روابط للدخول

خبر عاجل

تنوع المشهد السياسي خلال السنوات الماضية زاد من الوعي السياسي العراقي


عادل محمود – بغداد

ما الذي يمكن أن تتركه خمس سنوات محتدمة كتلك التي مرت على العراق منذ إسقاط الحكم السابق عام 2003؟ لا بد أنه الشيء الكثير. فالتعدد السياسي الذي دخل الساحة، والانفتاح الإعلامي، وتبني الانتخابات كطريقة لتحديد الخيارات السياسية، بالإضافة إلى الجدل السياسي المستمر بين القوى والأحزاب المختلفة، كل ذلك كان أشبه بورشة مر بها الوعي السياسي للإنسان العراقي. ورغم أن هذه الأعوام الخمسة كانت مملوءة بالعنف الذي لا سابق له، فإن هذا العنف نفسه، ودعم بعض الدول الخارجية له سياسياً ومادياً وإعلامياً، كان عنصراً آخر أضيف إلى رصيد التمييز بين الشعارات والأفعال، بين الحقيقة والدعاية.

العراقيون عموماً كثيراً ما يميلون إلى الجدل ولا سيما في الأمور السياسية، وغالباً ما يرى السائر في الشارع أو الجالس في المقهى، أشخاصاً يطلقون الآراء جزافاً وبطريقة الخبير العارف بكل شيء. والجهل السياسي الكبير الذي نجم عن خلو الحياة السياسية من أي تنوع خلال فترة حكم البعث، عزز كثيراً من ظواهر كهذه. اليوم ينحسر الجدل من هذا النوع إلى كلام عن متطلبات الحياة المعيشية، أو نقص الخدمات وبعض المظاهر اليومية.

أما إطلاق العبارات الرنانة والكلمات الكبيرة، فيبدو أنه أمر لم يعد يميل إليه الناس كثيراً. الفرز الكبير الذي حدث في الأوراق السياسية عامل آخر له تأثيره في زيادة الوعي السياسي
عند الناس أيضاً. فالكثير من القوى التي تحركت في الساحة كانت قوى جديدة أو غير معروفة أو مجربة، وتجربة الأعوام الخمسة الماضية فرزت إلى حد بعيد هذه القوى والأحزاب وأوضحت واقع كل منها. وهذا ما أعطى للمواطن حصانة إضافية ضد الشعارات الفارغة والادعاءات الكاذبة.

على صلة

XS
SM
MD
LG