روابط للدخول

خبر عاجل

ملف استهداف المسيحيين في العراق


ديار بامرني

تشير تقارير بعض المنظمات الدولية تعرض الأقليات الدينية في العراق إلى التهديد بسبب موجة العنف الطائفي وتعرض تلك الأقليات ومنها الطائفة المسيحية إلى انتهاكات عديدة واستهدافهم المستمر من قبل الإرهابيين والجماعات والميليشيات المسلحة من تفجير للكنائس وتهجير العوائل وقتل رجال الدين وإجبارهم على اعتناق الإسلام او دفع الجزية. نسلط الضوء اليوم على تقرير كتبته )كاثلين ريدولفو( محللة الشؤون العراقية في إذاعة العراق الحر التي أشارت إلى هذه الانتهاكات و أسبابها وكيف تعاملت الجهات المحلية الدولية مع هذه المشكلة. سميرة علي مندي والمزيد من التفاصيل :

تقول المحللة السياسية كاثلين ريدولفو في تحليلها انه " خلال هذه السنة فقط تم تفجير عشر كنائس على الأقل وقتل رجلا دين إضافة إلى الاستهداف المستمر لمعتنقي الديانة المسيحية. يؤكد المسيحيون استهدافهم من قبل الإرهابيين بصورة لم يسبق لها مثيل وأعتبر البعض ذلك حملة إبادة جماعية تتم تحت بصر المسؤولين العراقيين والأمريكان. ورغم ان المسيحيين يشكلون 3% من سكان العراق لكن عدد المسيحيين العراقيين الذين هاجروا وهربوا من العراق يبلغ نصف المجموع الكلي للمرحلين والمهجرين من العراقيين حسب آخر إحصائيات جمعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتشير الأرقام إلى إن عدد المسيحيين في العراق الذي كان يقدر بما بين 800 ألف و مليون و200 ألف قبل 2003 وصل الآن إلى ما بين 700000 ألف إلى نصف مليون شخص.

وعلى غير ما تتميز به الطوائف الأخرى المسلمة من انتسابها الى عشائر وقبائل تحميها وتملك معظمها ميليشيات وجماعات مسلحة , لا يملك المسيحيون أي نوع من هذه الحماية بل اعتمدوا على القوات متعددة الجنسيات وقوات الأمن العراقية لحمايتهم لكنهم قالوا انها خذلتهم. ويؤكد البعض انه رغم الوعود التي قطعتها جهات حكومية وما وعد به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد مقتل رئيس الأساقفة (بولس فرج رحو) في مدينة الموصل بتوفير حماية اكثر للمسيحيين لكن تلك الوعود بقت مجرد أقوال لم تنفذ.

وكان أول هجوم كبير استهدف الطائفة المسيحية في آب 2004 عندما فجر تنظيم القاعدة في العراق 5 كنائس خلال نصف ساعة وكانت بداية للعمليات الإرهابية التي قام بها هذا التنظيم ضد المسيحيين. و أشار البعض إلى أن السبب وراء ذلك هو تدفق الجماعات التبشيرية المسيحية الغربية إلى العراق بعد سقوط نظام صدام. إذ إن دخول هذه الجماعات التبشيرية , وبدون علم الحكومة الأمريكية , وأقناعهم المسلمين اعتناق الديانة المسيحية اعتبرها العراقيون جزء من خطة الاحتلال التي قادتها الولايات المتحدة وبالتالي دفع المسيحيون ثمن ذلك لأسباب ليست لهم أي علاقة بها.

المحللة السياسية ذكرت في تقريرها ان الهدف الرئيسي لتنظيم القاعدة ومن خلال ما يسمى ب (دولة العراق الإسلامية) تأسيس دولة إسلامية على ارض العراق تلتزم بتطبيق الشريعة الإسلامية. وذكر بعض المسيحيين الذين تركوا العراق تعرضهم لضغوطات من قبل متمردين مسلمين (سنة وشيعة) لحملهم على اعتناق الإسلام أو ترك العراق. ومع زيادة نفوذ تنظيم القاعدة من خلال دولة العراق الإسلامية لاحقا, شوهدت في بعض مناطق بغداد والتي يقطنها المسيحيون ملصقات تدعو النساء المسيحيات إلى ارتداء الحجاب. وفي عام 2007 ذكرت تقارير هروب اكثر من 200 عائلة مسيحية من منطقة الدورة في بغداد يحملون معهم ملابسهم فقط تاركين كل شيء خلفهم.

موجة العنف هذه ازدادت خلال السنة الأخيرة خاصة بعد الحملة التي قامت بها الجماعات الشيعية التي يقودها رجل الدين مقتدى الصدر وجناحه العسكري (جيش المهدي) حيث قامت هذه الميليشيا بحملة دموية ضد المسيحيين في محافظة بغداد والبصرة ومنذ عام 2004, أجبرت نتيجتها العديد من العوائل على ترك منازلها كما استهدف وفجر هؤلاء محلات بيع المشروبات الكحولية وصالونات التجميل إضافة إلى دفع الجزية كضريبة فرضت عليهم حتى يسمح لهم بالبقاء في منازلهم. وكانت من بين هذه الأحداث إجبار هذه الميليشيا امرأة مسيحية في بغداد عام 2005 على ارتداء الحجاب او يكون مصيرها الموت وإعدامها.

العشرات من الكنائس تم تفجيرها ومئات المسيحيين قتلوا لكن عمليات خطف المسيحيين وطلب الفدية أصبحت لاحقا وسيلة إكراه جديدة لتلك الميليشيات وسلاحا لاضطهاد هذه الطائفة. المسيحيون الذين لم يهربوا خارج العراق , نزحوا وهجروا داخليا والجزء الأكبر منهم استقر في المحافظات الشمالية. مراقبون يذكرون أن من تبقى من المسيحيين في مدن جنوب العراق قد يضطرون الى ترك ديانتهم واعتناق الإسلام لكي ينجوا من عواقب عديدة.
وذكر تقرير نشرته الوكالة الآشورية الدولية للأنباء في أيار 2007 , ان دولة العراق الإسلامية قررت استملاك الدور السكنية لعدد من العوائل المسيحية التي تسكن منطقة الدورة. أحد سكنة المنطقة كتب في رسالة بعثها الى الوكالة " استملاك الدور السكنية استمر طوال الأسبوع الماضي (ايار 2007) وقد بدأ قبل عيد القيامة. طلبنا المساعدة من الجهات العراقية والسفارة الأمريكية لكن يبدوا انهم غير مهتمين لأنهم لم يعملوا أي شيء. لا الأمريكيين ولا العراقيين كان لهم أي نشاط للحد من هذه الظاهرة ويبدو انهم سلموا منطقة الدورة الى الجماعات المسلحة. وقبل هذا كله وضعت القوات الأمريكية بعض وحداتها في احدى الكنائس القريبة لتزيد من كره المسلمين للمسيحيين حيث بهذه الطريقة أعتبر هؤلاء , المسيحيين حلفاء للأمريكيين وبالتالي ازدادت الأمور سوءا".

التقرير أضاف أن مسلحا سعوديا أجبر المسيحيين من سكنة منطقة الدورة على دفع جزية قدرها 50000 دينار عراقي في حين كانت دولة العراق الإسلامية تأمر المسيحيين بدفع جزية قدرها 25000 الف دينار عراقي شهريا مقابل البقاء في منازلهم. تقارير أخرى أشارت إلى أن الذين تركوا منطقة الدورة كان عليهم دفع مبلغ 200 دولار أمريكي كرسوم مغادرة لكل شخص ومبلغ 400 دولار لكل سيارة تخرج.

وفيما يتعلق وتعامل الدول الغربية مع هذه المشكلة تقول المحللة السياسية كاثلين ريدولفو ان بعض الدول الأوربية اتخذت سياسات احترازية لحماية المسيحيين وتضيف في تقريرها " ان المسؤولين الألمان والفرنسيين بدءوا يهتمون بموضوع اللاجئين المسيحيين العراقيين خلال الأسابيع الماضية مشيرين الى انهم سيطلبون من دوائر الهجرة الإسراع في قبول طلبات اللاجئين المسيحيين العراقيين وتفضيلها على غيرها. وزير الخارجية الفرنسي ذكر الشهر الماضي ان فرنسا ستعطي حق اللجوء لأكثر من 500 لاجئ عراقي من الطائفة الكلدانية. لكن بطريارك الكلدان (عمانؤيل دلي) الثالث ذكر ان منح اللجوء للعراقيين ليس الحل بل المطلوب هو حل القضية العراقية وعودة الأمن ليتمكن الجميع من العودة بدلا من توفير السكن للمسيحيين في اوروبا وتسولهم في شوارعها.

من جانبه ذكر وزير الداخلية الألماني ان ألمانيا قد تتمكن من استضافة اكثر من 30000 ألف مسيحي عراقي لاجئ وطالب أوروبا بتقديم المساعدة أيضا للمسيحيين باعتبارهم يعتنقون نفس الديانة ولهم نفس التقاليد. الوزير ذكر ان تواجدهم هنا سيكون مؤقتا وعلى اللاجئين العودة بعد استقرار الأوضاع وانتهاء موجة العنف الطائفي.

ودعت إحدى المنظمات الكندية الحكومة الى اتخاذ تدابير خاصة لاستقبال لاجئين مسيحيين عراقيين. الحكومة الكندية كانت قد وافقت على منح اللجوء لأكثر من الفي لاجئ عراقي لكنها أكدت إنها لن تتخذ أي إجراءات خاصة من اجل قبول المسيحيين. الولايات المتحدة الأمريكية أيضا أكدت انه ليست هناك أي معاملة خاصة بالنسبة للمسيحيين وانها وافقت على منح اللجوء لأكثر من اثني عشر ألف عراقي.

التقرير يخلص الى القول ان هناك جدل ونقاش مستمر حول سياسة تفضيل أي جماعة واعتبارها سياسة احترازية , اذ على الرغم من أهمية اتخاذ بعض الخطوات لحماية المسيحيين العراقيين الذين عاشوا في العراق منذ القدم لكن تفضيلهم ومنحهم تأشيرات الدخول وتوزيعهم على تلك الدول ليست الطريقة الأفضل. ان قرار بعض الدول بتفضيل المسيحيين العراقيين قد يكون له مردودات عكسية خاصة بالنسبة للمسيحيين الذين يعيشون في العراق اذ سيتم استهدافهم حتما بسبب هذه السياسة اكثر من ذي قبل.


ولتسليط المزيد من الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون العراقيون , البرنامج أجرى هذا الحوار مع السيد (يونادم كنا – عضو مجلس النواب العراقي – رئيس الحركة الديمقراطية الآشورية) الذي أكد إن موجة العنف هذه لها أبعاد دينية وسياسية ووجه اللوم إلى الحكومة لإقصائها المسيحيين من العملية السياسية والتي كانت السبب السبب في استهدافهم من قبل جماعات عدة. (كنا) أعتبر تعامل بعض الدول الغربية مع المسيحيين هو لخدمة مصالحها و اجندتها السياسية لا غير, مطالبا تلك الدول مساعدة العراق والعمل على عودة الأمن والاستقرار ليتسنى لكل العراقيين العودة :

(لقاء مع السيد (يونادم كنا – عضو مجلس النواب العراقي – رئيس الحركة الديمقراطية الآشورية)

في الختام شكرا للمتابعة وهذه تحية من معد ومقدم البرنامج ديار بامرني.

********

البرنامج يرحب بكل مشاركاتكم وملاحظاتكم, يمكنكم ألكتابه على ألبريد ألألكتروني : bamrnid@rferl.org

أو الأتصال بالرقم (07704425770) وترك رسالة صوتية على جهاز الرد الآلي, أو إرسال رسالة مكتوبة عن طريق الهاتف النقال (الموبايل) وعلى الرقم نفسه راجين ترك الاسم ورقم الهاتف للاتصال بكم لاحقا.

(حقوق الإنسان في العراق) يأتيكم في المواعيد التالية :

كل يوم أثنين في نهاية الفترة الثانية من البث المسائي (الربع الأخير من الساعة السابعة مساءا حسب توقيت بغداد) ويعاد مرتين في البث الصباحي لليوم التالي (الربع الأخير من الساعة السادسة صباحا والحادية عشرة صباحا حسب توقيت بغداد). البرنامج يعاد أيضا كل يوم جمعة في نهاية الفترة الرابعة من البث المسائي (الربع الأخير من الساعة العاشرة مساءا حسب توقيت بغداد) ويعاد مرتين في البث الصباحي لليوم التالي.

يمكنكم الإستماع إلى البرنامج (بالأضافة الى البرامج القديمة – الأرشيف) على موقع أذاعة ألعراق ألحر :www.iraqhurr.org

أذاعة العراق الحر تبث برامجها على موجات الـ(FM) :

102.4
في بغداد
105 في البصرة
88.4 في السليمانية
108 في اربيل
104.6 في الموصل
96.8 في كركوك
93.6 في السماوة
101.6 في الناصرية
بالأضافة الى موجة متوسطة بذبذبة مقدارها 1593 كيلوهيرتز

على صلة

XS
SM
MD
LG