المحافظات العراقية تفتقر إلى المؤسسات الثقافية

عادل محمود – بغداد

إذا كانت بغداد تمتلك بعض المؤسسات الثقافية التي تجعل من النشاط الثقافي ممكنا هنا أو هناك، فان معظم المحافظات تفتقر إلى الحد الأدنى من المتطلبات التي يمكن أن تعزز الحركة الثقافية فيها. كثير من الأسباب التي تحجم النشاط الثقافي موجودة في بغداد كما هي في المحافظات الأخرى، ولكنها في المحافظات تأخذ بعدا أكثر حدة. المؤسسات الثقافية العراقية عموما لا تعتمد على نفسها بالتمويل ولكن على إسهام الدولة في ذلك، والاهتمام بالثقافة والمثقفين من قبل الدولة هو الحجر الأساس الذي يمكن على أساسه النهوض بالواقع الثقافي. ولكن الحكومات المتعاقبة سابقا أو حاليا لم تهتم بالفعل الثقافي-هذا إذا كانت تهتم به أصلا-لأجل تنشيط هذا الفعل بقدر ما كانت تهتم به كواجهة إعلامية لتجميل وجهها. وإذا كانت بعض المحافظات كما في كردستان العراق تشهد استقرارا ملحوظا منذ وقت طويل، وهو ما أتاح لها الانتظام في نشاطها الثقافي كجزء من نشاطها العام، فان محافظات أخرى كمحافظة ديالى التي لا تزال ساخنة، لا تفتقر إلى النشاطات الثقافية وحسب، بل إنها تفتقر إلى أي نشاط ملحوظ على جوانب كثيرة بسبب تدهور الوضع الأمني فيها والآخذ بالتحسن التدريجي.