روابط للدخول

خبر عاجل

الطائفة الايزدية .. هموم ومشاكل وانتهاكات.


معبد لالش
معبد لالش

حلقة هذا الأسبوع من البرنامج تسلط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد الطائفة الإيزيدية في العراق واستهدافها من قبل جماعات مسلحة بسبب معتقدهم الديني وقوميتهم.

ازدادت موجة العنف الطائفي ضد الطائفة الايزدية عام 2007 بعد حادثة رجم الفتاة دعاء البالغة من العمر 17 سنة حتى الموت من قبل عدد من أفراد تلك الطائفة لاتهامها بإقامة علاقة مع شاب. جريمة القتل "غسلا للعار" هذه استغلتها جماعات مسلحة وإرهابية في استهداف الايزيديين حيث شهدت الأشهر اللاحقة عمليات قتل وخطف وهجمات انتحارية أودت بحياة العديد من المواطنين الأبرياء وأجبرت العديد من العوائل على ترك مناطق سكناها. ومازالت تبعات تلك الحادثة تؤثر على حياة العديد من الايزيديين وأضطر العديد منهم إلى عدم البوح ومحاولة إخفاء أصلهم وقوميتهم ودينهم خوفا من تعرضهم لأي مضايقات إضافة إلى شعورهم بوجود نوع من التمييز وتغير نظرة المجتمع لهم بالرغم من تأكيد العديد ان جرائم القتل غسلا للعار أو جرائم الشرف موجودة في العراق عامة ولم تقتصر على فئة معينة وان الايزديين ورجال دينهم كانوا اول من استنكر الجريمة البشعة التي أودت بحياة تلك الفتاة.

من بين الشرائح التي تأثرت بهذا التمييز والتعصب الطلبة والشباب والموظفون حيث أُجبر العديد من الطلبة على ترك الدراسة في محافظة نينوى واللجوء إلى إحدى محافظات إقليم كردستان وآخرون ابتعدوا عن الاختلاط بالناس وحتى ترك العمل والبقاء في منازلهم في حين اضطرت العديد من النساء الايزديات إلى لبس الحجاب. مراسل إذاعة العراق الحر في محافظة دهوك (عبد الخالق سلطان) التقى بعدد من أفراد الطائفة الايزيدية الذين لجئوا إلى المحافظة وتحدثوا عن انتهاكات تعرضوا لها. خالد مراد طالب في جامعة الموصل اضطر إلى ترك الدراسة لمدة سنة وبعدها انتقل إلى الدراسة في جامعة دهوك.

الطالبة سوزان خلف التي كانت تدرس في كلية العلوم جامعة الموصل أكدت ان العديد من الطلبة اضطروا بسبب الخوف الى عدم الإجابة على أي أسئلة لها علاقة بدينهم ومعتقدهم وقوميتهم واضطرت سوزان إلى التحجب لمدة ثلاث سنوات في شهر رمضان خوفا من الجماعات الإرهابية التي سيطرت على المناطق والبلدات التي يقطنها الايزيديون آنذاك والتي فرضت عليهم تطبيق الشريعة الإسلامية كما تفهمها هذه الجماعات وهددت بقطع رأس أي امرأة لا تلبس الحجاب.

التهديدات المستمرة والخوف اجبر الطالبة روزا خضر في كلية العلوم جامعة دهوك على ترك الدراسة في كلية الهندسة جامعة الموصل والهرب الى محافظة دهوك لتبدأ محنة ومشكلة اخرى هي اختلاف شروط القبول بين الجامعتين ما اضطرها الى التخلي عن حلمها بان تصبح مهندسة وأن تبدأ الدراسة من جديد وباختصاص آخر.

حادثة قتل الفتاة دعاء في منطقة بعشيقة ذات الاغلبية الايزيدية شمال الموصل أجبرت العديد من الطلبة بعد تلك الحادثة على البقاء في منازلهم وترك الدراسة بعد ان انتشرت المجاميع المسلحة والإرهابية واستهدافها وقتلها العديد من أفراد تلك الطائفة. الطالب دلوفان وعد الذي أنهى دراسته الإعدادية آنذاك اضطر إلى عدم الالتحاق بالجامعة وترك الدراسة لسنة كاملة لعدم قدرته على التنقل والوصول إلى المحافظة.
الطالبة زينة إلياس من أهالي سنجار كانت لها نفس المشكلة حيث أن موجة العنف التي استهدفت الايزديين أجبرتها على ترك الدراسة في كلية الحقوق جامعة الموصل.

اللجنة الطلابية الخاصة بنقل الطلبة الايزدين كانت من بين اللجان التي شكلت بعد مناشدة عوائل الطلبة الجهات الرسمية في إقليم كردستان مساعدتهم بان تفتح الجامعات في الإقليم أبوابها للذين اضطروا الى ترك الدراسة. إياد عجاج عضو اللجنة الطلابية الخاصة بنقل الطلبة الأيزديين أكد أن عدد الطلبة الذين تم تقلهم من جامعة الموصل منذ 2007 بلغ 2000 طالب. رشيد بيبو عضو الهيئة الإدارية لمركز لالش الثقافي الخاص بالأيزديين أشار إلى الدور الذي قام به المركز في عملية نقل هؤلاء الطلاب الى جامعات إقليم كردستان من خلال التنسيق مع وزارتي التعليم العالي في بغداد وأربيل. في حين اشار عز الدين الباقسري العضو الإيزدي في برلمان إقليم كردستان ان استهداف الايزديين والمضايقات التي يتعرضون لها لم تقتصر على شريحة الطلبة فقط بل استهدفت الجميع وخاصة العمال والموظفين وبالتالي كانت هناك تحركات عديدة لنقلهم إلى مناطق آمنة في الإقليم والعمل قدر المستطاع على توفير فرص عمل لهم .

أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعلانها للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري على مبدأي كرامة جميع البشر وتساويهم وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين. وأشار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الى أن على الدول أن تقوم كل في إقليمها بحماية وجود الأقليات وهويتها القومية أو الإثنية وهويتها الثقافية والدينية واللغوية وتهيئة الظروف الكفيلة بتعزيز هذه الهوية.

عقود من الاضطهاد والقمع مع غياب ابسط الحقوق وانتهاكات يتعرض لها المواطن إلى يومنا هذا وجهود المنظمات الأهلية والمؤسسات الحكومية في تثقيف المجتمع وتوعيته والدفاع عن حقوقه.. حقوق الإنسان في العراق يسلط الضوء على هذه المواضيع من خلال المقابلات التي يجريها مع مختصين ومسؤولين ومواطنين.
XS
SM
MD
LG