روابط للدخول

خبر عاجل

في خطاب تنصيبه، أوباما يدشّن عهداً تصالحياً مع العالم، في ظل تحديات الأزمة الإقتصادية وحربي العراق وأفغانستان.


كفاح الحبيب

حث الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الاميركيين على العمل معاً لانهاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد واصلاح صورتها في الخارج.
أوباما الذي أصبح الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة إعتباراً من يوم الثلاثاء أكد في كلمة أمام حشود اجتمعت لحضور حفل تنصيبه بعد أدائه اليمين الدستورية على ضرورة أن يتوحد الأميركيون ليبدأوا مجدداً مهمة اعادة صنع أمريكا.
ووسط صيحات التأييد التي أطلقها مئات الالاف من الذين تجمّعوا في الساحة الوطنية بواشنطن وجه أوباما حديثه لملايين المشاهدين في العالم قائلاً:

صوت باراك أوباما
"الى جميع الشعوب والحكومات التي تشاهدنا اليوم، من أكبر العواصم الى أصغر قرية ولد فيها أبي، إعلموا بأن أميركا صديقة لكل أمة وكل رجل وامرأة وطفل ينشد مستقبلاً يقوم على السلام والكرامة.. وبأننا مستعدون لتوّلي زمام القيادة مرة أخرى."
وتعهد اوباما بأن تغادر الولايات المتحدة العراق بشكل مسؤول وبمساعدة أفغانستان على تحقيق السلام، لكنه لم يعلن جدولا زمنيا محددا لسحب القوات الاميركية من العراق:

صوت باراك أوباما
" سنبدأ، وعلى نحوٍ مسؤول، بترك العراق لشعبه، وصياغة سلام صعب المنال في أفغانستان.. سنعمل بلا كلل مع أصدقائنا القدامى وخصومنا السابقين، لتقليل التهديد النووي، وتهميش خطر الإحتباس الحراري على كوكبنا الأرضي."
وفيما يتعلق بالحرب على الارهاب قال أوباما ان الأميركيين لن يعتذروا عن طريقتهم في الحياة، وانهم لن يترددوا في الدفاع عنها .. لكنه وجه عبارات تصالحية تجاه المجتمع الاسلامي وقال انه سيطبق سياسة تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.

صوت باراك أوباما
"الى العالم الإسلامي، اننا نسعى نحو نهجٍ جديد للمضي قدماً، يرتكز على المصلحة المشتركة والإحترام المتبادل... وإلى أولئك الزعماء في جميع أنحاء العالم الذين يسعون لزرع الشقاق أو تحميل الغرب مسؤولية ما يتفشى في مجتمعاتهم من أمراض، إعلموا بأن شعوبكم ستقيّمكم حسب ما يمكنكم من بناء لا تدمير."
وتشير استطلاعات الراي الى تأييد شعبي واسع لاوباما وتفاؤل بشأن سنوات رئاسته الاربع المقبلة، مع انه سعى لتخفيف التفاؤل الشديد بشأن زعامته بالحديث عن الواقع.. ففي إشارة الى أسوأ أوضاع اقتصادية تشهدها الولايات المتحدة منذ سبعين عاما، تعهد أوباما بانعاش الاقتصاد الأميركي الذي قال انه تضرر بشدة نتيجة لما وصفه بالجشع وانعدام المسؤولية، ومشاركة الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان التي قال انهما وضعتا البلاد في خضم أزمة.

***********

بعد ساعات من تنصيبه سارع باراك أوباما الى إتخاذ سلسلة من القرارات، فقد أمر المدعين العسكريين في محاكمات جرائم الحرب في سجن غوانتانامو بالتقدم بطلب لايقاف جميع القضايا المنظورة لمدة 120 يوماً.
ويقضي الطلب بايقاف اجراءات المحاكمات في إحدى وعشرين قضية منظورة، بينها القضية المقامة على خمسة سجناء في غوانتانامو متهمين بتدبير هجمات الحادي عشر من ايلول على الولايات المتحدة والتي يمكن ان تصل فيها العقوبة الى الاعدام. وقال مدعون في مذكرة الطلب ان الايقاف يأتي لمصلحة العدالة.
الباحث عمران سلمان الذي حضر مراسم التنصيب في واشنطن أكد ان خطاب أوباما يوحي بأحداث نوعٍ من القطيعة مع السياسات السابقة التي مارستها إدارة سلفه الرئيس جورج بوش وبخاصة في القضايا التي تخص العراق والشرق الأوسط، وقال في حديث لإذاعة العراق الحر:
(صوت عمران سلمان)

ويرى المحلل السياسي باسم الشيخ ان الإدارة الأميركية الجديدة ستستفيد من التجربة القاسية للإدارة السابقة في إعتمادها مبدأ القوة وإبتعادها عن الحوار، وأضاف في حديث لإذاعة العراق الحر.
(صوت باسم الشيخ 3)
وفيما يتعلق بالعراق، كان أوباما قد اعلن في حملته الإنتخابية انه يفضل سحب القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة لكن مسؤولين امريكيين قالوا انه سيبحث مع وفد من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) برئاسة وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايك مولن في اجتماعه الأربعاء معهما امكانية تسريع مثل هذا الجدول الزمني، وهو أمر يؤكده الباحث عمران سلمان:
(صوت عمران سلمان)
ويذهب المحلل السياسي باسم الشيخ الى أبعد من ذلك حين يشير الى ان الخطاب السياسي للإدارة الأميركية الجديدة يبعث برسالة طمأنة للشعب العراقي:
(صوت باسم الشيخ )
كما سيبحث أوباما خططا لتعزيز القوات في أفغانستان خلال اجتماعه الذي سيحضره أيضاً القائد السابق للقوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس الذي يتولى حالياً قيادة القوات الأميركية الوسطى، إذ يشير المحلل باسم الشيخ الى ان الخطاب الأميركي الجديد يتطرق أيضاً الى ملفات مهمة تمثل إمتداداً للملف العراقي كصيغة التعامل مع إيران:
(صوت باسم الشيخ )
الى ذلك أشارت تقارير الى ان الرئيس باراك أوباما يفكر بجدية في تعيين السناتور السابق جورج ميتشل مبعوثاً امريكياً للشرق الاوسط. وقال محللون إن إختيار خبير دولي مخضرم في النزاعات السياسية والدبلوماسية مثل السنيتور ميتشل للعب ذلك الدور يأتي بمثابة اشارة على جدية اوباما في تنفيذ تعهده الانتخابي بانخراط ادارته مبكرا في قضية الشرق الاوسط، وفي هذا الإطار ينوه المحلل باسم الشيخ الى ان إدارة أوباما تضع تصوراً واضحاً لأزمة هذه المنطقة:
(صوت باسم الشيخ )
وعن إمكانية عودة الروح لمشروع نائب الرئيس الأميركي الجديد جوزيف بايدن الذي كان قد أطلقه قبل أعوام عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ، والمتعلق بفكرة إجراء تقسيم سهل للعراق الى ثلاثة مناطق في الشمال والوسط والجنوب من أجل السيطرة الأمنية عليه، قال المحلل باسم الشيخ ان مثل هذه المشاريع يقررها العراقيون أنفسهم مازالوا هم الذين يقررون طبيعة التركيبة السياسية في بلدهم:
(صوت باسم الشيخ )

من جهته قال رئيس جبهة التوافق العراقية في مجلس النواب اياد السامرائي ان نمط تعامل الرئيس الأميركي الجديد سيختلف عن ذلك الذي انتهجته الإدارة الأميركية السابقة.
وأوضح السامرائي أن الرسائل التي نقلها جوزيف بايدن إلى القيادات العراقية عند زيارته بغداد عكست ملامح النهج الجديد لإدارة أوباما القائم على دعم المؤسسات العراقية وليس الأحزاب أو الأشخاص.
وأضاف السامرائي أن المضمون الثاني لرسائل اوباما يؤكد على ضرورة أن يحل العراقيون مشاكلهم الداخلية بأنفسهم وأن لدى الولايات المتحدة أولويات دولية أخرى ينبغي معالجتها، وأنها ليست ملزمة باستمرار الدعم إذا لم يكن هناك توافق لحل تلك المشاكل، مبينا أن الإدارة الأمريكية لها ظروفها الخاصة التي لا تسمح لها أن تكون موجودة في أي مكان في العالم وأنها ستقلل من التزاماتها تجاه العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG