روابط للدخول

خبر عاجل

كرد العراق يتوجهون الى صناديق الاقتراع


رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يدلي بصوته
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يدلي بصوته
توجه الناخبون في اقليم كردستان العراق الى صناديق الاقتراع ابتداء من ساعات صباح السبت، للادلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات منذ سقوط النظام السابق عام 2003. ويبلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت نحو مليونين ونصف المليون في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك حيث جرت الانتخابات لاختيار اعضاء البرلمان الاقليمي المؤلف من مئة وأحد عشر مقعدا يتنافس عليها خمسمئة وتسعة مرشحين الى جانب انتخاب رئيس الاقليم. ويتوقع المراقبون ان يحتفظ الحزبان الرئيسيان بأغلبيتهم الساحقة في البرلمان الاقليمي دون ان يستبعدوا مفاجأتهما بانبثاق حركة اصلاحية جديدة.
اتفق الحزبان الرئيسيان، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني ، على خوض الانتخابات بقائمة واحدة هي قائمة كردستان ، كما في الانتخابات السابقة قبل اربع سنوات. وتتمتع هذه القائمة الوسطية العريضة بأفضليات ساحقة في الموارد والمحاسيب والولاءات العشائرية وحسن التنظيم. وفي حين يرجح محللون استمرار سيطرة الحزبين على السياسة الكردية فانهم لا يستبعدون ان يفقدا اصواتا بسبب استياء المواطنين من الاوضاع الاقتصادية والفساد وتردي الخدمات. وكان الحزبان حصدا في الانتخابات الأخيرة ثمانية وسبعين معقدا من مقاعد البرلمان الاقليمي المئة والأحد عشر.
الناطق السابق باسم رئاسة الجمهورية الاعلامي والمحلل السياسي كامران قرة داغي قال في حديث خاص لاذاعة العراق الحر ان اقتراع يوم السبت يختلف عن الانتخابات الأخرى التي جرت في الاقليم
نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية يوست هلترمان قال في حديث للاذاعة ان حكومة الاقليم تعرضت الى انتقادات واسعة في الفترة الماضية مشيرا هو ايضا الى قضية المساءلة والمحاسبة، وأضاف:
"المسألة تتعلق الى حد بعيد بطبيعة حكومة اقليم كردستان خلال السنوات المقبلة. هل ستكون حكومة تخضع للمحاسبة؟ هل ستكون حكومة تحكم بفاعلية؟ من الانتقادات اللاذعة التي توجَّه الى الحكومة الحالية انها لاتحكم وانها لم توفر الخدمات. اعتقد ان وجود معارض نشيطة في البرلمان يمكن ان يساعد في تحسين الأداء".
من جهته، دعا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى احترام التعددية السياسية وابتعاد الأحزاب المتنافسة عن التنابذ. وقال بارزاني انه يريد ان يشعر الكرد بحرية تامة في اختيار مَنْ يشاءون. ولكن رغم دعوات بارزاني شكت بعض الأطراف من مضايقات الحزبين الكبيرين.
وقالت قائمة "التغيير" أو "غوران" الجديدة بقيادة نوشروان مصطفى نائب طالباني سابقا في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني انها مستهدفة على وجه التحديد بهذه المضايقات.
وكان نوشروان مصطفى انشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني ومعه لفيف من المسؤولين والكوادر الحزبية معلنين ان قبضة الحزبين الكبيرين على كل مناحي الحياة في الاقليم أدت الى تفشي الفساد والمحسوبية على حساب مصالح المواطن الاعتيادي. واشار مسؤولون في قائمة "التغيير" الى طرد موظفين يتعاطفون معها واعتقال ضابط مؤيد للقائمة.
على جبهة القوى الاسلامية توقع مراقبون ان تحقق قائمة "الخدمات والاصلاح" التي تضم الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي بعض المكاسب على حساب الحزبين الكبيرين.
إزاء هذه الاصطفافات اشار يوست هلترمان الى احتمالات ظهور معارضة بعد انتخابات السبت بل ومعارضة حقيقية، واضاف:
"ستشهد هذه الانتخابات ظهور معارضة حقيقية وقادرة على البقاء. لا اعتقد اننا وصلنا الى مرحلة يمكن فيها للمعارضة ان تأخذ السلطة من الحزبين الحاكمين لكني اعتقد اننا سنرى انبثاق قائمة "التغيير" والأحزاب الاسلامية في معارضة حقيقية تحت قبة البرلمان ، وهذا تغير بالغ الأهمية لأن القائمتين خاضتا الانتخابات ببرنامج ينص على مكافحة الفساد المتفشي ، ويدعو الى الشفافية والمحاسبة. وإذا فاز هؤلاء بأعداد كبيرة من مقاعد البرلمان ، ولنقل ثلث المقاعد مثلا ، فانهم يستطيعون حقا ان يدفعوا الائتلاف الحاكم الى الحد من الفساد".
الناخبون الكرد اقترعوا يوم السبت لاختيار رئيس الاقليم ايضا من بين ستة مرشحين دخلوا السباق الرئاسي في مقدمتهم الرئيس الحالي مسعود بارزاني. وهذه اول مرة يُنتخب فيها رئيس الاقليم بأصوات الشعب مباشرة بعدما كان البرلمان الاقليمي هو الذي انتخب بارزاني. وفي هذا الشأن اعتبر الخبير هلترمان ان مسعود بارزاني يبقى عمليا المرشح الوحيد، وأضاف:
"الرئيس الحالي مسعود بارزاني هو المرشح الحقيقي الوحيد لرئاسة الاقليم. هناك خمسة مرشحين آخرين مواقعهم وفرص فوزهم أقل بكثير". بارزاني اعرب في مؤتمر صحفي بعد الادلاء بصوته في مصيف صلاح الدين عن الأمل بأن تُسهم الانتخابات في حل الخلافات بين بغداد واربيل
جرت انتخابات يوم السبت بإدارة المفوضية الانتخابية المستقلة التي تولت ايضا تنظيم انتخابات مجالس المحافظات في مطلع العام. وستُنقل صناديق الاقتراع الى بغداد لفرزها في المركز الوطني لادخال البيانات. كما اشرف على عملية التصويت مئات المراقبين الدوليين وآلاف المراقبين المحليين.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.

هناك تغطية خاصة بجزأين لوقائع الإنتخابات وأحاديث مع محللين سياسيين في (روابط).
XS
SM
MD
LG