روابط للدخول

خبر عاجل

السلطة الرابعة وعام 2008 ما لها وما عليها؟


رواء حيدر

جهات عديدة تقوم بمتابعة أوضاع الصحفيين في العالم منها منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس. المنظمة لاحظت في تقريرها الأخير في الثلاثين من كانون الأول، لاحظت انخفاض عدد قتلى الصحفيين في العالم خلال عام 2008 إلى اثنين وستين بينما كانت المنظمة قد سجلت ستا وثمانين حالة قتل لصحفيين في العالم في عام 2007. تعزو المنظمة هذا الانخفاض إلى انحسار عدد القتلى من الصحفيين داخل العراق حيث تم تسجيل سبع عشرة حالة فقط. غير أن المنظمة لاحظت أن ذلك لا يعني على الإطلاق أن ظروف عمل الصحفيين قد تطورت أو تحسنت حيث ما تزال الملاحقات والمضايقات والقيود المفروضة عليهم مستمرة وقائمة.
بين قتلى العام الماضي في العراق شهاب التميمي، نقيب الصحفيين العراقيين الذي هاجمته مجموعة مسلحة في شباط الماضي وأصابته إصابة خطيرة أدت إلى وفاته لاحقا في المستشفى.
الصحفي رعد الجبوري وصف الأوضاع التي يعيشها الصحفيون العراقيون والمخاطر التي قد يتعرضون لها:
( صوت الصحفي رعد الجبوري )

ولنستمع الآن إلى ما قالته إحدى الصحفيات لإذاعة العراق الحر:
( صوت صحفية )

الأوضاع الأمنية. تلك هي الكلمة المفتاح لكل هموم العراق وبضمنها هموم الصحافة. مع ذلك يشير بعض الصحفيين بالبنان إلى تطور هذه الأوضاع خلال عام 2008 مما ساهم في منحهم هامشا افضل من حرية الحركة. الصحفي عبد الجبار العتابي:
( صوت الصحفي عبد الجبار العتابي )

أحد الأحداث المهمة التي شهدتها الصحافة في عام 2008 انتخابات نقابة الصحفيين وما تبعها وما لحقها من جدال وما زالت بعض جوانب القضية معلقة أمام القضاء العراقي. هناك أيضا فشل مجلس النواب في اعتماد قوانين خاصة بالصحافة.
ومع ذلك، ومع كل ما يقال عن الأوضاع الأمنية وتأثيرها على عمل الصحفي، هناك أيضا قيود أخرى تتمثل في عدم استقلالية الصحافة وفي ولاءاتها الحزبية بشكل وبآخر وضغوط تمارس عليها للحد من حرية الصحفي وحتى من القضايا التي تتناولها الأقلام الجريئة.
أستاذ الصحافة هاشم حسن:
( صوت أستاذ الصحافة هاشم حسن )

الصحفي مؤيد الفرطوسي أكد أيضا وجود ما دعاه بالخطوط الحمراء التي لا يمكن للصحفي تجاوزها رغم انه حافظ على أمله في أن تتحسن الظروف بشكل اكبر في أحد الأيام:
( صوت الصحفي مؤيد الفرطوسي )

قيل الكثير على أية حال عن المخاطر التي تواجه عمل الصحفي في العراق. قيل الكثير أيضا عن القيود المفروضة عليه ولكن، ماذا عن فعلة الصحفي منتظر الزيدي الذي كان يعمل لفضائية البغدادية؟
في يوم الأحد الرابع عشر من كانون الأول حضر الزيدي مؤتمرا صحفيا لرئيس الوزراء نوري المالكي بالمشاركة مع رئيس الولايات المتحدة الزائر جورج بوش. الزيدي ما كان سيحضر المؤتمر لو لم يكن صحفيا غير انه قام فجأة وقذف الرئيس الزائر بفردتي حذائه أمام أنظار العالم كله.
( تسجيل الحادثة مع صوت منتظر الزيدي )

فعلة الزيدي طغت على كل أحداث الصحافة في العراق خلال عام 2008 حتى نسي البعض الشهداء والقتلى والسجناء من الصحفيين وتذكروا الزيدي فقط. المنطقة العربية شهدت تطبيلا وتزميرا وتشجيعا واسعا لموقف الزيدي. مواطن عراقي فسر دوافع هذا التطبيل بالشكل التالي:
( صوت مواطن )

مواطن آخر، لاحظ تناقضا في مواقف العرب إزاء ما يحدث في العراق وفي مناطق أخرى:
( صوت مواطن )

الصحفي عبد الجبار العتابي انتقد العرب أيضا وانتقد مواقفهم المعتمدة على معيارين:
( صوت الصحفي عبد الجبار العتابي )

ترى هل جاءت فعلة الزيدي انطلاقا من كونه صحفيا أم انطلاقا من كونه مواطنا عاديا يحمل مشاعر عداء للولايات المتحدة ممثلة برئيسها جورج بوش؟ لا يمكن معرفة الجواب على هذا السؤال لاستحالة طرح السؤال بشكل مباشر عليه. أيا كانت الدوافع على أية حال، الزيدي حضر المؤتمر الصحفي بصفته صحفيا ليأتي بفعلته التي اعتبرها البعض إهانة وشرا لحق بسمعة الصحفيين العراقيين بشكل خاص بل شكل إهانة أيضا لرئيس الوزراء نوري المالكي. لنستمع إلى هذا المواطن:
( صوت مواطن )

صحفي عراقي رأى أن فعلة الزيدي عززت من موقف الرئيس الأميركي في الواقع:
( صوت صحفي )

أستاذ الصحافة هاشم حسن، ختم بالقول إن القضايا الوطنية الكبرى لا تحل بهذه الطريقة على الإطلاق:
( صوت أستاذ الصحافة هاشم حسن )

مستمعي الكرام ونتابع الآن أوضاع الصحافة في إقليم كردستان على مدى عام 2008. معكم عبد الحميد زيباري:
أصدرت نقابة صحفيي كردستان تقريرها النصف السنوي الثاني لعام 2008 تتضمن مجموعة خروقات تعرض لها الصحفيون في اقليم كردستان وتتنوع ما بين الاغتيال والاختطاف والاعتقال والغرامات المالية او التهديد.
وأشار التقرير الى حالتين من الاغتيالات تعرض لها الصحفيون من اعضاء النقابة في كل من كركوك وبغداد وتعرض صحفيين الى الاصابات نتيجة الاعمال المسلحة في كركوك وتسع حالات من الاعتقالات واختطاف صحفي واحد في اربيل، مع سبع حالات من الاعتداء على الصحفيين وتعرض عشرة صحفيين الى التهديد مع تسجيل 18 دعوى قضائية ضد الصحفيين في كردستان وحالة واحد من محاولة اغتيال تعرض لها صحفي في مدينة السليمانية، وتغريم صحفي واحد بمبلغ مليون دينار عراقي وايقاف زاوية صحفي في احدى المجلات الكردية.
وفي تصريح لاذاعة العراق الحر طالب نقيب صحفيي كردستان فرهاد عوني من المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بمراقبة اوضاع الصحفيين في كردستان بالاعتماد على التقارير التي تصدرها النقابة عن الخروقات التي يترعض لها الصحفيون، مؤكدا انها تتضمن الموضوعية والحيادية في تسجيل الخروقات واضاف:
"هنالك مبالغة بالحوادث التي تحدث في كردستان بالاعتماد على اشخاص معينين فقط، لذا نرجو من كل المنظمات الاعتماد على نقابة الصحفيين كمصدر وحيد لأن لها لجنة تضم خمسة من اعضاء مجلس النقابة ويغطون جميع كردستان ويعدون تقاريرهم بمصداقية وموضوعية كامل والتقرير النصف السنوي للنقابة هو معتمد من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود."
الى ذلك اشار الصحفي ممتاز الحيدري هذه التقارير التي تتحدث عن الخروقات بحق الصحفيين لاتجدي نفعا كون العقل السياسي لايقبل بها واضاف في تصريح لاذاعة العراق الحر ان العقل السياسي الحاكم في كردستان ليس بالمستوى المطلوب لتقبل دور الصحافة في ممارسة دورها الرقابي ولهذا نرى ان هذا التقرير لايجدي نفعا.

وأكد ان الخروقات التي اشار اليها تقرير نقابة صحفيي كردستان التي ارتكبت بحق الصحفيين في كردستان ستستمر مستقبلا واضاف:
"الخروقات التي اشار اليها التقرير ستستمر لان عقلية المسؤولين في كردستان غير ناضجة لمعرفة اهمية دور الصحافة وتقبل النقد الاذع والنقد الهادف لتطوير المجتمع ومؤسساته السياسية والحكومية وكون التقرير جيدا ولكن سيبقى حبرا على ورق."

على صلة

XS
SM
MD
LG