روابط للدخول

خبر عاجل

الرئيس الإيراني في بغداد والرئيس الأميركي يقول إن على حكومة العراق إبلاغ طهران بوقف تسليح جماعات مسلّحة عراقية


ناظم ياسين

فيما أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عشية زيارته الأولى إلى بغداد رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع العراق قال الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش السبت إنه ينبغي على الحكومة العراقية أن تستخدم هذه الزيارة لإبلاغ طهران بأن عليها وقف تسليح جماعات مسلّحة عراقية وأن تصرّ على "فترة لالتقاط الأنفاس" للسماح بتطور الديمقراطية.
الرئيس الإيراني وصل إلى بغداد الأحد في زيارة رسمية تستغرق يومين ليصبح أول رئيس إيراني يزور العراق منذ الثورة الإسلامية في عام 1979 والحرب التي خاضها البلدان بين عامي 1980 و1988 وأسفرت عن سقوط نحو مليون قتيل.
وذكر مراقبون أن الولايات المتحدة التي تنشر نحو 150 ألف جندي في العراق ستتابع الزيارة عن كثب.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها السبت، قال بوش في مؤتمر صحافي في مزرعته بولاية تكساس إن هناك حاجة لإجراء محادثات عراقية-إيرانية لأن الدولتين جارتان. لكنه قال إن العراق ينبغي أن يبعث برسالة واضحة.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة رويترز للأنباء عنه القول إن "الرسالة يجب أن تكون .. توقفوا عن إرسال معدات متقدمة تقتل مواطنينا"، بحسب تعبير بوش.
وأضاف الرئيس الأميركي "والرسالة سوف تكون أننا نتفاوض على اتفاقية أمن طويلة المدى مع الولايات المتحدة لأننا على وجه الدقة نريد فترة كافية لالتقاط الأنفاس لكي تتطور ديمقراطيتنا"، على حد تعبيره.
يشار إلى أن واشنطن تتهم طهران بتزويد جماعات مسلحة متشددة في العراق بالأسلحة التي تشمل قنابل خارقة للدروع تُزرع على جانب الطرق لمهاجمة القوات الأميركية. ومن جهتها، دأبت إيران على نفي ذلك الاتهام قائلةً إن عدم استقرار العراق يُعزى إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في آذار 2003 واستمرار الوجود العسكري الأميركي هناك.

** *** **

نبقى في محور الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى العراق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أكد الأحد إثر اجتماعه مع نظيره العراقي جلال طالباني أن بلاده "تريد تعزيز العلاقات القوية والممتازة" أصلا مع العراق، بحسب تعبيره.
ووصف المحادثات التي أجراها مع طالباني بأنها "إيجابية للغاية" مضيفاً أن الزيارة تستهدف "توطيد العلاقات الممتازة" وتطوير العلاقات "في مجالات سياسية واقتصادية".
كما نُقل عنه القول "يبدو أن العراق يمر بظروف حرجة لكن حسب معرفتنا بالشعب العراقي نعتقد أن لديه استعدادات طبيعية وإنسانية هائلة فهو عريق بالثقافة والحضارة وسيتمكن من تخطي هذه المرحلة الحرجة"، بحسب تعبير أحمدي نجاد.
من جهته، رحب طالباني بالزيارة التي وصفها بالتاريخية مؤكداً أهمية العلاقات المتينة بين العراق وإيران في مختلف المجالات.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية العراقية بأن طالباني أشار أيضاً إلى ظهور الفرصة التاريخية أمام الشعب العراقي لاختيار ممثليه الشرعيين في انتخابات ديمقراطية اشترك فيها أكثر من اثني عشر مليون مواطن لاختيار ممثليه في مجلس النواب وبناء حكومته ومؤسساته.
وفي بيانٍ لاحق تلقت إذاعة العراق الحر نسخة منه، أفاد المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية بأن جلسةَ مفاوضاتٍ عُقدت ورأسَها عن الجانب العراقي طالباني بحضور نائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ووزراء الخارجية والمالية والنفط والكهرباء والتجارة والصناعة بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي وعدد من المستشارين والمسؤولين.فيما رأسَها عن الجانب الإيراني أحمدي نجاد وشارك فيها نائبه ووزراء الخارجية والكهرباء والاقتصاد والمالية وعدد من المسؤولين الإيرانيين. وجرى البحث في مجالات التعاون الثنائي على الأصعدة السياسية والأمنية والنفطية والصناعية والاقتصادية والثقافية، كما جرى الحديث عن القرض الإيراني الميسّر المقدّم للعراق.
وقال البيان إن الطرفين جددا في محادثاتهما "التأكيد على الروابط التاريخية بين الشعبين الجارين وضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية"، بحسب تعبيره.
وكان نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي صرح السبت بأن العراق يريد استغلال زيارة أحمدي نجاد لحلّ عددٍ من النزاعات القائمة مع إيران منذ فترة طويلة بما في ذلك ترسيم حدودهما المشتركة، بحسب ما نقلت عنه رويترز.
لكن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني صرح في طهران الأحد بأن بلاده لن تعيد التفاوض في شأن اتفاقية الجزائر الحدودية الموقّعة في عام 1975 مع العراق.
فيما ذكر نائب وزير الخارجية الإيراني علي رضا شيخ عطار أن أحمدي نجاد سيوقّع بين خمسة وعشرة اتفاقات خلال الزيارة.
ونُقل عن مسؤولين أميركيين في بغداد أنهم لن يلعبوا أي دور خلال زيارة أحمدي نجاد وأن الجيش الأميركي لن يشارك في حمايته أثناء تجوّله. وأُفيد بأنه عندما توجّه الرئيس الإيراني إلى مطار بغداد الدولي تولّى مراقبون جويون عراقيون توجيه طائرته.

** *** **

في محور الشؤون الإنسانية، جدّد بابا الفاتيكان الأحد مناشدةَ خاطفي رئيس أساقفة الموصل المطران بولص فرج رحو الإفراج عنه فوراً.
وقال البابا بنديكت السادس عشر أمام حشدٍ من المؤمنين الكاثوليك الذين يتوافدون من أنحاء العالم على ساحة القديس بطرس كل أحد للقاء الحبر الأعظم قال إنه يشارك في الدعوة التي وجّهها بطريرك الكلدان في العالم الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي من أجل الإفراج عن رحو الذي ذكر أيضاً أنه في صحة سيئة.
وكان الكاردينال دلي وجّه نداءً إلى العراقيين كي يعملوا ما بوسعهم من أجل الإفراج عن المطران رحو الذي خطفه مسلحون مجهولون في حي النور في مدينة الموصل بعد خروجه من الكنيسة مساء الجمعة. وقُتل في الهجوم سائق المطران وأحد مرافقيه فيما أصيب ثالث بجروح خطيرة.
من جهته، استنكر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستافان دي مستورا استمرار عمليات الخطف والقتل واستهداف الأقليات الدينية. ونقل بيان لمكتب المنظمة الدولية في بغداد عنه القول:
"إنه لمن المروّع أن تستمر هذه الهجمات ضد طوائف عاشت مع بعضها في سلام في شمال العراق طوال قرون من الزمن."
كما حضّ دي مستورا السلطات العراقية على المساعدة في حماية حقوق الأقليات وهويتهم الدينية مذكّراً أن حادثة اختطاف المطران رحو "ما هي إلا أحدث حلقة في سلسلة قتل واختطاف وتهجير أفراد الطائفة المسيحية وغيرها من الطوائف في العراق"، بحسب تعبيره.
وكانت هيئة علماء المسلمين دعت من جهتها خاطفي المطران رحو إلى إطلاق سراحه قائلةً إن خطفه يسهم في تفتيت وحدة العراق "ويدق إسفينا بين مكوّناته الطبيعية."
ونُقل عن الهيئة قولها في بيانٍ أصدرته السبت إن "أبناء الديانة المسيحية جزء من مكوّنات الشعب العراقي ولهم في هذا البلد حقوق مثل غيرهم من أبناء الوطن"، بحسب تعبيرها.
وفي تصريحٍ خاص أدلى به عبر الهاتف لإذاعة العراق الحر، أكد الشيخ محمود الصميدعي إمام وخطيب جامع أم القرى في بغداد أكد أن الإسلام لا يقرّ عمليات الخطف، مضيفاً القول:
(صوت الشيخ محمود الصميدعي)
"الإسلام لا يقرّ هذه الأفعال ولا يرضى هذه الأفعال، نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام يقول للذميين الذين هم من أمثال هذا الرجل وغيره لهم ما لنا وعليهم ما علينا.......الإسلام يقول لا إكراه في الدين...فهذا الاختطاف لمثل هؤلاء الناس أمر مخالف لشريعة الإسلام ومخالف لتعاليم القرآن ومخالف لتوجيهات النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وينظر الإسلام إلى هذه العصابات بأنها عصابات لا تريد الاستقرار للعراق وتريد النيل من سمعة الإسلام ومن بيضته الناصعة."

وفي متابعةٍ لهذا الموضوع، التقى مراسل إذاعة العراق الحر في السليمانية أحمد الزبيدي بوكيل البطريرك الأب دنحا حنا توما ووافانا بتصريحاته التي أكد فيها أن المسيحيين العراقيين في شمال البلاد يحظون بحرية تامة في ممارسة الشعائر الدينية.
(تقرير صوتي من السليمانية)

** *** **

أخيراً، وفي محور شؤون اللاجئين، أشارت إحصائيات مبدئية أن الولايات المتحدة قبلت 444 لاجئا عراقيا في شهر شباط بزيادةٍ عن العدد الذي سُجّل في كانون الثاني وهو 375 لاجئا ولكن أقل من السرعة المطلوبة للوفاء بهدفها وهو قبول 12 ألف لاجئ كل عام. وفي إعلانه ذلك، قال كبير منسّقي شؤون اللاجئين العراقيين في وزارة الخارجية الأميركية جيمس فولي السبت إن أرقام شباط رفعت عدد اللاجئين العراقيين الذين تم قبولهم في الولايات المتحدة إلى 1876 منذ السنة المالية 2008 للحكومة الأميركية والتي بدأت في مطلع تشرين الأول الماضي.
وأفادت رويترز في تقريرٍ لها من واشنطن بأن عدد اللاجئين العراقيين الذين قبلتهم الولايات المتحدة في السنة المالية 2007 بلغ 1608 أي بزيادة 202 عن العام السابق.
ونقلت عن فولي قوله أيضاً إن أرقام شباط على الرغم من أنها تمثّل تحسّناً عن كانون الثاني فإنها تعكس عدد المقابلات التي أُجريت مع طالبي اللجوء في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة المالية 2008، أي بين تشرين الأول وكانون الأول الماضيين. وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى زيادة عدد المقابلات إلى المثلين خلال الربع الثاني وزيادتها بشكل أكبر في الربع الثالث.

على صلة

XS
SM
MD
LG