روابط للدخول

خبر عاجل

عزوف الكربلائيين عن القراءة يدفع أصحاب المكتبات إلى البحث عن بضاعة أكثر رواجا


مصطفی عبد الواحد – کربلاء

بينما شهدت الأعوام القليلة الماضية بعد التغيير السياسي اتساعا في مجالات تجارية عديدة في كربلاء، كتجارة الملابس والأغذية، والتحفيات والأثاث، إلا أن سوق الكتاب لم تشهد ذلك الاتساع، فبينما ازدادت أعداد المطاعم وباعة العصير والدهين والفلافل، ظلت المكتبات على حالها إن لم يترك بعض أصحابها العمل في مجال بيع الكتب ويحولون مكان المكتبة إلى محل لبيع أجهزة الموبايل ونغمات نانسي عجرم وكاظم الساهر.

حسين حسن وهو صاحب أحد المكتبات يشير إلى أن الإقبال على الكتب اقتصر بشكل لافت على الطلبة، وهؤلاء يعانون أيضا من افتقار المدينة إلى التنوع في عناوين الكتب واقتصارها على الكتب الدينية في الأغلب:
"الطلبة أكثر ما يميلون الى الكتب العلمية والإنسانية. ولكن أكثر المكتبات تبيع الكتب الدينية فقط."

يقول بعض المتابعين ومنهم المواطن عامر الشوك إن إقبال الكربلائيين على المطالعة واقتناء الكتب في السبعينيات كان أكبر منه اليوم، معللا ذلك بالظروف" التي كانت مهيأة أكثر في ذلك الوقت بينما هي اليوم صعبة ما يجعل العزوف يشكل ظاهرة" على حد قوله.
اللافت أن التراجع في مجال المطالعة لم يقتصر على الكتب، فباسم حسن وهو صاحب إحدى مكتبات بيع الصحف يشير إلى تراجع مبيعات الصحف أيضا:
"في الحقيقية عندما نعقد مقارنة بين عدد السكان في كربلاء وعدد الصحف التي ترد إليها وما يباع منها فالعدد قليل جدا وهذا يشير الى تراجع ثقافي وجفاف يؤسف له في مجال الثقافة."

ويرى المواطن عدنان الشر وفي أن تخلخل الأوضاع في مختلف المجالات وعدم توفر المناخ المناسب للمطالعة وأسباب أخرى كانت وراء تراجع الإقبال على القراءة واقتناء الكتب:
"أسباب عديدة تقف وراء عزوف الشباب عن القراءة بالإضافة الى أن للوضع الاقتصادي أيضا وقع على القارئ."

ويؤكد المواطن عدنان الشروفي أن الابتعاد عن القراءة يؤدي إلى خلل ثقافي كبير ينعكس على المجتمع كما يرى:
"قلة المطالعة والعزوف عن الكتاب تؤدي الى خلل كبير في المجتمع ثقافيا وسلوكيا واجتماعيا ويكون لها انعكاس سلبي ولمست ذلك من خلال عملي كمعلم لأكثر من 35 سنة."

اتجاه الناس نحو الماديات والاهتمام بالمظاهر سبب آخر ربما لم يشر إليه المتحدثون، فالشعور بأهمية القيمة العليا للثقافة تدنى بشكل واضح في أوساط المجتمع ألذي بات يقدر أصحاب الأموال والسيارات الحديثة والمنازل الفخمة أكثر من تقييمه لأصحاب العقول والأفكار البناءة والشهادات الدراسية. ولكن تبقى المسؤلية على عاتق الجميع في إعادة الروح إلى الكتاب والترويج لثقافة المطالعة.

على صلة

XS
SM
MD
LG