روابط للدخول

خبر عاجل

الضغوط تتزايد على القذافي مع وصول الاحتجاجات الى طرابلس


عاد الهدوء المشوب بالتوتر إلى شوارع طرابلس بعد استمرار المحتجين في التظاهر طوال الليل، متجاهلين التحذيرات من أن القذافي سيحارب التمرد حتى النهاية.

وكانت الاضطرابات قد انتشرت خلال ساعات الليل من مدينة بنغازي شرق البلاد حيث بدأ التمرد على حكم القذافي المستمر منذ 42 عام، مع تزايد الضغوط على الزعيم الليبي المحاصر من جميع الجهات.

واشتبك محتجون في طرابلس مع قوات الشرطة ومؤيدي القذافي، وقام المتظاهرون باقتحام مكاتب مؤسستين إعلاميتين حكوميتين، وأشعلوا النيران في عدد من المباني العامة، بما فيها "قاعة الشعب" حيث يعقد البرلمان جلساته.

ونسبت قناة الجزيرة إلى مصادر طبية قولها إن 61 شخصا قتلوا في العاصمة خلال الليل.
أما في بنغازي فلقد احتفل المحتجون معلنين تمكنهم من السيطرة على المدينة في أعقاب إجبارهم قوات الجيش والشرطة على الانسحاب إلى أحد المواقع العسكرية.


وتؤكد منظمة Human Rights Watch مقتل ما لا يقل عن 233 شخصا في ليبيا منذ اندلاع الاضطرابات في السابع عشر من شباط 2011، وهي حصيلة لا تشمل ضحايا الاحتجاجات الأخيرة في طرابلس البالغ عددم 61 قتيلا بحسب التقارير.

وكان نجل القذافي سيف الإسلام قد ظهر على شاشات التلفزيون الحكومي ليلة 20/21 في محاولة للحد من الاضطرابات المستلهمة من الانتفاضات الشعبية التي أطاحت رئيسي تونس ومصر، محذرا من أن موجة الاحتجاجات من شأنها أن تقحم البلاد في حرب أهلية.


كما عرض سيف الإسلام القذافي إجراء إصلاحات سياسية وأقر بأن قوات الشرطة والجيش قد "ارتكبت أخطاء"، إلا أنه رفض تقديرات Human Rights Watch في شأن عدد الضحايا، ونفى ما أوردته التقارير من أن والده قد فر من البلاد، مؤكدا بأن القذافي "يقود المعركة) في طرابلس. وأكد بأن والده سيواصل القتال "آخر رجل يقف على قدميه، بل وحتى آخر امرأة تقف على قدميها"، كما اتهم، وهو يلوح بإصبعه في اتجاه الكاميرا، المنفيين الليبيين بتأجيج العنف في البلاد.

إلا أنه ليس من المتوقع أن يرضي هذا المزيج من التهديدات والتنازلات الليبيين الغاضبين من القمع الوحشي الذي يينفذه القذافي ضد المحتجين.

وأكد شهود عيان أن الجنود أطلقوا النار على المتظاهرين بأسلحة رشاشة فيما كان القناصة يستهدفون الناس من على أسطح البنايات، كما أكد طبيب في بنغازي بأن أحد المحتجين قتل بقذيفة صاروخية. غير أن القيود الحكومية، بما فيها منع الصحافيين الأجانب من دخول البلاد تحول دون التأكد بسهولة من صحة هذه الأنباء.

ويبدو أن التأييد للقذافي بات يتراجع عبر البلاد مع تزايد عدد الضحايا، وتشير بعض التقارير إلى أن عدد من الوحدات العسكرية قد انضمت إلى صفوف المعارضة، وإلى أن بعض رؤساء قبائل يعتقد بولائها للقذافي، الذي هو أبن أحد رعاة المواشي وتمكن في 1969 من الاستيلاء على السلطة، بادروا إلى الانضمام إلى صفوف المحتجين. كما هدد رئيس قبيلة (الزوية) في شرق البلاد بقطع الصادرات النفطية في حال استمرت السلطات في قمع المحتجين، علما بأن ليبيا تعتبر رابع أكبر مصدر للنفط في أفريقيا.

وصرح أكرم الورفلي وهو أحد كبار الشخصيات في قبيلى (الورفلة) الكبيرة لقناة الجزيرة بأن القذافي (لم يعد أخا)، وحثه على مغادرة البلاد.

كما أصدر تحالف من القادة المسلمين الليبيين بيانا الاثنين جاء فيه أن واجب جميع المسلمين يتمثل في الثورة على القيادة الليبية التي وصفها رجال الدين بأنها "أثبتت الطغيان الشامل دون عقاب" و"أثبتت كفرها الشامل لكافة تعاليم الله".

كما استقال عدد من الدبلوماسيين الليبييين من وظائفهم، بمن فيهم أحد الدبلوماسيين الليبيين في الصين حسين صادق المسراطي والسفير الليبي لدى الهند علي العياوي.
كما بدأت الشروخ في الظهور حتى بين صفوف النخبة الليبية الحاكمة فلقد انتقد الاثنين محمد بايو – الذي كان حتى الشهر الماضي كبير المتحدثين باسم الحكومة – انتقد السلطات لتهديدها باستخدام العنف ضد المعارضين، ودعا نجل القذافي إلى الدخول فورا في مفاوضات مع المعارضة.

وندد المجتمع الدولي بأعمال العنف في ليبيا، فلقد أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "قلقها العميق" إزاء القوة التي استخدمها الجيش في تفريق المتظاهرين. وصرح وزير الخارجية البريطاني William Hague للصحافيين في بروكسل بأنه قد حث السلطات الليبية بالامتناع عن استخدام القوة "المملكة المتحدة ينتابها القلق العميق إزاء الأوضاع في ليبيا في الوقت الحاضر، ولقد اتصلت هاتفيا بسيف الإسلام، نجل العقيد القذافي، للإعراب عن رفضنا الشديد لاستخدام القوة ضد المحتجين".

كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن عائلات موظفي السفارة البريطانية في ليبيا سيجلون قريبا إلى بلادهم. ويستعد عدد من الشركات لإجلاء موظفيها من ليبيا خلال الأيام المقبلة، بما فيها شركة BP النفطية العملاقة وشركة STATOIL النرويجية وشركة سكك الحديد الروسية.
XS
SM
MD
LG