روابط للدخول

خبر عاجل

الإدارة الأميركية الجديدة وإعادة ترتيب الأولويات، وجدل متجدد حول منظمة مجاهدي خلق الإيرانية


رواء حيدر ونبيل الحيدري

أبرز محاور ملف العراق الاخباري لهذا اليوم:

- الإدارة الأميركية الجديدة وإعادة ترتيب الأولويات
- وجدل متجدد حول منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

تشير استطلاعات الآراء في الولايات المتحدة إلى أن هاجس الأميركيين الرئيسي حاليا هي الأزمة الاقتصادية وأن موضوع العراق ما عاد يحتل مركز الصدارة. مع ذلك، تبقى قضية العراق وانسحاب القوات الأميركية مسألة مهمة بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة.
الرئيس الجديد باراك اوباما عقد اجتماعا مع فريق الأمن القومي يوم الأربعاء وهدف اللقاء هو إنهاء الحرب في العراق والاستماع إلى آراء مختلفة حول هذا الموضوع. اوباما قال في بيان عقب الاجتماع إنه طلب من القادة العسكريين التهيئة لما دعاه بانسحاب مسؤول من العراق. بين المشاركين قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال ديفيد بيترايوس وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند اودييرنو الذي تحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من بغداد إضافة إلى السفير الأميركي المنصرف راين كروكر.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين بارزين أن المجتمعين استعرضوا الأوضاع في العراق، ومنها الانتخابات المحلية في نهاية هذا الشهر وحجم القوات الأميركية ومهمتها في إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين.
الصحيفة نقلت عن المسؤولين قولهم أيضا إن القادة العسكريين هيأوا عدة خطط يمكن اختيار إحداها لتنفيذ وعود اوباما بسحب القوات.
يذكر أن الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة حددت موعدا نهائيا لسحب القوات في نهاية عام 2011 بعد انسحاب هذه القوات من المدن في نهاية حزيران المقبل.
كان اوباما قد وعد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات في غضون ستة عشر شهرا. وكانت معارضته الحرب سببا مهما في تزايد شعبيته ثم في انتخابه. مع ذلك حذر عدد من مسؤولي إدارة الرئيس جورج بوش السابقة من نتائج قرارات سريعة ومفاجئة وحتى من قرارات تغيير مهمة القوات الأميركية هناك وتأتي هذه التحذيرات انطلاقا من مخاوف من احتمال ضياع المكاسب التي تحققت في العراق.
ترى ما الذي يثيره الحديث عن سحب القوات الأميركية في العراق. عضو مجلس النواب جابر حبيب جابر رأى أن هذا الحديث لا يثير قلق العراقيين في الوقت الحالي إذ قال:
(عضو مجلس النواب جابر حبيب جابر )

عضو مجلس النواب جابر حبيب جابر أكد من جانب آخر، أن العراق لا يحتاج إلى قوات أميركية حاليا بل إلى دعم من نوع آخر:
(عضو مجلس النواب جابر حبيب جابر )

المحلل السياسي حيدر سعيد رأى أن هناك جدلا حول سياسة اوباما في العراق ورجح أن يلتزم الرئيس الجديد ببنود الاتفاقية الأمنية الموقعة مع بغداد:
( صوت المحلل السياسي حيدر سعيد )

كان اوباما قد قال خلال حملته الانتخابية إنه، وما أن يدخل البيت الأبيض، سيقوم باستدعاء أعضاء هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية لإبلاغهم بمهمتهم الجديدة وهي إنهاء الحرب في العراق بطريقة مسؤولة وحاسمة. ولكن اوباما لم يجتمع بجميع هؤلاء القادة في يومه الأول بل اجتمع برئيس هيئة الأركان الأميرال مايكل مولن، ونائب الرئيس جوزيف بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز ومسؤولين آخرين. وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة هيلاري كلنتون لم تحضر الاجتماع هي الأخرى حيث لم يصدر الكونغرس الأميركي قرار تثبيتها في منصبها إلا في وقت لاحق.

الحديث عن هيلاري كلنتون يجرنا إلى منطقة الشرق الأوسط حيث تنوي الإدارة الأميركية الجديدة بذل جهود لحل النزاع في هذه المنطقة. أولى مبادرات اوباما كانت إجراؤه مكالمات هاتفية مع عدد من قادة المنطقة منهم الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزراء إسرائيل ايهود اولمرت وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ثم محمود عباس زعيم السلطة الفلسطينية. وقال ناطق باسم السلطة الفلسطينية إن عباس كان أول مسؤول يتصل به اوباما.
ولكن لماذا اختار اوباما مهاتفة رئيس السلطة الفلسطينية قبل غيره من قادة المنطقة؟ إذاعة العراق الحر طرحت هذا السؤال على أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن نيثن براون الذي أقر بان الأمر جاء مفاجأة في الواقع غير انه آثر عدم تحميل الأمر معاني اكثر مما ينبغي:

" اعتقد أن قيام اوباما بإجراء أول اتصال هاتفي له بعباس يشكل صدمة لا سيما وأن عباس لم يعد رئيسا وهو يترأس حكومة لا تحكم فعليا ويترأس دولة لا توجد كدولة وهو شخص في موقف ضعيف بشكل عام. مع ذلك، لو أردت تحميل هذه المسألة نوعا من الرمزية لقلت إن محمود عباس وقف على هامش الحرب بين إسرائيل وحماس أي انه لم يكن طرفا فيها. وبالتالي ربما كانت مكالمة اوباما تعيد إليه نوعا من الأهمية ".

نيثن براون رأى أيضا أن مكالمة اوباما مع محمود عباس ربما تعني أن الرئيس الأميركي الجديد أراد أن يقول إنه قد يختلف عن الرئيس السابق جورج بوش في الكثير من الأمور غير انه وطالما تعلق الأمر بالفلسطينيين، يعود إلى الشخص نفسه الذي تعاملت معه الإدارة السابقة، أي محمود عباس.
المحلل السياسي حيدر سعيد رجح أن يكون السبب هو أن وقف إطلاق النار في غزة تزامن مع تنصيب اوباما وبالتالي فهو مدخل مهم للحديث مع عباس حسب قوله ثم رأى أن موضوع الشرق الأوسط شائك وان الإدارة الأميركية تسعى إلى إيجاد شريك معتدل في المنطقة:
( صوت المحلل السياسي حيدر سعيد )

وعلى أية حال، يعتبر المراقبون أن منطقة الشرق الأوسط تمثل تحديا دائما بالنسبة لأي إدارة أميركية سواء أكانت من الجمهوريين أو الديمقراطيين. يذكر أيضا أن باراك اوباما اختار عضو مجلس الشيوخ جورج ميتشيل مبعوثا خاصا لهذه المنطقة الساخنة.

وجه مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية اتهاما بالتخطيط لهجمات انتحارية ضد قوات الأمن العراقية مما يثير مخاوف من احتمال أن تقوم بغداد بطرد أعضاء المنظمة من العراق. وكانت الحكومة العراقية قد وعدت بعدم إجبار أعضاء مجاهدي خلق على مغادرة معسكر اشرف الذي يقيمون فيه ويقع في محافظة ديالى.
وجه الربيعي هذا الاتهام، حسب أنباء صحفية، يوم الاثنين خلال زيارة إلى إيران موضحا أن هدف الهجمات هو إحراج الحكومة العراقية وخلق تعاطف مع المنظمة. الربيعي قال أيضا إن أحد سكنة معسكر اشرف اعترف بأنه تلقى أوامر من قادته بتنفيذ هجمة انتحارية ضد قوات الأمن العراقية المسؤولة عن حماية المعسكر. علما أن الحكومة العراقية تسلمت مهمة حماية المعسكر من القوات الأميركية في الأول من هذا الشهر.
أنباء صحفية نقلت عن مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي قوله أيضا إن الحكومة العراقية وضعت هذا الشخص الإيراني تحت الحماية ووعدته بمساعدته للانتقال إلى بلد آخر. وكالة اسوشيتيد بريس ذكرت أن مسؤولا لم تسمه في مكتب الربيعي أكد هذه الأقوال وأضاف أن الحكومة العراقية منحت أعضاء منظمة مجاهدي خلق وعددهم ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص، فترة شهرين للانتقال إلى مكان آخر.
إذاعة العراق الحر تحدثت إلى عضو اللجنة القانونية في معسكر أشرف مهدي عقباي الذي نفى أن تكون المنظمة قد خططت لشن هجمات في العراق:
( صوت متحدث من معسكر اشرف مهدي عقباي )

وكالة اسوشيتيد بريس نقلت عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس النواب عباس البياتي أن لدى الحكومة خطة تقوم على ثلاثة إجراءات لإخلاء معسكر اشرف غير انه لم يحدد المدة.
عضو اللجنة الأمنية في المجلس فرياد راوندوزي أكد لإذاعة العراق الحر أن وجود منظمة مجاهدي غير مرغوب به:
( صوت عضو مجلس النواب فرياد راوندوزي )

عضو اللجنة الأمنية في مجلس النواب فرياد راوندوزي استبعد قيام الحكومة العراقية بإبعاد أعضاء منظمة مجاهدي خلق إلى إيران غير انه أوضح أن ملف المنظمة مطروح حاليا:
( صوت عضو مجلس النواب فرياد راوندوزي )

سفير العراق في إيران محمد مجيد الشيخ أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر من طهران بأن محادثات مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي ركزت على موضوع مجاهدي خلق غير انه أكد أن عودة أعضاء المنظمة إلى إيران يجب أن يتم عبر منظمات دولية:
( صوت سفير العراق في إيران محمد مجيد الشيخ )

يذكر أخيرا أن النظام السابق سمح لمنظمة مجاهدي خلق التي تعارض نظام الحكم في إيران، سمح لهم بإنشاء قاعدة في العراق في عام 1986. في عام 1997 تمت إضافة اسم هذه المنظمة إلى لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأميركية. وبعد سقوط النظام السابق في العراق جردت القوات الأميركية المنظمة من أسلحتها ومنعت عناصرها من مغادرة المعسكر. في الأول من هذا الشهر تسلمت الحكومة العراقية مهمة الإشراف على المعسكر وفي وقت سابق من هذا الشهر أيضا، قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن هذه المنظمة ممنوعة من ممارسة نشاط في العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG