روابط للدخول

خبر عاجل

المعوقون يشكون من قلة الدعم وضعف المساعدات والخدمات المقدمة لهم


ذكرت وزارة الصحة العراقية أن التقديرات الأولية تبين وجود أكثر من مليون معاق في العراق مشيرة إلى صعوبة تحديد الأرقام التفصيلية لأنواع العوق وأسبابه لعدم توفر الإحصائيات الدقيقة. وأشار الدكتور (جاسب لطيف علي - رئيس قسم التأهيل والوقاية من العوق في الوزارة) في تصريحات صحفية إلى أن حالات العجز والعوق في العراق تزايدت بشكل كبير وملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب الحروب والعمليات الإرهابية وحوادث التفجير. و أضاف إلى أن الوزارة قدمت العديد من الخدمات لتلك الشريحة المهمة عبر تجهيز آلاف المعوقين بأطرف اصطناعية ومساند خلال العامين الماضيين إضافة إلى تأمين متطلبات المعوق من خلال عملية تأهيل طبي ونفسي ومجتمعي. وزارة الصحة أكدت أيضا وجود العشرات من مراكز التأهيل ومصانع وورش للأطراف والمساند في العديد من المحافظات العراقية تقدم كافة التسهيلات والخدمات لشريحة المعوقين.

ولا تعتبر وزارة الصحة الجهة الوحيدة التي تقدم الدعم والرعاية لهذه الشريحة بل هناك جهات أخرى رسمية وغير حكومية مثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تقدم مساعدات مالية من خلال شبكة الحماية الاجتماعية ولجان أخرى شكلت في هيئات تنفيذية وتشريعية تتابع المشاكل التي تواجه المعوقين و الحد منها. أما المنظمات الإنسانية المعنية برعاية المعوقين فهي الأخرى تؤكد تقديمها الدعم والمساعدة ضمن الإمكانيات المتوفرة من خلال إقامتها ورش عمل ومؤتمرات وندوات وتأسيسها مراكز لتأهيل المعوقين.

شريحة المعوقين وعوائلهم وعدد غير قليل من الناشطين في مجال حقوق الإنسان لا يوافقون مع ما تذكره هذه الجهات حول التسهيلات والخدمات التي تقدمها, ويؤكد العديد من المعوقين ان ما يقدم لهم من دعم مادي ومعنوي وخدمات ورعاية صحية هو قليل جدا حيث يتحمل عدد كبير منهم تكاليف العلاج وشراء ما يحتاجونه من مستلزمات مثل الكراسي المتحركة والمساند إضافة إلى عدم وجود عدد كاف من مراكز التأهيل والرعاية لتهتم بهذا العدد الكبير من المعوقين.

نستمع في حلقة اليوم من البرنامج إلى تقريرين من تكريت والكوت حول بعض المشاكل التي تواجه هذه الشريحة الواسعة وما هي الخدمات والمساعدات التي تقدمها جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني لهم. في البداية ننتقل إلى الكوت حيث أعد مراسل الإذاعة (سيف عبد الرحمن) تقريرا ضمنه لقاءا مع أحد المعوقين يتحدث عن الإهمال الذي تتعرض له شريحة المعوقين وان ما يقدم لهم هو بسيط جدا مقارنة بالمأساة التي يعيشونها, في حين أكدت منظمات إنسانية وجهات ذات علاقة تقديمها كافة أنواع الخدمات والرعاية :

تقرير الكوت

وننتقل إلى تكريت حيث أجرى مراسل الإذاعة (عبد الله أحمد) لقاءات مع عدد من المعوقين وعوائلهم ونقل لنا صرخات إغاثتهم ومعاناتهم بسبب قلة الدعم … لا علاج لا راتب لا وظيفة … كلشي ماكو ! هذه هي الهموم المشتركة لمعظم المعوقين ومشكلتهم الأكبر هي تحملهم نفقات العلاج الباهظة الثمن, في حين ذكر مسؤولون في وزارة الصحة وجود مراكز صحية ومستشفيات في المحافظة توفر الرعاية الصحية للمعوقين ضمن الإمكانيات المتوفرة :


تقرير تكريت

الرعاية الصحية والاجتماعية غابت اليوم عن شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في صلاح الدين الذين تجاوز عددهم 25 ألف معاق بحسب الجهات المختصة. غالبية أفراد هذه الشريحة المهملة يتحملون بأنفسهم تكاليف العلاج بعد أن عجزت الجهات المسئولة عن توفير الرعاية الصحية أو الاجتماعية لهم أو إعطائهم ابسط حقوقهم الإنسانية كالكرسي المتحرك أو فرصة التعليم والعمل. والحديث عن هذه المعاناة تركناه للمعاقين أنفسهم الذين سردوا العديد من الحكايات المأساوية التي يعيشونها اليوم .

مقابلات مع عدد من المعاقين

أهالي المعاقين تحملوا هم أيضا جزءا كبيرا من معاناة المعاقين في رعايتهم وعرضهم على العيادات الطبية الخاصة التي كلفتهم مبالغ مالية طائلة فضلا عن تكريس أوقاتهم لرعاية مرضاهم لكون إن الجهات ذات العلاقة لم تستطع توفير مكان مناسب لرعاية المعاقين صحيا واجتماعيا ولم ينل المعاقون وأهاليهم سوى الوعود الوردية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

مقابلات مع عدد من العوائل

مستشفى دجلة للتأهيل الطبي في تكريت كان الملجأ الوحيد لبعض المعاقين وبالرغم من الإمكانيات المحدودة للمستشفى إلا أنه لم يتوانى عن تقديم العلاج لمرضاه من قبل الكوادر الطبية العاملة فيها كما يقول الدكتور (سعد محمد) رئيس قسم المعالجين في المستشفى .

سعد محمد

رئيس جمعية المعاقين فرع صلاح الدين الدكتور (معمر عبد المحسن) أكد بان الجمعية وضعت خططا مستقبلية عديدة لحل مشكلة المعاقين في المحافظة"

معمر عبد المحسن

المسئولون المحليون أكد البعض منهم بان ملف المعاقين هو تحت أنظارهم اليوم وانه تم استحصال رواتب ل 8 آلاف معاق كما أشار سليمان يوسف الجبوري عضو مجلس محافظة صلاح الدين .

يوسف الجبوري

يذكر ان الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت عام 1975 إعلانها الخاص بحقوق المعوقين الذي نص على ضرورة حمايتهم جسمانيا وعقليا وتأمين رفاهيتهم وتأهيلهم وضرورة مساعدتهم علي إنماء قدراتهم وضرورة العمل قدر المستطاع على إدماجهم في الحياة الاعتيادية. المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان الذي أنعقد في فينا عام 1993 اصدر أيضا أعلانا أكد فيه ضمان عدم التمييز ضد المعوقين وتمتعهم علي قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وأكد المؤتمر أن جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية حقوق عالمية وعليه فإن أي تمييز مباشر أو معاملة تمييزية سلبية لشخص معوق يشكلان انتهاكاً لحقوقه. من ناحيتها أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المعوقين يمثلون 10% من سكان العالم أي 650 مليون نسمة وأكدت المنظمة ان العالم لا يفطن في غالب الأحيان إلى هذا العدد الكبير من المعوقين والتحديات التي تواجههم وبالتالي أهمية حشد الدعم اللازم لضمان كرامة المعوقين وحقوقهم وعافيتهم.


عقود من الاضطهاد والقمع مع غياب ابسط الحقوق وانتهاكات يتعرض لها المواطن إلى يومنا هذا وجهود المنظمات الأهلية والمؤسسات الحكومية في تثقيف المجتمع وتوعيته والدفاع عن حقوقه.. حقوق الإنسان في العراق يسلط الضوء على هذه المواضيع من خلال المقابلات التي يجريها مع مختصين ومسؤولين ومواطنين.

على صلة

XS
SM
MD
LG