روابط للدخول

خبر عاجل

أسبوع "الغضب العراقي" يتردد صداه في العالم


مشهد من مظاهرة 25 شباط في البصرة
مشهد من مظاهرة 25 شباط في البصرة
سادت التظاهرات المشهد العراقي خلال ما عرف بـ"أسبوع الغضب"، تمهيدا للذروة يوم الجمعة والذي سمي بـ "يوم الغضب". وكان لها صدى في الخارج لأنها عرضت شرائح المهمشين من اليتامي والأرامل، والمُهمَلين الشباب.

بالإضافة الى سوء الخدمات الذي يقف وراء التظاهرات التي خرجت في العراق ولاتزال، هناك موضوع سوء المعيشة، وهو يؤرق المواطنين العراقيين الذين لا يجدون مبررا لاستمراره، في ظل الغنى الذي يعيشه العراق، جراء زيادة الموارد المالية لأعلى معدلاتها، التي لم تبلغها من قبل نتيجة ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.

واذا كانت شرائح المجتمع العراقي المتوسطة والفقيرة تعاني من هذا الأمر فان هناك شرائح أكثر فقرا، بل ومعدمة، مثل شريحة الأيتام والأرامل، وهذه الشريحة ليست بقليلة، نتيجة الحروب السابقة للنظام وأعمال العنف التي اندلعت بعد زواله. وقد خرجت هذه الشريحة في تظاهرة في منطقة اليرموك ببغداد تحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير فرص تعليم جيدة للأيتام كما تحدث لنا احد الأطفال اليتامى نيابة عن أقرانه.

وحال الأرامل، أمهات اليتامى لايقل إيلاما من أوضاعهم، فهما يتقاسمان الحرمان والعذاب في ظل غياب المعيل بل ان معاناة الأرامل اكبر لأنهن مسئولات عن إعالة اكثر من يتيم كما جاء على لسان واحدة منهن.
يذكر ان عدد الأطفال اليتامي في العراق يفوق عدد افراد شعوب كثيرة في العالم، إذ يبلغ عددهم وفق الإحصاءات الرسمية العراقية نحو أربعة ملايين ونصف المليون طفل، بينهم نصف مليون طفل مشرد في الشوارع، علما بان دور الأيتام الحكومية لا تستوعب سوى 459 يتيماً فقط.

كما ان هناك اكثر من 800 طفل وحدث في السجون والمعتقلات المختلفة في العراق، أكثرهم من الأيتام الذين استغلت المنظمات الإرهابية أوضاعهم، وقامت بتجنيدهم، وكذلك عصابات الجريمة المنظمة للترويج للمخدرات، كما أن بعضهم اعتقل لتقديم بلاغات كاذبة.

وبالإضافة الى شريحة الأطفال اليتامى والأرامل المهمشة في العراق، هناك شريحة الشباب المهملة على الرغم من أهميتها لحاضر العراق في تحقيق الأمن فيه، ولمستقبله للطاقة الكامنة فيهم للبناء والإعمار. ويؤكد هذه الأهمية لهذه الشريحة الواسعة التي تقدر ايضا بالملايين هو وقوفهم وراء هذه الدعوات للتظاهر على غرار ما قام به أقرانهم في تونس ومصر واليمن والاردن وليبيا، بل إنهم يؤكدون أنهم سبقوا هؤلاء في تحركهم في عهد النظام السابق أثناء الانتفاضة الشعبية، إلا ان قمع النظام السابق وتعتيمه الاعلامي منع سماع صداها في الخارج.

وقد طغت مشاكل هذه الشريحة على جميع التظاهرات التي شهدها العراق هذا الاسبوع، لكننا سنتوقف عند ابرزها وهي تظاهرة شباب البصرة وما قاله الشاب احمد عبد السلام عن الظروف القاهرة التي يعيشها الشباب، حيث قال إنه لم يحصل على عمل.

واذا كان حال الشباب في البصرة الغنية بالنفط هكذا بحيث يندفعون الى الشوارع فكيف سيكون حالهم في الرمادي التي شهدت إهمالا من الدولة لسنوات طويلة بسبب الاوضاع الامنية التي كانت سائدة حتى الان. المتظاهرون الشباب الذين تجمعوا أمام "قصر العدالة" في الرمادي قرروا الاستمرار في الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم.

وحيث أن الفساد الإداري احد أسباب انتشار البطالة في صفوف الشباب لاعتماد معايير في التعيين لا تمت بصلة الى الشهادة والكفاءة مثل المحسوبية والمنسوبية والمحاصصة الحزبية والطائفية فقد هدد أحد المشاركين في التظاهرة بنشر أسماء المفسدين ومزوري الشهادات الموجودين في تشكيلة الحكومة المحلية في الانبار في حال عدم تنفيذ مطالب المتظاهرين.

ومع ان العديد من التظاهرات التي خرجت في العراق هذا الاسبوع شهدت أعمال عنف الا ان تلك التي وقعت في السليمانية في السابع عشر من الشهر الجاري كانت اكثر دموية، وتواصلت ردود الأفعال وتداعياتها الاسبوع الجاري إذ نظّم لفيف من مثقفي السليمانية وأعضاء النقابات العمالية تجمعاً جماهيرياً حاشداً في ساحة السراي التي تم تغيير اسمها الى ساحة التحرير تيمنا بميدان التحرير في القاهرة وساحة التحرير في بغداد هاتفين بإخراج قوات الزيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والتي وصلت السليمانية عقب احداث 17 شباط لحماية مقرات الحزب في المدينة، فضلاً عن الكشف عن الأعداد الدقيقة للضحايا والإفراج عن المحتجزين على خلفيتها حسب قول إحدى المتظاهرات.

وقد عقد برلمان إقليم كردستان العراق جلسة طارئة لبحث تلك الاوضاع تحدث عنها المستشار الاعلامي لرئيس برلمان كردستان العراق طارق جوهر لاذاعة العراق الحر. وكانت لمظاهرات الداخل في العراق صدى في الخارج خاصة في الولايات المتحدة التي تضم عددا كبيرا من النازحين والمهاجرين منذ عقود، إذ عقدت منظمات وشخصيات تمثل الجالية العراقية هناك اجتماعا للتضامن مع مطالب المشاركين في التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها المدن العراقية المختلفة ولا تزال.

وقد تحدث لاذاعة العراق الحر نبيل رومايا، رئيس لجنة تنسيق منظمات الجالية العراقية بالولايات المتحدة مشيرا الى أن الاجتماع التضامني شكل لجنة تأسيسية للتواصل مع ما يحدث في الوطن، ودعم المطالب الإصلاحية للمتظاهرين التي ترمي الى إنقاذ العملية السياسية وليس القضاء عليها، وبناء دولة مدنية ديمقراطية، بعيدة عن عمليات التهميش والإقصاء، وبناء عراق ديمقراطي دستوري يعيش فيه الجميع في ظل الحرية والمساواة حسب قوله.

وفي أوربا ايضا كان هناك صدى لتظاهرات العراق هذا الاسبوع وتظاهرات بقية الدول العربية التي سبقتها في تونس ومصر إذ عقدت مؤسسة "عشتار" النسوية العراقية اجتماعا للتضامن شاركت فيه الشاعرة العراقية بلقيس حميد حسن وقالت أن الشعب العراقي أولى من سواه بالاحتجاجات، لظروفه القاسية وافتقاده لأبسط الخدمات الضرورية على حد قولها، وألقت قصيدة بالمناسبة مهداة للشعب العراقي وبقية الشعوب الثائرة بعنوان "طوبى لثورات الشعوب".

التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم فيه كل من الزملاء احمد الزبيدي من بغداد وعبد الكريم العامري من البصرة واحمد الهيتي من الانبار و أزاد محمد من السليمانية وعبد الحميد زيباري من اربيل و كرم منشي من واشنطن.
XS
SM
MD
LG