روابط للدخول

خبر عاجل

تحذير من استئصال ثقافي تواجهه أقليات عراقية


جندي عراقي يحرس كنيسة في الدورة ببغداد
جندي عراقي يحرس كنيسة في الدورة ببغداد
قالت منظمة دولية مهتمة بحقوق الاقليات ان لاجئين من الاقليات العراقية يواجهون انعدام الامن ويخاطرون بفقدان هويتهم الدينية والثقافية وهم يسعون الى اللجوء في الدول المجاورة واوروبا الغربية.
المجموعة الدولية لحقوق اللأقليات ذكرت الخميس في تقرير ان عدداً غير متناسب من الذين فروا من العراق كانوا من اقليات عرقية او دينية بمن فيهم التركمان والمسيحيون والصابئة المندائيون واليزيديون والشبك والشركس، وأشارت المجموعة الى ان بعضهم قام برحلات خطيرة الى اوروبا ليواجهوا بسياسات اللجوء الصارمة ويتعرضوا للتمييز، أو العودة في بعض الحالات القسرية.
وينقل التقرير عن مسؤول السياسات في المجموعة (Carl Soderbergh) قوله ان "بعض الجماعات مثل الصابئة المندائيين الذين يبلغ عددهم بضعة الاف في العالم معرضون لفقدان العديد من ممارساتهم الدينية والثقافية لانهم متفرقون داخل البلدان ومعرضون لخطر الاستئصال الثقافي".
واضاف سودبرغ ان "أفراد الاقليات يغادرون العراق لانهم غالباً ما يكونون مستهدفين بالهجمات، بسبب ديانتهم او تقاليدهم، لافتاً الى ان الخروج من البلاد لا يمثل ضمانا لسلامتهم وامنهم"، وهو أمر يؤكده قس كنيسة مريم العذراء في بغداد شليمون وردوني الذي يرى ان تاريخ المسيحية لم يشهد مثل الزخم من الهجرة كما حدث في السنوات الأخيرة.
من جهة أخرى ذكر تقرير المجموعة الدولية ان العديد من الدول الاوروبية ترفض طلبات لجوء العراقيين في الوقت الحاضر، وتعيدهم الى وطنهم بالرغم من ان الهجمات على الاقليات قد زادت في بعض المناطق.
وقالت المجموعة ان السويد التي تمثل المقصد الاوروبي الرئيس للاجئين العراقيين، بدأت باعادة عدد من طالبي اللجوء المرفوضين الى العراق بمن فيهم مسيحيون، معتبرةً ان بعض الاجزاء في العراق امنة ويمكن العودة اليها.
وأشارت المجموعة الى ان بريطانيا ودولاً اوروبية بدأت هي الاخرى في الاعادة الاجبارية لطالبي اللجوء المرفوضين، وفي هذا الصدد يؤكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز ان العراق يرحب بالعودة الطوعية لهؤلاء اللاجئين وليس القسرية، إلا ان رئيس منظمة حقوق الإنسان في العراق حسن شعبان يجد ان ما تفعله المؤسسات الحكومية لا يضمن عودة هذه الإعداد الكبيرة من النازحين.
المجموعة الدولية ختمت تقريرها بالقول ان السياسات التي تتبعها بعض الدول التي تمنح اللجوء تؤثر سلباً على لاجئي الاقليات العرقية، وذكر ان سياسات التشتيت التي تفصل اللاجئين من القومية الواحدة لها تأثير خطير على الاقليات التي تحتاج الى ان تظل معا كطائفة من اجل حماية هويتها الثقافية وطقوسها الدينية.
يشار الى ان وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة تقول ان قرابة مليوني شخص فروا من العراق منذ عام 2003، منهم نحو 450 الفاً يعيشون في الاردن و 1.2 مليون في سوريا هذا فضلاً عن قرابة 2.6 مليون اخرين من النازحين داخل العراق.
XS
SM
MD
LG