روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحف الأميركية


طارق سلمان

اهتمت الصحف الأميركية الصادرة في 20 كانون الأول الجاري بالشأن الأمني في العراق. فصحيفتا (وول ستريت جورنال) و(لوس أنجليس تايمز) تناولتا التحسن الأمني في بغداد والإجراءات السياسية التي ينبغي أن ترافقه من أجل تسهيل مهمة انسحاب القوات الأميركية.

إثر زيارته العراق واطلاعه على الأوضاع هناك كتب الجنرال ماككافري المتخصص بالشؤون الأمنية الدولية مقالا في صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية جاء فيه: إن الأوضاع الأمنية على الأرض قد تغيرت مقارنة بما كانت عليه قبل عام. إذ انحسرت موجة السيارات المفخخة، وأعمال العنف الطائفي، والهجمات على القوات الأميركية وقوات الجيش والشرطة العراقية. كما أن الهجمات بالصواريخ والعبوات الناسفة التي تشنها الميليشيات الشيعية انخفضت هي الأخرى بشكل ملحوظ. إضافة إلى ذلك تراجعت نسبة أعداد المتسللين الأجانب إلى الأراضي العراقية عبر الحدود مع سوريا. ويستنتج الكاتب أن تنظيم القاعدة قد انهزم في شوارع بغداد ومحافظة الأنبار، على الأقل من الناحية التكتيكية، فالطرف السني بدأ يدرك أن القاعدة روعت مناطقهم بفهم متطرف للإسلام. كما أن السنة بدأوا ينتبهون إلى أن الأميركان سوف يغادرون البلاد في النهاية عندها سيجدون أنفسهم معزولين ولا تسعفهم مشاركة بسيطة في الجيش العراقي أو الشرطة، المؤسستين اللتين يسيطر عليهما الشيعة والأكراد. فأسلوب الصحوة الذي تبنوه بدأت نتائجه تتضح عبر انضمام المزيد من عناصر الصحوة إلى الجيش والشرطة وتشكيل حراس الأحياء الذين يقدمون معلومات استخبارية مهمة أضافة إلى اضطلاعهم بحماية أمن مناطقهم. ومن العوامل المهمة التي ساهمت في تحسين الوضع الأمني التي يشير إليها الكاتب في صحيفة (وول ستريت جورنال) هو القرار الخاص بتجميد جيش المهدي الأمر الذي جعل الأمن ممكنا في العديد من المدن. ويرى الكاتب أن المفتاح الأساسي لكسب الحرب في حال انسحاب القوات الأميركية هو بناء قوات أمنية عراقية مزودة بمعدات ومدربة جيدا إضافة إلى قيادة تحفظ النظام الداخلي. ويستنتج الکاتب أنه بدون أمن المواطنين لن تكون هناك مصالحة.

** *** **

أما صحيفة (لوس أنجليس تايمز) فكتبت تقول إن الجيش الأميركي يبني جدرانا عازلة بين الأحياء السنية والشيعية الأمر الذي حوّل العاصمة بغداد إلى نسخ من المنطقة الخضراء. والهدف من ذلك هو جعل التعاون والتنسيق صعبا بين الميليشيات المسلحة والمتمردين وفرق الموت. ومع التحسن في الوضع الأمني بدا وكأن سياسة العزل قد نجحت إلا أن الكثير من المواطنين غير راضين على سياسة الجدران. صحيح أن مستويات العنف قد انخفضت بسبب زيادة عديد القوات الأميركية والأساليب الجديدة التي اتبعت في التعامل مع المتمردين، لكن العنف انخفض أيضا بسبب أن عملية التطهير العرقي اقتربت من الاكتمال، فالسنة طردوا من الأحياء الشيعية، والشيعة طردوا من الأحياء السنية، والأكراد استعادوا مناطقهم التاريخية ولم يبق إلا أقليات صغيرة أزيحت جانبا. كل ذلك جرى أمام عيون الجيش الأميركي.

صحيفة (لوس أنجليس تايمز) تضيف أن الجدران العازلة ساهمت في وقف عمليات تطهير عرقي جديدة لكن الإدارة في واشنطن ما تزال تتحدث عن عراق موحد وحكومة مركزية ومصالحة وطنية. الواقع أن واشنطن نجحت في تأجيل العنف بسبب التخلي عن المصالحة وقبول الفصل الطائفي كواقع حال جديد.

على صلة

XS
SM
MD
LG