روابط للدخول

خبر عاجل

التسامح والاعتدال والتعايش الحالة السائدة في الشارع العراقي


عادل محمود – بغداد

الاعتدال في الآراء والأفكار ولاسيما الدينية منها أمر شديد الأهمية في تحقيق الاستقرار والتوافق داخل المجتمع. والمزاج الشعبي العام يميل باتجاه الاعتدال الديني بصورة متزايدة، وهو ما ينعكس بتفاصيل مختلفة. فالخطب الدينية التي كان الكثير منها يؤجج الحساسيات والتوترات داخل النفوس أخلت مكانها إلى خطب توجيهية إرشادية بصورة عامة، تدعو إذا ما تطرقت إلى السياسة، إلى التسامح والاعتدال والبناء وخدمة الناس. وهو ما يلاحظه الناس سواء في خطب الجوامع أو أحاديث رجال الدين على شاشات التلفاز، حيث المزاج الشعبي العام لم بعد يتقبل أو يتحمل المزيد من التحريض عل التوتر والعنف.
أحاديث الناس اليومية باتت تعكس هذا الواقع أيضا، ففي المقاهي أو الشوارع أو حتى داخل وسائط النقل عندما تفتح مواضيع حول الأوضاع العامة، ترى الناس يتحاشون التطرق إلى المواضيع أو النقاط التي يمكن أن تستفز الطرف الأخر دينيا أو سياسيا، وكل هذا لا يعني أن الناس ضعف لديهم الشعور الديني، بل لا يزالون يمار سون عباداتهم ومظاهر إيمانهم المختلفة، غير إن الذي تغير هو عنصر التطرف الذي خف في أفكارهم وممارساتهم على السواء.
وحتى التعليقات المتطرفة التي كانت تسمع في الشارع أحيانا على بعض المظاهر التي يعتبرها البعض خروجا على الدين، مثل ملابس بعض النسوة أو عدم تحجبهن، أو الضغوط على محال تسجيلات الأغاني أو بيع الأقراص الليزرية، وصولا إلى الضغوط على جلوس الشباب في المقاهي أو لعبهم بعض الألعاب كالدومينو او النرد، كل هذه المظاهر كانت تتعرض إلى ضغط اجتماعي ملحوظ من قبل أفراد الجهات المتطرفة، اليوم لم يعد هذا الضغط محسوسا، يدعم هذا الوضع الوعي المتزايد بكون الدين عنصر خير واعتدال قبل كل شيء أخر، وان الدعوة إليه يجب أن تتم بالحسنى وليس بمظاهر العنف.

على صلة

XS
SM
MD
LG