روابط للدخول

خبر عاجل

الإخوان المسلمون.. إسلاميون متطرفون أم ديمقراطيون متردّدون؟


محتجون يصلّون أمام الدبابات
محتجون يصلّون أمام الدبابات
الأخوان المسلمون قوة سياسية في مصر منذ عقود لكنها كانت مستبعدة من قبل النخبة السياسية وينظر إليها على أنها متطرفة. هذه القوة ظهرت اليوم من جديد كلاعب محوري لصنع مستقبل البلاد بعد المشاركة في الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس حسني مبارك.
السؤال الآن هو إلى أي مدى يمكن اعتبار القيادة الحالية لجماعة الإخوان المسلمين متطرفة، وهل ستعمل على تحويل مصر إلى دولة إسلامية؟ هذا السؤال طرحه مراسل إذاعة أوروبا الحرة روبرت تايت ويحاول إيجاد الإجابة عليها في التقرير التالي:

لأكثر من 30 عاما يطارد صانعي السياسات الغربية في الشرق الأوسط شبح الثورة الإيرانية التي أطاحت بحكومة صديقة وهامة في المنطقة. الآن عادت هذه المخاوف من جديد من خلال الاضطرابات التي تجتاح مصر حاليا.
وكما حصل في إيران حين سهلت القوات الموالية للخميني وصول الملالي إلى السلطة هناك في مصر الإخوان المسلمون، هذا الاسم الذي يثير لدى الليبراليين الفزع في قلوبهم على اعتبار أنهم غير متسامحون ويؤمنون بالاستبداد الديني.
وفي وسط الدعوات للانتقال من سلطة استبدادية موالية للغرب ممثلة بنظام الرئيس حسني مبارك،كشف مسئولون أمريكيون أن الرئيس باراك أوباما لديه هواجس خفية من سيطرة الإخوان أو أي قوى إسلامية أخرى على الحكم. كما أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن قلقه بصراحة في 30 يناير عندما قال :"من المؤكد أننا لا نريد أن نرى حكومة يقودها الإخوان المسلمون".

وحتى الممثل العالمي الشهير عمر الشريف أعرب عن قلقه من مستقبل بلاده وقالها بصراحة إنه لا يريد استلام الإخوان المسلمين السلطة وقال شريف لرويترز إن للإخوان المسلمين شعبية تقدر بنسبة في صفوف المواطنين وهذه نسبة مخيفة على حد قوله. وزادت من هذه المخاوف الأنباء التي تواردت حول تمكن المئات من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين من الفرار من أربع سجون مصرية مطلع الأسبوع بينهم سبعة من القيادات من أعضاء مكتب الإرشاد اعتقلوا أثناء الحملة التي شنها نظام مبارك عليهم عقب إخماد احتجاجات واسعة قاموا بها في كانون الثاني الماضي.

الإخوان المسلمون حركة تأسست في مصر عام 1920 على يد حسن البنا بهدف نشر الثقافة الإسلامية وأخلاقها وللدعوة إلى العمل الصالح وفي فترة لاحقة ساهمت الحركة في محاولات إنهاء الاستعمار البريطانية وطرد النفوذ الغربي وكان شعارها "الإسلام هو الحل"، وهدفها إنشاء دولة قائمة على أساس الشريعة الإسلامية.

وبهذا الصدد يقول فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، أن للإخوان المسلمين ماض متطرف لكن لا يمنع هذا من أن ينظر الغرب إليهم على أنهم تطورا إلى قوة عصرية واقعية، وان هدف هذه الحركة هو طرد مبارك من السلطة الذي استغل المخاوف الدولية والمحلية لقمعها بوحشية، وليس الاستيلاء على السلطة.

وكدليل على الواقعية الجديدة للإخوان المسلمين أشار المراقبون إلى قبولهم لشخصية مثل محمد البرادعي كقيادي للتفاوض من اجل إزالة مبارك وهو رجل علماني حاصل على جائزة نوبل للسلام وكان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وقبلوا لأنفسهم دورا أقل وثانوي في المظاهرات.

وتقول مها عزام من مؤسسة تشاتام هاوس في لندن والمسؤولة عن برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن تنظيم الإخوان المسلمين قد اتخذ خطا معتدلا إصلاحيا قبل الاحتجاجات الحالية وأثناءها.

وقد أكد وجود لغة العقل هذه وإرادة تقديم التنازلات من قبل حركة الإخوان المسلمين النائب السابق لزعيم الحركة محمد حبيب رافضا وجود نية لدى الحركة لإنشاء دولة دينية إسلامية على أساس النموذج الإيراني.

وحول العلاقات مع الولايات المتحدة يقول حبيب إنها ستكون على أساس من الاحترام المتبادل والمساواة لينتج السلام والرفاه، والأمن لكلا البلدين.
ورفضت شخصيات أخرى في حركة الإخوان المسلمين مخاوف الغرب من إقامة دولة إسلامية. وقال كامل شرم الهلباوي، وهو من الشخصيات البارزة في الجماعة إن مصر تدخل حقبة جديدة من الحرية والديمقراطية، وأضاف هذا أكثر أهمية من إعلان عهد إسلامي جديد، لأنه يعرف أن الإسلاميين لن يكونوا قادرين على حكم مصر وحدهم بل يجب عليهم التعاون مع اليساريين والشيوعيين والاشتراكيين والعلمانيين. وحول موقف الإخوان المسلمين من الاتفاقات الدولية مع الغرب وإسرائيل قال حبيب، أنه ينبغي البت فيها من قبل البرلمان المنتخب بحرية .

وأخيرا ربما الكلمات المعتدلة سوف لن تكون كافية لطرد شبح الخوف لدى الساسة الغربيين بسبب أوجه التشابه بين إيران ومصر وكيف أن الإسلاميين وصلوا إلى سدة الحكم في إيران عن طريق الانتخابات وعمليات الاستفتاء الشعبي.
XS
SM
MD
LG