روابط للدخول

خبر عاجل

وزيرا الدفاع الأميركي والعراقي يُشيدان بدور الجنرال بيتريوس وزيباري يعلن استعدادَ بغداد لبذل مساعٍ نحو إحياء المحادثات المعلّقة بين واشنطن وطهران


ناظم ياسين

استقبلَت بغداد الاثنين وزيرَ الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي وصلَ في زيارة مفاجئة وذلك قبل يوم واحد من مراسم نقل قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق من الجنرال ديفيد بيتريوس إلى نائبِهِ الليوتنانت-جنرال ريموند أودييرنو الذي سيُرقّى الثلاثاء إلى رتبة جنرال. لكن بيتريوس سوف يواصل الإشرافَ على العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان وذلك في إطار مهماته الجديدة كقائد للقيادة الوسطى الأميركية (CENTCOM) وهي القيادة العامة المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي.
وفي معرض الإشادة بالجنرال بيتريوس، قال غيتس للمراسلين الذين رافقوه على متن الطائرة التي أقلّته إلى العراق إنه أدى دوراً "تاريخياً"، على حد وصفه. أما وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم فقد نُقل عنه القول خلال احتفالية وداعية أقيمت في وزارة الدفاع العراقية إن الجنرال بيتريوس "سانَد الجيش العراقي في عدة طرق. وسوف تكون بصماته واضحة جداً في المستقبل، وسوف نتذكره"، على حد تعبيره.
يذكر أن الفترة التي أمضاها بيتريوس في العراق شهدت نشر قوات أميركية إضافية قوامها 30 ألفا في إطار ما عُرفت باستراتيجية "الزيادة" بالإضافة إلى تراجع العنف إلى أدنى مستوياته في العراق منذ ربيع عام 2004. وجاء وصول وزير الدفاع الأميركي إلى العراق في الوقت الذي أوشكت مفاوضات الاتفاقية الأمنية التي تجريها بغداد وواشنطن على الانتهاء، بحسب ما أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. ومن المفترض أن تحدد هذه الاتفاقية قواعد الوجود العسكري الأميركي في العراق بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة لبقاء القوات متعددة الجنسيات في البلاد في الحادي والثلاثين من كانون الأول المقبل.
كما تجئ زيارة غيتس في أعقاب التأكيدات الأميركية التي ورَدت على لسان الرئيس جورج دبليو بوش شخصياً خلال كلمته الإذاعية الأسبوعية السبت والتي قال فيها إن الولايات المتحدة ستواصل تقليص عديد قواتها القتالية في العراق كلما تحسّنت الأوضاع على الأرض هناك. وقد أكد بوش ذلك بعد بضعة أيام فقط من إعلانه بأن نحو ثمانية آلاف عسكري أميركي سوف يُسحَبون من العراق في مطلع العام المقبل ليصبح عديد القوات الأميركية هناك نحو 138 ألف. وكان غيتس صرح من جهته الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة أصبحت في مرحلة ما وصفَها بـ "نهاية اللعبة" في العراق لكن عليها التحرك بحذرٍ في عمليات خفض جنودها على الرغم من تصاعد التمرد في أفغانستان خلال الشهور الأخيرة.
وقبل ساعاتٍ من وصول غيتس في زيارته الثامنة إلى العراق منذ توليه وزارة الدفاع الأميركية في كانون الأول عام 2006، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري استعدادَ بغداد لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة وإيران بغية عقد جولة جديدة من المفاوضات ثلاثية الأطراف التي ضيّفتها العاصمة العراقية العام الماضي للبحث في سبل المساعدة في إنهاء العنف في البلاد.
وأضاف زيباري متحدثاً أمام مؤتمر أمني دولي ضيّفته جنيف الأحد إن "الحكومة العراقية يسعدها استئناف هذه المحادثات إذا كانت الظروف مؤاتية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
ولتحليل مغزى هذه التصريحات العراقية الجديدة التي أُطلقت قبيل وصول وزير الدفاع الأميركي إلى العراق، أجرت إذاعة العراق الحر مقابلةً مع محلل الشؤون الدولية عادل درويش الذي أجابَ أولا عن سؤال يتعلق باحتمالات عقد جولة رابعة من المحادثات الأميركية الإيرانية في بغداد.
(مقطع صوتي من المقابلة مع محلل الشؤون الدولية عادل درويش متحدثاً لإذاعة العراق الحر من لندن)

** *** **

في محور الشؤون البرلمانية، وفي إطار المساعي المستمرة للتوصل إلى حلول مرضيةٍ لجميع الأطراف في شأن انتخابات محافظة كركوك، يُتوقع أن تقدّم لجنتان برلمانيتان إلى مجلس النواب تقريرهما المشترك حول هذا الموضوع يوم الخميس المقبل. وقد جاء تكليفُ اللجنة القانونية ولجنة الأقاليم بهذه المهَمة بعدما حلّ رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني يوم السبت اللجنة البرلمانية الخاصة التي كانت تشكّلت لغرض التوصل إلى حلول توافقية لمسألة كركوك. التفاصيل في سياق التقرير الصوتي التالي الذي وافانا به مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد ليث أحمد:
"قرر رئيس مجلس النواب العراقي خلال جلسة المجلس ليوم السبت الماضي حلّ اللجنة البرلمانية التي تشكلت لغرض إيجاد توافقات بشأن انتخابات محافظة كركوك وإحالة الأمر إلى اللجنة القانونية ولجنة الأقاليم على أن تقدّما الحل يوم الخميس القادم. أطراف نيابية رحبت بهذا القرار لاسيما وأن أعضاء اللجنة السابقة لم تكن لديهم الصلاحيات الكافية لحسم الأمور الخلافية. وبهذا الصدد، يقول عضو كتلة الفضيلة محمد إسماعيل:
(صوت عضو كتلة الفضيلة محمد إسماعيل)
"قرار رئيس مجلس النواب بحل لجنة الضمانات الخاصة بقضية كركوك قرار مناسب وجيّد....."
ويجد عضو اللجنة القانونية سليم عبد الله الجبوري أن مشكلة كركوك وانتخاباتها لا يمكن أن تحل من قبل لجان لا يمتلك أعضاؤها صلاحيات وإنما من قبل قادة الكتل النيابية أنفسهم:
(صوت النائب سليم عبد الله الجبوري)
"الحقيقة أن هذه مشكلة هي اكبر من أن تحل من قبل لجان وأن من المهم أن ينتدب صنّاع القرار أنفسهم في هذه الفترة من الزمن....."
يذكر أن قرار رئيس مجلس النواب بحلّ اللجنة جاء عقب مطالبة بعض أعضائها بإدراج موضوع المادة 24 من قانون الانتخابات ما أدى إلى حدوث توتر بين التحالف الكردستاني والكتل الأخرى."

على صلة

XS
SM
MD
LG