روابط للدخول

خبر عاجل

البابا في منطقة الشرق الأوسط


رواء حيدر

يبدأ قداسة البابا زيارة يوم الجمعة إلى منطقة الشرق الأوسط يزور خلالها الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة مهمة على الصعيد العالمي وبالنسبة للشرق الأوسط غير أنها مهمة أيضا بالنسبة للبابا نفسه. والسبب هو انه ومنذ جلوسه على الكرسي البابوي منذ أربع سنوات أدلى ببعض التصريحات واتخذ بعض الإجراءات التي أثارت حفيظة المسلمين واليهود على حد سواء.
في ما يتعلق باليهود وجه هؤلاء انتقادات حادة إلى البابا بسبب قراره برفع الحرمان المفروض على قس كاثوليكي بريطاني هو رتشارد وليمسون والذي شكك في إحدى تصريحاته ببعض تفاصيل حرق اليهود على يد النازية. البابا صرح في وقت لاحق أنه لم يكن على علم بتلك التصريحات.
سبب آخر للتوتر بين الفاتيكان واليهود يتعلق بكتابات تندد بالبابا بيوس الثاني عشر الذي اعتلى الكرسي البابوي بين 1939 و 1958 حيث يتهمه اليهود بالتزام الصمت إزاء ممارسات النازية ضدهم. الفاتيكان يطالب برفع هذه الكتابات بينما تصر إسرائيل على الإبقاء عليها.
أما المسلمون فأثار البابا غضبهم أيضا في كلمة ألقاها في عام 2006 اقتبس فيها مقولة إمبراطور بيزنطي قال إن الإسلام يشجع العنف. هذه الكلمات أثارت ردود أفعال غاضبة من جانب المسلمين دفعت البابا إلى محاولة إصلاح الموقف حيث التقى لاحقا رجال دين مسلمين وصلى في الجامع الأزرق في اسطنبول خلال زيارة إلى تركيا أجراها بعد شهرين من هذه التصريحات.
هذا ويرى مراقبون أن البابا سيواصل الجهود نفسها خلال زيارته الأردن حيث سيزور احد الجوامع وسيلتقي رجال دين مسلمين.

الأراضي المقدسة مقدسة في نظر الأديان السماوية الثلاثة وسيلقي فيها البابا اثنتين وثلاثين كلمة ويتوقع مراقبون أن كل كلمة سيقولها البابا ستخضع للفحص والتمحيص.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن رجل دين في القدس هو فؤاد طوال قوله إن ما يقلقه بالتحديد هي الكلمات التي سيلقيها البابا خلال الزيارة وأضاف لو اغضب البابا المسلمين أنا من سيتحمل النتائج ولو اغضب اليهود أنا من سيتحمل النتائج أيضا ثم سيغادر البابا ويعود إلى روما وسأبقى أنا هنا لأواجه هذه النتائج.
على أية حال يمكننا أن نلخص أهداف زيارة البابا إلى الأراضي المقدسة بالشكل التالي: تحسين العلاقات مع اليهود ومع المسلمين، الدفع نحو تحريك عجلة السلام في المنطقة، الاطلاع على أوضاع المنطقة عن كثب، ثم إظهار الدعم للمسيحيين وهي فئة تتناقص باستمرار بسبب الصراع الدائم في المنطقة.
نذكر أخيرا أن هذه هي الزيارة الأولى للبابا بندكت السادس عشر إلى المنطقة وستشمل الأردن وبيت لحم في الضفة الغربية وتل أبيب التي سيصلها يوم الاثنين المقبل كما سيزور حائط المبكى ومواقع أخرى في القدس لها أهمية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء.

على صلة

XS
SM
MD
LG