روابط للدخول

خبر عاجل

انتخابات كانون الثاني مقدمة لاقتراع كانون الأول


فارس عمر وفريال حسين

بورقة عليها إشارة لا أكثر وجه ملايين العراقيين يوم السبت رسالة زاخرة بالمعاني ومترعة بالدلالات الى العالم والى سياسييهم ، الحاكمين منهم والمعارضين على السواء. مواطنون يُقدَّر عددهم بنحو خمسة عشر مليون ، بينهم العامل والمزارع ، الموظف وصاحب المطعم ، العسكري وربة البيت ، أشهروا مرة أخرى أصابعهم الملطخة بالبنفسجي معلنين انها سلاح أمضى من المفخخات في تغيير الحكام وان صوتهم أعلى من لعلعلة الرصاص في إسماع المسؤولين.
أخطاء ، مخالفات ، عثرات ـ نعم. فهذه ديمقراطية تتعلم المشي بعدما كانت تحبو وكم وقع منا وتعثر لكنه دأب على النهوض حتى تعلمنا المشي ثم الركض. وهكذا هي حال الديمقراطية العراقية الوليدة.
تتميز انتخابات مجالس المحافظات بسمات غابت عن الانتخابات السابقة. فالتحسن الملموس في الوضع الأمني أتاح انطلاق حملة انتخابية بالمعنى المتعارف عليه الى حد ما. ومن مظاهر هذا التطور غابة اللافتات والملصقات والاعلانات الانتخابية التي أغرقت المدن العراقية وابقت آلات المطابع تدور بلا توقف كما أكد السيد علي الذي يملك مطبعة في بغداد:
(صوت صاحب مطبعة)
السمة الجديدة الأخرى في انتخابات يوم السبت ان المواطنين قرروا هذه المرة أن يصوتوا لمن يتوسمون فيه النزاهة والمؤهلات والصدق في تنفيذ الوعود الانتخابية بعد الاقتراع ، كما أكد هذا المواطن:
(صوت مواطن)
تطلعات شاطرتها هذه الطالبة بطريقتها الخاصة:
(صوت مواطن)
الباحث العراقي هشام داود شدد في حديث لاذاعة العراق الحر على أهمية انتخابات يوم السبت تحديدا بسبب هذه السمات التي تميزها عن سابقاتها:
(صوت هشام داود)

ملمح آخر جدير بالملاحظة في انتخابات مجالس المحافظات هو اقبال مَنْ تعذر عليهم التصويت سابقا لاسباب مختلفة ، على مراكز الاقتراع ليمارسوا حقهم كمواطنين. وهو ما لفت اليه المواطن عبد الستار عبد الرزاق من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار متمنيا ان تكون تجربته الانتخابية بمستوى طموحه.

انتخابات يوم السبت هي الاولى بعد انهاء تفويض الامم المتحدة للقوات متعددة الجنسية وعودة العراق الى الاسرة الدولية بوصفه دولة مسالمة ذات سيادة لا تهدد الأمن الدولي كما كان العراق بموجب الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة منذ غزو الكويت عام 1990 حتى توقيع اتفاقية سحب القوات مع الولايات المتحدة في نهاية 2008. واعتبر الباحث هشام داود في حديثه لاذاعة العراق ان اجراء انتخابات مجالس المحافظات بعد توقيع الاتفاقية ينطوي على رسالة داخلية وخارجية:
(صوت هشام داود)
أصبحت الانتخابات التي تجري في العراق شأنا أكثر من عراقي يستأثر بالاهتمام في محيط العراق العربي والاسلامي وحتى ابعد منه. وفي هذا الشأن قال الباحث هشام داود في حديثه لاذاعة العراق الحر ان هناك اعترافا دوليا بأن عراق اليوم يختلف نوعيا عن العراق الذي عرفه العالم في عهود سابقة:
(صوت هشام داود)

** *** **

لم يدَّعِ أحد ان انتخابات مجالس المحافظات يوم السبت كانت كاملة. وتركزت غالبية الشكاوى التي جهر بها المواطنون على خيبة أملهم باكتشاف ان اسماءهم ليست في سجل الناخبين عندما توجهوا الى مراكز الاقتراع. من بين هؤلاء المواطن فتاح احمد الذي اتصل باذاعة العراق الحر رافضا ان تفوته فرصة التصويت:
(صوت هشام داود)
وهذا ما أكده علي الدجيلي سكرتير منظمة تموز التي لديها نحوُ عشرين الف مراقب في جميع المحافظات:
(صوت علي الدجيلي)

اذاعة العراق الحر نقلت هذا الشكاوى الى رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات فرج الحيدري الذي أوضح اسباب المشكلة وكيف كان من الممكن تلافيها:
(صوت فرج الحيدري)
رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات فرج الحيدري أشار الى مخالفات على مستوى الكيانات السياسية والمسؤولين الحكوميين متعهدا بمتابعتها:
(صوت فرج الحيدري)
جرت انتخابات مجالس المحافظات تحت انظار جيش جرار من المراقبين العراقيين والأجانب حتى ان المرء يعجب كيف استوعبت مراكز الاقتراع هذه الاعداد ويتساءل إن كان المراقبون أكثر عددا أم الناخبون ، كما يتضح من حديث رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات فرج الحيدري لاذاعة العراق الحر:
(صوت فرج الحيدري)
وعن أداء المفوضية المستقلة للانتخابات نوه رئيس المفوضية فرج الحيدري بشهادة الجامعة العربية والمراقبين الدوليين:
(صوت فرج الحيدري)

مراقبون اعتبروا انتخابات مجالس المحافظات تمرينا أو بروفة للانتخابات الوطنية في نهاية السنة. وإذا أسفرت انتخابات الحادث والثلاثين من كانون الثاني عن تحجيم اللاعبين الذين سيطروا على الساحة السياسية خلال الفترة الماضية فانها ستقرع ناقوس الخطر بأن التغيير سيكون حتى أكبر في كانون الاول المقبل. وان غدا لناظره قريب.

على صلة

XS
SM
MD
LG