روابط للدخول

خبر عاجل

تعاون دولي لإعادة آثار وإنقاذ مواقع عراقية


موقع آثار بابل
موقع آثار بابل

في متابعةٍ لملف الكنوز الأثرية العراقية التي نُهبت وما تزال عرضة للسرقة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، نسلّط الضوء على التعاون الدولي لإعادة قطع مسروقة إلى موطنها الأصلي إضافةً إلى المساعدة في إنقاذ وترميم مواقع أثرية في بلاد الرافدين.

وفي إطار هذا التعاون الدولي متعدد الأطراف مع العراق، أُعلن قبل شهرين عن منحة جديدة قدّمتها الولايات المتحدة لتمويل مشروع ضخم لحفظ وإنقاذ الآثار في مدينة بابل التاريخية.

وفي عرضها لتفاصيل المشروع، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية الأسبوع الماضي أنه بعد أعوام من الإهمال والعنف، وللمرة الأولى منذ الغزو الذي أطاح النظام العراقي السابق في عام 2003 بدأ علماء آثار ونشطاء يدعمون المحافظة على البيئة بالعمل على حماية وترميم أجزاء من بابل وغيرها من الأطلال القديمة في أرض الرافدين.

وأشارت الصحيفة إلى وجود مواقع أثرية جديدة يُجرى استكشافها للمرة الأولى ولكن معظم الاستكشافات تُجرى "في السر لتجنّب جذب انتباه اللصوص الذين لا يزالون هنا مصدر بلاء"، على حد تعبيرها.
وجاء في المقال الذي كتَبه ستيفن لي مايرز Steven Lee Myers ونُشَر بتاريخ الثاني من كانون الثاني 2011 تحت عنوان (عملية فرز لإنقاذ آثار بابل)

مقال نيويورك تايمز بالانكليزية


أن صندوق الآثار العالمي World Monuments Fund قام بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق بوضعِ خطة حماية لمكافحة المزيد من التدهور في أطلال بابل المشيّدة من الألواح الطينية.

وفي تشرين الثاني 2010، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن منحة بقيمة مليونيْ دولار للبدء في العمل على حفظ الأطلال الباقية المثيرة للإعجاب داخل المكان. وتشمل هذه الأطلال أساس بوابة عشتار التي شُيّدت في القرن السادس قبل الميلاد.

وأضافت الصحيفة أن الهدف هو إعداد هذا الموقع الأثري وأطلال أخرى، بدءاً من أور في الجنوب وصولاً إلى نمرود في الشمال، لكي ينجذبَ علماء وأكاديميون وسُيّاح بأعداد كبيرة إلى البلاد للمساهمة في نهضة العراق الاقتصادية على نحوٍ يضاهي النفط، كما يأمل مسؤولون.


ووصفت (نيويورك تايمز) مشروع بابل بأنه "الأكبر والأكثر طموحاً في العراق فضلاً عن أنه يعكس شهرة المدينة القديمة وصداها داخل التراث السياسي والثقافي المعاصر."

عالم الاثار العراقي الدكتور دوني جورج

إلى ذلك، تتواصل الجهود العالمية في مساعدة العراق لاستعادة آثاره المسروقة والمهرّبة. وفي مقابلةٍ أجريتُها عبر الهاتف، تحدث المدير السابق للمتحف الوطني العراقي والهيئة العامة للآثار والتراث الدكتور دوني جورج الذي يدرّس حالياً مادة (حضارة العراق القديم) في جامعة ستوني بروك Stony Brook University في نيويورك، تحدّث لإذاعة العراق الحر عن الجوانب المتعددة لهذه الجهود، ومن ضمنها ما تقوم السلطات الجمركية وأجهزة الشرطة وجهات فدرالية أخرى داخل الولايات المتحدة لمتابعة الآثار العراقية.

وفي إجابته عن سؤال آخر، وصف جورج عملية استرجاع الآثار العراقية المسروقة والمهرّبة إلى دول أجنبية بأنها "بطيئة" لكونها تنطوي على دعاوى قضائية معقدّة في محاكم تلك الدول، ولكنه أعرب عن ثقته بأن معظمها في طريق العودة إلى مكانها الأصلي في المتحف الوطني العراقي.

من جهته، أوضح الناطق باسم وزارة السياحة والآثار العراقية عبد الزهرة الطالقاني لإذاعة العراق
قيثارة عراقية قديمة
الحر أن جهات دولية متخصصة أبرزها منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) تشرف على العديد من المواقع الأثرية العراقية. وأضاف أن العراق يشغل حالياً عضوية في (لجنة التراث العالمي) التابعة لهذه المنظمة الدولية منوّهاً بتعاون العديد من الدول وفي طليعتها الولايات المتحدة إضافةً إلى ألمانيا وإيطاليا وبولونيا وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى.

وفي إجابته عن سؤال يتعلق بأبرز الخطط التي تعدها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق، قال الطالقاني إن العام 2011 سيشهد نشاطات مكثّفة في إجراء عمليات صيانة وتأهيل مواقع أثرية مهمة بينها بابل وأور وسامراء ونينوى والكفل وغيرها من المناطق. وأضاف أن الخطط تشمل إرسال بعثات تنقيب جديدة غير التي أُرسلت بين عاميْ 2007 و2010 والتي بلغ مجموعها 35 بعثة ضمّت كوادر عراقية بحتة. كما يُتوقَع أن يشهد العام 2011 مشاركة دولية في التنقيب عن الآثار خاصةً من فرنسا التي أبدت رغبة سابقة بالإضافة إلى إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول.


وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بالمساعدات الدولية اللازمة في المجالين التدريبي والتعليمي، أوضح البروفيسور دوني جورج أن العراق كان مقطوعاً عن العالم وما شهده من تطورات علمية وتقنية خلال أكثر من ثلاثين عاماً، وخاصةً في سنوات العقوبات الاقتصادية، الأمر الذي يؤكد الحاجة القصوى لتدريب وتأهيل الكوادر العراقية في دول متقدمة. كما تحدث عن تفاصيل بعض البرامج التدريبية التي نُظمّت لكوادر عراقية في الولايات المتحدة في مجالات الآثار المتعددة كالصيانة وعمليات التنقيب والعرض المتحفي وحماية الآثار وأعمال الإدارة والتوثيق في المتاحف.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع عالم الآثار العراقي الدكتور دوني جورج الأستاذ في جامعة ستوني بروك في نيويورك بالولايات المتحدة، والناطق باسم وزارة السياحة والآثار العراقية عبد الزهرة الطالقاني.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG