روابط للدخول

خبر عاجل

شكاوى من انتهاكات للاجهزة الامنية في كربلاء


تكرار حالات الاعتداء على مواطنين من قبل أجهزة الدولة، وتعامل دوائرها بشكل جاف مع مراجعيها يُخشى ان يخلق فجوة بين المؤسسات الحكومية والمواطنين.

في كراج لإحدى مدن الفرات الأوسط انهال عناصر من مفرزة للشرطة كانوا يطاردون المتسولين، بالضرب على سائق إحدى الحافلات ويدعى علي جوده الحسيني لأنه تعاطف مع صبية متسولة كانت تبكي وهي محتجزة في سيارة الشرطة.
وتطور الأمر لأبعد من الضرب حين تم اعتقال السائق علي جودة الحسيني ليومين، وتعرض هو وذووه للتهديد بجعل القضية محاولة لإعاقة الشرطة عن أداء واجبهم.
هذه الحادثة وغيرها تشيع تخوفا لدى مواطنين كثر من تحول أجهزة الدولة بالتدريج إلى حالة خصام مع المواطنين، ما يسفر عنه ضياع الحقوق المدنية، ولاسيما ان الأجهزة الأمنية تمتلك السلطة، بما يجلعها الطرف الاقوى في معادلة يمثل المواطن طرفها الاضعف.
ويقول احد المواطنين إن "بعض القادة في الاجهزة الامنية يمارسون السلطة بتعسف، وان المواطن اليوم عرضة للاعتداء لاتفه الاسباب من قبل رجال الشرطة، وهو ما يذكر بحقبة صدام حسين".
تكرار حالات الاعتداء على مواطنين من قبل أجهزة الدولة، وتعامل دوائرها بشكل جاف مع مراجعيها يُخشى ان يخلق فجوة بين المؤسسات الحكومية والمواطنين، وهو أمر لا يصب في النهاية في مصلحة الطرفين.
ويشير المواطن ابو مهدي إلى بعض مشاعر المواطنين إزاء ممارسات عدد من موظفي الدولة ورجال الشرطة، بالقول إن "عددا من المواطنين ممن يصادفهم في السيارة يسبون الحكومة ويتكلمون بالفاظ قاسية تجاه الوزراء، لأنهم يشعرون بالإهانة عند مراجعتهم الدوائر الحكومية، أو عند احتكاكهم ببعض رجال الامن".
ويعزو البعض العنف الذي يرتكب على يد أجهزة الدولة الأمنية وبعض الدوائر، إلى سيادة العنف المجتمعي، وبما أن الموظفين والعاملين في اجهزة الدولة هم من ابناء الشعب، فهم اذن يعكسون ثقافة عامة.
غير أن الناشط في مجال منظمات المجتمع المدني وجدي عبد العباس يعتقد أن "هناك ضبابية في عملية بناء الدولة وفقا للأسس الديمقراطية".
وبهدف ترسيخ مباديء احترام حقوق الانسان في العراق بعد حقبة مظلمة من الانتهاكات استحدثت وزارة خاصة بحقوق الانسان، غير ان عمل هذه الوزارة اقتصر حتى الان على اصدار الملصقات وتنظيم المؤتمرات، ولم يكن لديها إشراف فعلي على دوائر ومؤسسات الدولة بشكل ملموس.
الرائد علاء عباس مدير إعلام قيادة شرطة كربلاء قال حول ضرورة تطبيق أجهزة الشرطة لمعايير حقوق الانسان، إن هذا الأمر يقع ضمن اولويات قيادة شرطة كربلاء، لكنه استدرك بالقول إن بعض التجاوزات الفردية قد تحصل هنا وهناك، وهي لاتعبر برأيه عن توجه عام لدى منتسبي قيادة الشرطة، وطالب المواطنين ممن يتعرضون لتجاوزات من قبل أفراد الشرطة بتقديم شكوى لدى قيادة شرطة كربلاء.
لمزيد من التفاصيل الاستماع الى الملف الصوتي للتقرير.
XS
SM
MD
LG