب من مراسم تشييع قتلى إنفجار ذخائر في إيران
جانب من مراسم تشييع قتلى إنفجار ذخائر في إيران
أقامت إيران الاثنين مراسم تشييع جثامين 17 من أفراد الحرس الثوري الذين قُتلوا بانفجار ذخائر، بـمَن فيهم شخصية رئيسية في برنامج الصواريخ، وسط تكهنات إعلامية غربية بأن إسرائيل كانت وراء الحادث.

المرشدُ الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي كان في طليعة مشيّعي مَن تعتبرُهم الجمهورية الإسلامية أحد أبرز أبنائها المخلصين ومهندس برنامجها الصاروخي اللواء حسن مقدّم الذي قضى في الانفجار.
وفي تقرير لإذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية، أفادت المراسلة كلناز أسفندياري Golnaz Esfandiari من واشنطن بأن حضور خامنئي يدلل على مكانة مقدم البارزة في البلاد.

طهران أعلنت في 12 تشرين الثاني أن الانفجار الذي وقع في مستودع بقاعدة للحرس الثوري غربي العاصمة كان حادثاً. وأوضح مسؤولون أن الانفجار وقع بينما كان أفراد الحرس يقومون بنقل ذخيرة. لكن مجلة (تايم) الأميركية أفادت في 14 تشرين الثاني نقلاً عن مصدر في المخابرات الغربية بأن وكالة التجسس الإسرائيلية (موساد) كانت وراء الانفجار. وقال المصدر الذي لم تذكر المجلة الإخبارية الأسبوعية اسمه "لا تُصدّقوا الإيرانيين بأنه كان مجرد حادث"، على حد تعبيره. وأضاف أنه يُجرى التخطيط لعمليات تخريبية أخرى لمنع طهران من تطوير وإطلاق سلاح نووي.

وذكرت (تايم) أن وسائل إعلام إسرائيلية ألـمَحت هي أيضاً إلى احتمال تورط إسرائيل بالانفجار، لافتةً إلى العناوين الرئيسية البارزة التي تصدّرت ثلاثاً من كبريات الصحف الإسرائيلية عن الحادث يوم الأحد الماضي.

ولعل وجود شخصية مهمة مثل اللواء مقدّم في المستودع أثناء وقوع الانفجار هو من أسباب التكهنات التي أُثيرت بأنه كان هو شخصياً هدف أحدث العمليات الإسرائيلية السرية ضد إيران. وفي هذا الصدد، ذكر تقرير إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية أن الأشهر الأخيرة شهدت اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين فيما تعرّض برنامج طهران النووي لهجمات الكترونية. واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالوقوف وراء هذه الحوادث التي اعتُبـِرَ أنها تستهدفُ إبطاءَ البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
لكن الخبير الأميركي البارز في الشؤون الإستراتيجية انتوني كوردسمان Anthony Cordesman صرّح لهذه الإذاعة بأنه لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على أن الانفجار كان عملاً من أعمال التخريب أو هجوماً استهدف مقدم بالتحديد. وقال كوردسمان الذي يشغل كرسي (بيرك) في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن:
"هذا انفجارٌ بمستوىً ليس من الواضح تماماً أي نوع من التخريب يكون قد أحدَثَهُ. إن مهاجمة جهود إيران للأسلحة النووية هو من الأمور الواضحة. وكذلك بالنسبة لمحاولة إلحاق الضرر بجهود تطوير الصواريخ. ولكن مجرد وقوع انفجار كبير لمتفجرات شديدة من المستوى الذي تم الإبلاغ عنه حتى الآن هو مؤشر على الأغلب إلى وقوع حادث وليس أي نوع من أنواع الهجوم."

يُشار إلى تصريحات قائد الدفاع الجوي في الحرس الثوري العميد عباس خاني لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) والتي أشادَ فيها بدور اللواء مقدّم في تطوير القدرات الصاروخية للجمهورية الإسلامية. ونُقل عنه القول إنه "بفضل جهود الشهيد مقدّم وصلت قدرتنا الصاروخية إلى المستوى الذي كنا قادرين فيه على ضرب وسَط بغداد"، بحسب تعبيره. وكان بذلك يشير إلى فترة الحرب العراقية-الإيرانية بين عام 1980 و1988. وأضاف خاني "أن العدو كان دائماً يريد تحديد هوية مقدم وإزاحته"، على حد قوله.

وفيما كان مسؤولون إيرانيون يُشيّعون ضحايا الحادث كان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يشيد بالانفجار قائلاً في تصريحات علَنية إنه "يأمل في المزيد من مثل هذه الحوادث."
أما الكاتب الأميركي من أصل إيراني تريتا بارسي Trita Parsi الذي يرأس (المجلس القومي الأميركي- الإيراني) في واشنطن ومؤلف كتاب "المثلث الغادر: التعاملات السرية لإيران وإسرائيل والولايات المتحدة" فقد ذكر أن إسرائيل "حريصة" على جعل العالم يفكر بأنها هي التي تقف وراء التفجير الأخير في إيران، مضيفاً القول:
"هناك خلافٌ داخل إسرائيل بوجودِ بعض الأصوات التي تجادل ضد ضربات عسكرية لصالح عمليات عسكرية سرية. وفي هذه النقاشات الداخلية، ترى الأصواتُ المجادلة أن هذا النوع من العمليات السرية هو أكثر نجاحاً وأقل كلفةً من الناحية السياسية فضلاً عن أنها لا تؤدي إلى تداعيات كتلك التي تنشأ عن شن هجوم عسكري حقيقي. ولكن ربما يوجد هناك عامل آخر إذ قد تكون ثمة مصلحة في دفع الإيرانيين بالواقع إلى القيام بعملٍ انتقامي ما قد يؤدي بدورِه إلى شنّ حرب أوسع."

الانفجارُ وقع في الوقت الذي كانت نشاطات إيران النووية تستحوذ على اهتمام عالمي خلال فترةٍ عَـبّر فيها مسوؤلون غربيون عن القلق بالتزامن مع صدور أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن برنامج طهران النووي. وللمرة الأولى، ذكرت هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن لديها أدلة دامغة على اتخاذ إيران خطوات لاكتساب قدرات عسكرية نووية فيما كررت طهران القول إن أنشطتها النووية هي للأغراض السلمية فقط.

الخبير الأميركي كوردسمان الذي أجرى بحوثاً مكثّفة حول قدرات إيران العسكرية والنووية ذكر أن وفاة مقدّم ليس من المرجّح أن تمنع بشكلٍ ملحوظ برنامج إيران الصاروخي والذي أوضحَ أنه لا يمكن فصله عن أنشطة البلاد النووية. وأضاف قائلاً:
"لقد وصل هذا الجهد إلى النقطة التي يُحتمَل أنهم تعاملوا بالفعل مع تصميم الرؤوس الحربية الأساسية وتصميم الأدوات المعززة لها. ومهما كان نوع التطويرات الدقيقة التي تُجرى فإنها سوف تكون ذات صلة بمسألة التطور التكنولوجي أكثر مما تتعلق بنوع القيادة العسكرية."

وخَتمَ تقرير إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية بالإشارة إلى ما ذكَره أحد رجال الدين الإيرانيين في مراسم التشييع بأن وسائل الإعلام الأجنبية حاولت "استغلال الحادث لأهدافهم الخاصة." وأضاف الخطيب محسن كازروني أن مشاركة الإيرانيين الساحقة في الجنازة الرسمية "أبطلت مفعول خططهم المشؤومة"، على حد تعبيره.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
انفجار في إيران يثير تكهنات عن دور إسرائيلي محتمل
please wait

No media source currently available

0:00 0:07:04 0:00
رابط مباشر
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG