روابط للدخول

خبر عاجل

الخلافات السياسية حالت دون تحديث المناهج الدراسية بطريقة علمية


خلال عامي 2004 و2005 كانت الطفلة منى احمد شاهدت على سلبيات ونتائج احداث الحرب الطائفية وتتخوف الان من ان يتناسى الشعب العراقي بعد مرور فترة من الزمن تلك الاحداث التي خلفت المئات من الضحايا نتيجة عدم وجود ما يشير اليها في منهج التاريخ الحديث المقرر من قبل وزارة التربية بدلا عن المنهج القديم.
وكانت المناهج الدراسية في زمن النظام السابق لاسيما مادة التاريخ تتضمن فقط ما يمجد نظام الحكم وحزب البعث فحسب، وكل ما يخالف ذلك كان يعد حينها خيانة للدولة.
وتقول طالبة الخامس الابتدائي في مدرسة دمشق الابتدائية منى احمد وهي ممتعضة من منهج التاريخ الجديد ان "هذا المنهج لم يتضمن اشارات الى ماعاناه الشعب العراقي في زمن النظام السابق كما وانه لم يتضمن توثيقا للاحداث التي توالت في فترة سقوط النظام ودخول القوات الامريكية ومابعدها".
ويقول طالب السادس الابتدائي في مدرسة بغداد بارق احمد ان "العديد من الطلاب لديهم رغبة شديدة بدراسة ماحدث في زمن النظام السابق وفي فترة سقوط النظام السابق وما تلاها ومناقشة اسجابياتها وسلبياتها".
وتتفق طالبة السادس ابتدائي في مدرسة دمشق الابتدائية زينة محمود مع بارق وتتامل ان تنظر وزارة التربية بمنهج التاريخ وتضيف له الاحداث التي وقعت في زمن النظام السابق وفي فترة سقوط النظام ومابعدها.
وتتذكر المعلمة عقيله حسين مدرسة التاريخ في مدرسة دمشق بوضوح ماعناه الشعب العراقي اثناء دخول القوات الامريكية وفي فترة الحرب الاهلية التي اعقبته لكنها لاتستطيع ان ان تشرح لطلابها او تثقفهم بماعاناه الشعب العراقي في هذه الفترة نتيجة عدم وجود مايشير اليها في منهج التاريخ لكنها في بعض الاحيان تخالف القاعدة وتتوسع في المادة لتعطي صور لطلابها من هذه الفترة القاسية.
وعاني العراق بعد سقوط النظام من حرب اهلية لاسيما في عامي الفين وخمسة والفين وسته تجسدت صورها بجثث موزعة في شوارع بغداد وجميع محافظات العراق.
وتقول عقيلة حسين البالغة من العمر 35 سنة "انا لدي معلومات كثيرة نتيجة حبي لمادة التاريخ لذلك توسعت في هذه المادة للتلاميذ وقمت باعداد بعض البحوث حول سقوط النظام وربطتها مع اعمال صدام حسين بحق علماء الدين.

ولمدة سبعة سنوات مضت تعرقلت كتابة تأريخ العراق بالسياسة ومخاوف الخوض في الخلافات الطائفية وهي خلافات تنقلب في هذه البلاد الى اعمال دموية.
ويقول مدير دائرة المستلزمات الدراسية نايف سامر ان "الخلافات السياسية والطائفية حالت دون تحديث المناهج بطريقة علمية فعلى سبيل المثال قامت وزارة التربية بطباعة منهج التربية الاسلامية الجديد وفوجئنا بكتاب من لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب يطلب من الوزارة ايقاف توزيع المنهج وذلك لوجود صورتين في المنهج احداها تمثل طفلا يصلي ووضع يديه على صدره والاخر يصلي مسربلا يديه.
واضاف سامر ان هذه الصورتين عدتها لجنة التربية والتعليم نوع من انواع التحريض على الطائفية مشيرا الى ان وزارة التربية اهدرت مايقارب سبعة مليارات دينار على طبع 650 الف كتاب من منهج الاسلامية.
ويقارن كتاب التاريخ الجديد بين القمع السياسي والاحتجاجات والسخط في اوساط الشعب العراقي قبل قلب نظام الحكم في عام 1958 والاطاحة بالملكية الهاشمية وبين ردة الفعل العامة على جرائم صدام بدءا من استخدام الاسلحة الكيمياوية عام 1988 ضد الاكراد والى الاخماد العنيف لانتفاضة عام 1991 بعد حرب تحرير الكويت.
وورد في كتاب التاريخ في وصف الاوضاع قبل تموز 1958 مانصه "شهدت المدن العراقية مظاهرات وعدم استقرار وتمرد ضد السلطات العراقية" ثم يمضي النص فيقول "وهذا مشابه تماما لما حدث في العراق خلال الديكتاتورية".وليس هناك من ذكر لدخول القوات الامريكية الى العراق.

وبين مدير دائرة المستلزمات الدراسية ان وزارة التربية تحاول تجنب الخلافات في المناهج الجديدة مشيرا الى ان البعض يشير الى فترة ماقبل الفين وثلاثة بزمن النظام السابق والبعض الاخر يشير اليها بزمن الدكتاتورية وكذلك القوات الامريكية التي يدعوها البعض بقوات الاحتلال اما البعض الاخر فيدعوها بالقوات الصديقة ولكن رغم ذلك تواجه الوزارة صعوبة في تجنب هذه الخلافات لذلك اتجهت الى المراجع الدينية.
واوضح سامر ان لجنة المناهج الدراسية زارت المرجع الديني علي السيستاني الذي قدم النصح اليها بضرورة توخي الدقة والحيادية في اعداد المناهج الدراسية والابتعاد عن كل مايثير الخلافات بين اطياف الشعب العراقي.
واكد مدير دائرة المستلزمات ان هذه السلبيات التي تظهر في المناهج الحديثة ستعالجها وزارة التربية بالتعاون مع اليونسكو.

يشار الى ان وكانت الحكومة العراقية بدأت عام 2008 بفحص مناهج التدريس تحت اشراف اليونيسكو وهي عملية قد تستمر الى عام 2012.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG