روابط للدخول

خبر عاجل

خفض متواصل للقوات الأميركية وتأكيدات إقليمية لأهمية أمن العراق


أعلنت الولايات المتحدة أن عديد قواتها في أفغانستان تجاوز مجموع أفراد الجيش الأميركي في العراق وذلك للمرة الأولى منذ الإجتياح الذي أطاحَ النظام السابق في 2003.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين أن 94 ألف جندي ينتشرون حالياً في أفغانستان بالمقارنة مع 92 ألفا في العراق.
وفي بثّها لهذا النبأ، أشارت وكالتا أسوشييتد برس ورويترز إلى ما يعكسه إعلان البنتاغون من أولوياتٍ إستراتيجية لإدارة الرئيس باراك أوباما والتي يأتي في طليعتها تنفيذ الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية بسحب القوات المقاتلة من العراق وزيادة عديدها في أفغانستان حيث تحوّل تركيز جهود الولايات المتحدة والحلفاء الأطلسيين على النزاع هناك.
الرئيسُ الأميركي ومسؤولون آخرون في إدارته دأبوا على تأكيد هذه الأولوية منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2009. وجدّد أوباما شخصياً التزامه بإنهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق عندما كرر القول في آخر خطابٍ ألقاه السبت الماضي في أكاديمية (ويست بوينت) العسكرية في ولاية نيويورك بأن هذه المهمة ستنتهي "هذا الصيف"، بحسب تعبيره.
وكان قادة عسكريون بارزون بينهم قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بيتريوس وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أودييرنو أشاروا غير مرة خلال الشهور الماضية إلى خطط خفض عديد القوات إلى 50 الفا بحلول نهاية آب قبل الانسحاب الكامل العام المقبل.
يذكر أن مجموع القوات الأميركية المقاتلة في العراق كان يراوح بين 130 ألفاً و172 ألفاً في ذروة العمليات العسكرية خلال عامي 2006 و2007.
وفي موازاة الاستمرار بسحب القوات وفقاً لما نصّت عليه الاتفاقية الأمنية المبرمة مع بغداد، تواصل واشنطن تأكيدَ أهمية الإسراع بتشكيل حكومة عراقية جديدة فيما تنقل قيادة القوات الأميركية في العراق العديدَ من مهامها المدنية كمشاريع إعادة الإعمار التي ينفذها الجيش إما إلى السفارة الأميركية أو الدوائر الحكومية العراقية.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة (واشنطن بوست) الثلاثاء في تقريرٍ نشَرته تحت عنوان (الولايات المتحدة تصارع مع نقل المجهود العسكري إلى الإشراف الدبلوماسي في العراق) أفادت بأن فريقاً من الدبلوماسيين والقادة العسكريين وضَع العام الماضي قائمةً تتضمن أكثر من 1,200 مبادرة ومشروع سوف يتعين على الجيش الأميركي أن يُنجزها أو ينقلها إلى إشراف السفارة الأميركية أو الحكومة العراقية.
في غضون ذلك، لا تلوح في الأفق أي انفراجة في أزمة تشكيل الحكومة على الرغم من المساعي التي تُبذل على غير صعيد بهدف تقريب مواقف الكتل الفائزة والتصريحات التي تُصدرها قوى إقليمية حول أهمية تجاوز المأزق بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها.
وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي أكدوا في ختام اجتماعهم الأخير "احترام سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية معربين عن الأمل في الإسراع بتشكيل حكومة إجماع وطني بعيداً عن الطائفية والعرقية والتدخلات الخارجية"، على حد تعبير البيان الذي صدر في جدة مساء الأحد.
وفي الدوحة، أُعلن الاثنين عن وصول رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم قائمة (العراقية) أياد علاوي لإجراء مشاورات "مع القيادة القطرية في الأمور التي تهم المنطقة واستقرارها"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا).
ونُقل عن علاوي القول إن العراق "يمر الآن بمرحلة مصيرية ومهمة من تاريخه لذلك تأتي مثل هذه الجولات لتضع القادة العرب في صورة ما يجري هناك"، بحسب تعبيره.
ولتحليل احتمالات أي جهود وساطة أو مبادرات إقليمية سيما وأن عواصم خليجية بينها الرياض استقبلت أخيراً زعماء عراقيين من مختلف الكتل، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع مستشار جميعة الصحفيين الكويتيين الدكتور عايد المناع الذي قال لإذاعة العراق الحر إن دول الخليج "تشعر بالقلق الشديد من تعقّد العملية السياسية في العراق". وأضاف أن هذه الدول تأمل في أن تتوصل الأطراف العراقية إلى إيجاد قواسم مشتركة بأسرع وقت ممكن دون تدخل من أي جهة خارجية. كما أعرب عن اعتقاده بأهمية أن تُفعّل الأطراف العراقية "الأدوات الدستورية وتقتنع بأن مَن حَصل على الأغلبية، ولو الطفيفة، من حقه أن يبدأ المحاولة الأولى بتشكيل الحكومة"، على حد تعبيره.
وذكر المناع أن الوفد الصحفي والأهلي الكويتي الذي زار النجف أخيراً تحدث في هذا الاتجاه أيضاً مع زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم.
من جهته، قال مدير تحرير الشؤون العربية والدولية في صحيفة (البيان) الإماراتية حمد سالمين لإذاعة العراق الحر إن البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي أكد مجدداً أهمية استقرار العراق بالنسبة لأمن المنطقة. وأضاف أن تأخير عملية تشكيل الحكومة العراقية قد يؤثر على استقرار البلاد في الوقت الذي هي بأمسّ الحاجة إلى ترسيخ الوضع الأمني مع مواصلة الولايات المتحدة خفض عديد قواتها المقاتلة في العراق.
وأضاف سالمين أنه "يُفضّل أن تتوصل الأطراف العراقية إلى حل مأزق تشكيل الحكومة من خلال الحوار الذي يُجرى داخل العراق" معرباً عن اعتقاده بأن المبادرات العربية يمكنها فقط المساهمة في تقريب وجهات النظر غير أن "الحل هو بأيدي العراقيين أنفسهم."

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقتطفات من مقابلتين مع مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين د. عايد المناع والإعلامي الإماراتي حمد سالمين.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG