روابط للدخول

خبر عاجل

تأكيدات إقليمية لأهمية أمن العراق وسط العنف المتجدد والمأزق السياسي


بغداد ـ مشهد من تفجير الاحد في حي المنصور
بغداد ـ مشهد من تفجير الاحد في حي المنصور

حصَد العنفُ المتجدد الأحد عشرات العراقيين الأبرياء فيما أكدت أطراف إقليمية مجدداً أهميةَ خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة بالنسبة للأمن والتعاون الاقتصادي المشترك لدول المنطقة.

مصادر أمنية عراقية ذكرت في حصيلةٍ أُعلنت ظهر الأحد أن 29 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 111 آخرون جراء انفجار سيارتين ملغمتين في غرب بغداد وشمالها خلال ساعات الصباح.

يذكر أن أمنَ العراق والمنطقة هو محور الاجتماعات التي بدأت في البحرين الأحد لخبراء أمنيين من دول الجوار العراقي. ومن المقرر أن تُناقَشَ خلال المؤتمر الدوري لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق الأوضاع الأمنية في الداخل العراقي وانعكاساتها على أمن دول الجوار إضافةً إلى بحث التهديدات الإرهابية المشتركة وسُبل مكافحة الإرهاب على مستوى دول المنطقة.

وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أكد أخيراً في تصريحات صحفية أن "جيران العراق كلهم مسؤولون عن استقراره." كما نُقل عنه القول إنه ينبغي أن يكون الهدف من اجتماع المنامة والاجتماعات الأخرى المماثلة السعي إلى عودة الاستقرار مع التنبيه إلى أن احترام الحدود مسؤولية الجميع.


وقبل يوم واحد من مؤتمر المنامة، تَصدّر الشأنُ العراقي
جدولَ أعمال المحادثات التي أجراها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
مع نظيره السوري بشار الأسد خلال زيارته القصيرة لدمشق السبت.

الزعيمان شددا على أهمية "خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظاً على وحدته واستقراره وأمنه وإعادة إعماره." كما أكدا ضرورة أن "يستعيد العراق قريباً دوره على الساحتين العربية والإقليمية مما يساهم في تعاون اقتصادي إقليمي مشترك"، بحسب ما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا".

وفي تحليله لمضمون البيان الرسمي الذي صدَر في ختام المحادثات، ذكر الكاتب والصحافي السوري راضي محسن في مقابلةٍ أجريتُها عبر الهاتف أن جميع لقاءات المسؤولين في سورية وإيران تتطرق إلى الوضع في العراق لكونِه "يؤثر على الأوضاع في كلا هذين البلدين...."

كما تحدث عن الأهمية المتزايدة التي توليها الدول المجاورة الثلاث للتعاون الاقتصادي الإقليمي مشيراً بشكلٍ خاص إلى الاتفاق الأخير على مشروع نقل النفط الخام العراقي إلى مرافئ البحر الأبيض المتوسط عبر الأراضي السورية. وفيما يتعلق بمؤتمر المنامة الأمني، قال محسن إنه ينعقد في "وقت حساس" تتواصل خلاله التهديدات الإرهابية وسط فراغ سياسي ناجم عن أزمة تشكيل حكومة جديدة في العراق.

من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق أنه في ظل نظام العولمة، لا تُعتبر الدعوات الإقليمية لاستقرار إحدى دول المنطقة "تدخلا في الشؤون الداخلية" وذلك بالنظر إلى "تداخل المصالح الاقتصادية" لهذه الدول.

الأسد وأحمدي نجاد ناقشا ملف العراق بعد بضعة أيام من التقارير الإعلامية التي ترددت في شأن نية دمشق دعوة الأطراف السياسية العراقية إلى اجتماعٍ على غرار "مؤتمر الطائف" للقوى اللبنانية. وفي حديثه عن هذا الموضوع، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم كتلة "العراقية" أياد علاوي في مقابلةٍ نَشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد إنه لا يعلم شيئاً عنه مضيفاً أنه بالرغم من "احترامه واعتزازه ومحبته لدمشق والقيادة السورية والدول العربية وقياداتها" فهو لا يعتقد "أن الوضع العراقي يشبه الوضع اللبناني، حيث لا يمكن حل المشكلات العالقة بمجرد الجلوس في عاصمة عربية أو إسلامية ومناقشة المشكلات"، بحسب تعبيره.

كما جدد القول إنه يتوقع حدوث ما وصفها بـ"طفرة نوعية" في عملية تشكيل الحكومة خلال الشهر المقبل.

وفي سياق حديثه عن تداعيات التأخير على مواقف المواطنين بعد مرور أكثر من ستة أشهر على انتخابهم البرلمان الجديد، ذكر أنه لا يعتقد "أن الشعب العراقي سوف يؤمن بالذهاب إلى صناديق الاقتراع في المستقبل، وستحدث انقسامات أكثر في الشارع العراقي..."، على حد تعبيره.

علاوي قال في أحدث تصريحاته أيضاً إن "..الشعب العراقي خرج وانتخب من رأى أنه الأصلح لقيادة الحكومة في العراق ولتمثيله، وعمّت الاحتفالات في أجزاء كثيرة من العراق في كل المحافظات، وهذه الفرحة كانت مرتبطة بإرادة الشعب بتغيير الواقع....".
www.aawsat.com/details.asp

وفي تحليله لهذه التصريحات، ربَط الباحث رزق أحداث العنف المتجدد في العاصمة العراقية الأحد بالتوتر الناجم عن أزمة تشكيل الحكومة معرباً عن اعتقاده بأن "التلازم بين المسارين السياسي والأمني في العراق أصبح متشابكاً...."

في غضون ذلك، تحدث مواطنون لإذاعة العراق الحر عن مشاعر القلق إزاء تأخر عملية تشكيل الحكومة في الوقت الذي تتواصل المعاناة من نقص الخدمات الأساسية.

وفي مقابلاتٍ أجراها مراسلنا في البصرة عبد الكريم العامري مع عيّنة من سكان ثاني أكبر مدن البلاد، ذكرت المواطنة أحلام عبد السادة، وهي خريجة إدارة واقتصاد، أن المواطن "فقَد ثقته بمن اختارَه ليكون ممثلا عنه" مضيفةً أن "العراقيين يشعرون اليوم بالتعب الشديد جراء ما يحدث...". أما المواطن جبار قادر، وهو صاحب مكتبة أهلية، فقد اقترَح "تنظيم اعتصامات من أجل الضغط على السياسيين الذين أبعَدوا خدمة المواطن عن قائمة أولوياتهم"، بحسب رأيه.

فيما دعا عصام جاسم، وهو طالب جامعي، رؤساء الكتل السياسية لأن يكونوا "عند حُسن ظن ناخبيهم وأن تكون حواراتهم مَرِنة." وقال الموظف الحكومي أبو نوار إن العراقيين "انتخبوا مرشحيهم استناداً إلى البرامج التي طرحوها قبل الانتخابات لكنهم اصطدموا بالحقيقة المُرّة"، على حد وصفه.

أما حسن الموسوي، وهو عامل أهلي، فقد اعتَبر أن الأضرار الناجمة عن الخلافات السياسية "كبيرة ومنها الانفلات الأمني الذي شهدته العديد من مدن البلاد." فيما ذهَب المواطن ناصر جاسم، وهو عاطل عن العمل، إلى القول إن أي اعتصامات أو تظاهرات لإسماع أصوات الشعب "لن تحقق شيئاً إذا ما استمرت خلافات السياسيين على هذه الشاكلة.."، بحسب تعبيره.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق والمحلل السياسي السوري راضي محسن ومساهمة من مراسلنا في البصرة عبد الكريم العامري.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG