روابط للدخول

خبر عاجل

جولة في الصحف المصرية عن الشأن العراقي ليوم السبت 8 كانون الاول


احمد رجب – القاهرة

لا جديد بالنسبة للصحفيين فهم ينقلون من العراق كل يوم نفس الكلام تقريبا، هكذا يقول الكاتب المصري محمد العزبي في صحيفة الجمهورية، والعزبي واحد من كبار الكتاب المصريين المخضرمين عمل في الصحافة قبل الثورة المصرية عام 1952، وبعد الثورة، وهو واحد من الجيل الذي أسس صحيفة الجمهورية التي بدأت معبرة عن الثورة المصرية وتوجهاتها، العزبي في مقاله يبدي إعجابه بقصة نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية من مراسلها في بغداد جاك شارميلو" عن دكان ترزي قديم اسمه "قادر ناصر صادق" جعل من جدران الدكان سجلا بالصور لحياته وتاريخ العراق المتقلب. بحيث لم يعد هناك مكان على الحائط لأمل جديد. يضيف الكاتب المصري ... لقطات قديمة وقصاصات صحف لم تعد تصدر تسجل ما جري طوال خمسين عاما منذ بدأ الترزي عمله في قلب العاصمة العراقية ويقولون بأنه أقدم دكان للخياطة. صاحبه لا يعرف القراءة والكتابة. ولكن لديه اهتمام وإحساس متدفق لم يترك مكانا على جدران دكانه لمزيد من الصور والقصاصات. افتتحه عام 57 بإيجار خمسة دنانير في الشهر.. كل شيء يتغير حتي وصل الإيجار إلى خمسة وثلاثين ألف دينار وهو ما يساوي اليوم أقل من ثلاثة دولارات. من أول يوم بدأ اختيار الصور التي يزين بها الدكان. وكانت لسياسيين وفنانين ومطربين. وطبعا صورته شابا في بذلة أنيقة من تفصيله. كانت أفضل أيامه عندما قامت الثورة بعد عام واحد من افتتاحه الدكان وتولى الكولونيل "عبد الكريم قاسم" حكم العراق بعد سقوط الملكية.. لا ينسي حادثا هاما وقع على بعض خطوات منه حيث حاول الشاب "صدام حسين" اغتيال "قاسم". وقد شارك "قادر" الترزي في إخراجه من سيارته ونقله إلى المستشفي.. ومن بين الصور التي احتفظ بها صورة "عبد الكريم قاسم" على سريره بالمستشفي ومن حوله الأطباء في ثيابهم البيضاء. بعد أربع سنوات نجح انقلاب عسكري ضد "قاسم" الذي قتل.. ولقد حزن عليه. كما حزن لموت أخته علياء في حادث سيارة وكانت مغنية. وضع صورتها أيضا على جدران الدكان. ظل يجمع صور الأحداث والأبطال الذين يحبهم ومعهم زوجته "نرجس" وأطفاله الأربعة وقد أصبحوا رجالاً انفصلوا عنه بحيث لم يبق على جدرانه مكان للذكريات.. أو ربما لم تعد هناك ذكريات تستحق التسجيل سوي صورة واحدة تتكرر للموت والخراب ووقف الحال. إذ اختفي الزبائن لا يقبل كثيرون على تفصيل البدل ليس فقط لظروف الحرب والفقر وعدم الاستقرار. وإنما أيضا لارتفاع الأسعار.. وغزو البدل الصينية الجاهزة للأسواق! تقدم العمر بعم "قادر" وانفض الزبائن. وأصبح الدكان أقرب لمتحف صغير للفرجة ولتسجيل بعض الأحداث المهمة التي شهدها العراق من وجهة نظر الترزي العجوز! كما يقول الكاتب المصري في صحيفة الجمهورية محمد العزبي.

على صلة

XS
SM
MD
LG