روابط للدخول

خبر عاجل

تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن والمالكي يؤكد أهمية تثبيت المكاسب الأمنية


ناظم ياسين

في الوقت الذي شهدت البلاد حوادث أمنية متفرقة أكد بيان حكومي أن رئيس الوزراء نوري كامل المالكي الذي سيرأس الوفد العراقي إلى القمة العربية الحادية والعشرين في الدوحة الاثنين سوف يحمل تطلعات العراقيين لإقامة علاقات أوثق مع أشقائهم العرب "ورؤية العراق للمصالحة العربية – العربية وسُبل التوصل لموقف عربي موحد إزاء قضايا الأمة ومصالحها المشتركة"، بحسب تعبيره.
هذا فيما بدأت الحكومتان العراقية والأميركية خطواتٍ نحو تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون طويل الأمد التي وُقّعت بالتزامن مع اتفاقية وضع القوات (صوفا). واُتفِق خلال المحادثات التي عُقدت في بغداد على تشكيل خمس مجموعات عمل للنظر "في السياسات والخطط والبرامج المرتبطة بتوفير الخدمات للشعب العراقي بما في ذلك قطاعات الكهرباء والخدمات الأساسية والزراعة والمياه والنقل والصحة والبيئة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات." وكان اجتماع السبت هو الأول من نوعه بين الطرفين اللذين مثّلهما عن العراق نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وعن الولايات المتحدة السفير مارك وول الذي يشغل منصب منسق السفارة الأميركية لشؤون التحوّل الاقتصادي في العراق.
وصرح العيساوي إثر الاجتماع الذي حضره عدد آخر من المسؤولين العراقيين والأميركيين بأن المرحلة المقبلة "ستشهد المزيد من التعاون في مجال الخدمات وتقنية المعلومات بين العراق والولايات المتحدة" اللتين كانتا أبرمتا نهاية العام الماضي اتفاقيتين نصّت الأولى على سحب القوات الأميركية بحلول نهاية عام 2011وفق توقيتات معيّنة فيما تضمنت الثانية بنوداً لتطوير التعاون الثنائي في مجالات مختلفة.
وأضاف العيساوي في تصريحاتٍ بثتها وكالة رويترز للأنباء أن "الفترة الماضية حظيت باهتمام العراقيين فيما يتعلق باتفاقية سحب القوات، واليوم نركّز على اتفاقية الشراكة للإطار الاستراتيجي"، على حد تعبيره.
من جهته، صرح السفير وول بأن هذه الاتفاقية ستعزز "التعاون العلمي والخدمي بين البلدين في مختلف المجالات وستوفّر الفرصة لعدد كبير من الخبراء والفنيين العراقيين للانخراط في دورات تدريبية في الولايات المتحدة لتطوير قدراتهم وخاصةً في مجال النقل والزراعة والكهرباء والصحة والخدمات الأخرى المهمة"، بحسب تعبير منسّق السفارة الأميركية للتحوّل الاقتصادي في العراق.

**********************
في محور الشؤون الإستراتيجية، أشار محللون إلى أن السياسة الأميركية المقبلة للتعامل مع الوضع في أفغانستان تحتوي بعض العناصر المماثلة لما انتُهج في العراق قبل أكثر من عامين عندما تقرر إجراء حوارٍ مع مسلّحين من أبناء العشائر المحلية في محافظة الأنبار من أجل التصدي المشترك لتنظيم القاعدة. ونجحت المجموعات العراقية التي تطورت لاحقاً إلى ما يُعرف بمجالس الصحوات في عدد من المحافظات العراقية نجحت بالتنسيق مع القوات الحكومية والجيش الأميركي في القضاء على معظم التهديدات الأمنية بشكلٍ أدى إلى تراجع العنف بنسبةٍ كبيرة.
وفي إعلانه السبت تأييد الإستراتيجية الأميركية الجديدة التي أعلنها الرئيس باراك أوباما الجمعة، رحّب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أيضاً بضمّ إيران للمشاركة في دور إقليمي من أجل إنهاء الحرب في بلاده. يشار في هذا الصدد إلى أن الإدارة الأميركية السابقة كانت أجرَت سلسلةً من المحادثات التي عُقدت على مستوى السفراء مع الجانب الإيراني في بغداد وذلك في إطار مساعي التوصل إلى وقف العنف في العراق.
ولمزيد من التحليل والمقارنة بين حربيْ العراق وأفغانستان في ضوء الإستراتيجية الجديدة لإدارة أوباما، أجرت إذاعة العراق الحر المقابلة التالية عبر الهاتف الأحد مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي أشار أولا إلى تقرير بيكر- هاملتون الذي كان أوصى إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بخطواتٍ في إطار ما عُرفت بإستراتيجية الخروج من العراق.
(مقطع صوتي من المقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق متحدثاً لإذاعة العراق الحر من بيروت)

****************
في محور الشؤون الأمنية، اجتمع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري كامل المالكي مع كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية السبت لمناقشة التطورات الأخيرة في البلاد.
وأفاد بيان حكومي بأن المالكي أكد خلال اللقاء "ضرورة العمل على تثبيت المكاسب الأمنية التي تحققت وتطويرها بما يحقق أمن واستقرار المواطنين بشكل كامل ومواجهة ما تبقى من مخططات الإرهابيين والخارجين عن القانون وعدم إفساح المجال لهم للقيام بأعمال إجرامية"، على حد تعبيره.
يشار إلى أن الأيام الأخيرة شهدت عنفاً متجدداً في غير منطقة من البلاد بينها العاصمة بغداد إضافةً إلى ما أعلنته مصادر أمنية الأحد عن تفجيراتٍ وحوادث في مدن عراقية أخرى بينها البصرة وكركوك والموصل.
وفي المتابعة التالية التي وافانا بها مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد عادل محمود، نستمع إلى آراء عدد من المواطنين في الأسباب المحتملة لتجدد العنف بصورة متقطعة.
"عودة التفجيرات بين الفترة والأخرى وإنْ كانت متقطعة فإنها تثير أسئلة عن المعنى وراءها. تصريحات القادة الأمنيين والسياسيين تشير إلى وجود خلايا نائمة بحاجة إلى جهد استخباري للكشف عنها فيما سياسيون ظلوا صامتين عن هذه الأعمال وكأن المسألة لا تعنيهم أو ليس لديهم ما يقولونه عنها.
الشارع العراقي بدوره يتابع هذه الأحداث ويراها بمنظوره الخاص.
أعمال عنف من هذا النوع تحدث بين آونة وأخرى في بلدان متعددة، حتى تلك التي لم تشهد أوضاعا مثل ما مرّ به العراق، غير أن ظروف البلاد وما مرّت به تجعل الناس يربطون أعمالا كهذه بالأحداث والتطورات السياسية الجارية، باعتبارها رسائل تحاول إيصالها جماعات العنف....
(أصوات عدد من المواطنين)
مواطنون أشاروا في أحاديثهم لإذاعة العراق الحر إلى أسباب محتملة لتجدد العنف المتقطع بينها الانسحاب المعلن عنه للقوات الأميركية، ونتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، والانتخابات البرلمانية المقبلة، وحتى مسألة تعثر اختيار رئيس للبرلمان. ويرى هؤلاء المواطنون أن كل هذه الأسباب المحتملة تدفع باتجاه تصعيد أعمال العنف لغرض الضغط السياسي.
ولكن في الوقت الذي شهدت وتشهد فيه البلاد استقراراً امنياً ملحوظاً ومتنامياً فإن العودة المتقطعة للتفجيرات، بين فترة وأخرى، تجعل الناس في العراق يربطون هذه العودة بالوضع السياسي وما تسعى إليه بعض الكتل أو الشخصيات السياسية من تأثير على مجرى الأحداث وتطورها."

على صلة

XS
SM
MD
LG