روابط للدخول

خبر عاجل

هل حققت الولايات المتحدة تقدما في حربها على الإرهاب بعد مضي ست سنوات على أحداث 11 أيلول ؟


أياد الكيلاني

في الأشهر التالية لاعتداءات الحادي عشر من أيلول ادعت الولايات المتحدة بأنها حققت النجاح في مقاتلة تنظيم القاعدة، فلقد ساهمت القوات الأميركية في إطاحة (طالبان) وفي تدمير قواعد التدريب الذي كان ذلك النظام الإسلامي قد سمح للقاعدة بتشغيلها في أفغانستان. كما تم القبض على مساعدين رئيسيين لأسامة بن لادن، من بينهم (خالد الشيخ محمد) العقل المدبر المزعوم وراء اعتداءات أيلول. ولكن – وبعد مضي ست سنوات على تلك الهجمات – تبدو القاعدة ومن يتعاطف معها حول العام وهم يزدادون قوة، برغم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة على عدة جبهات في الحرب التي تقودها على الإرهاب، كما يوضح لنا مراسل إذاعة العراق الحر في التقرير التالي:

- في يوم مشمس من ربيع عام 2003 أعلن الرئيس جورج بوش بكل ثقة أن الولايات المتحدة باتت تحقق تقدما رئيسيا في حربها ضد شبكة القاعدة الإرهابية. جاء ذلك أثناء ترحيبه بالرئيس الباكستاني (برويز مشرف) في منتجع (كامب ديفيد)، وهو متمتع بالتأييد الشعبي الأميركي له بعد مضي أسبوعين على إطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد.
ومضى بوش – الذي كان يتحدث في 30 نيسان - إلى التذكير بالقبض قبل شهرين على خالد الشيخ محمد في باكستان، الأمر الذي وصفه بوش بأنه مجرد أحدث مرحلة ضمن سلسلة من الاعتقالات لكبار الإرهابيين المشتبه بهم، حين قال:

(صوت Bush)

بفضل الدور القيادي للرئيس مشرف على جبهة القاعدة، لقد تم تفكيك أهم المنفذين التابعين للقاعدة. وإذا لم يزل أسامة بن لادن حيا – ويمكن للرئيس مشرف التعليق على ذلك إذا شاء – فإن كبار المسئولين أمامه، أي كبار المنفذين من أمثال خالد الشيخ محمد، لم يعودوا يشكلون تهديدا على الولايات المتحدة ولا على باكستان.

- غير أن المراسل ينبه إلى أن السنوات الأخيرة شهدت القاعدة وقد تبنت قادة جدد لها ليحلوا محل الأقدم منهم، ومواصلة هذه الشبكة الإرهابية – ومعها جماعات إسلامية تعتبرها مصدر إلهام لها – تنفيذ هجمات ملفتة حول العالم، من مدريد إلى لندن واسطنبول، وإلى العراق ولأفغانستان والجزائر.
وينقل المراسل عن مدير الأبحاث بكلية الدفاع الوطنية السويدية Magnus Ranstrop رده على سؤال حول وضع القاعدة بعد مرور ست سنوات على اعتداءات أيلول بقوله:

(صوت Ranstrop)

دون شك، إنها أقوى بكثير – أقوى بأضعاف مضاعفة – عما كانت.

ويوضح المراسل بأن Ranstrop هو أحد الخبراء الدوليين فيما يتعلق بإرهاب الإسلاميين وينقل عنه أن في الوقت الذي شهدت فيه السنوات الست الأخيرة نجاحات مهمة في مكافحة القاعدة، إلا أن التهديد الذي يمثله الإرهاب الإسلامي بشكل عام قد ازداد، الأمر الذي تؤيده الأرقام البيانية لدى وزارة الخارجية الأميركية. ففي استعراضها السنوي للإرهاب العالمي أكدت الوزارة بأن عدد الهجمات الإرهابية حول العالم زادت بنسبة 25% خلال عام 2006 الذي شهد 14 ألف هجوما، معظمها في أفغانستان والعراق، وهي هجمات أودت بحياة 20 ألف شخص، قتل ثلثاهم في العراق.
ويتابع Donovan في تقريره بأن Ranstrop - شأنه شأن العديد من المحللين – يعتبر الحربين التين تقودهما الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وسيلتين لجذب المتطوعين إلى صفوف المتشددين الإسلاميين، ما ساهم في تنمية الدعم والتأييد للقاعدة ولأمثالها من الجماعات في العالم الإسلامي وفي أوروبا التي يسكنها ملايين المسلمين.
ويشير Ranstrop إلى الجزائر حيث قتل ما يزيد عن 50 شخصا في تفجيرات انتحارية تبناها جناح القاعدة في شمال أفريقيا، وإلى لبنان حيث أسفرت مجابهة بين جماعة فتح الإسلام والجيش اللبناني عن مقتل 300 شخصا، ويتابع قائلا:

(صوت Ranstrop)

في المنطقة ذاتها، أي في الشرق الأوسط، يزداد الوضع تعقيدا واضطرابا، وما يزال العراق يجذب موارد القاعدة. ولدينا جماعات أخرى، كما شاهدنا في لبنان، حيث تشير جماعة فتح الإسلام إلى استمرار الجماعات المحلية في إظهار وجودها. وفي الجزائر، أسفر إعادة تنظيم للقاعدة في شمال أفريقيا عن تأكيد حضوره هناك.

- غير أن Ranstrop ينبه أيضا إلى أن اعتقال زعماء القاعدة، وما صاحب ذلك من تحسينات كبيرة أجرتها الحكومات الغربية في تدابيرها الأمنية نجحت في إعاقة القدرات الإجمالية للقاعدة في شن هجمات "إستراتيجية" رئيسية، ويتابع:

(صوت Ranstrop)

لقد نفذنا اعتقالات كثيرة، وبترنا رأس قدرة قيادة القاعدة على تنفيذ – أو محاولة تنفيذ – ضربات إستراتيجية كبيرة. وبقدر ما يتعلق الأمر بذلك، بات لدينا حس أكثر عمقا لكيفية اتخاذهم القرارات ولشكل شبكتهم.

ويمضي المراسل إلى التذكير بأن أوروبا التي يسكنها عدد كبير من الشبان المسلمين المستاءين ما زالت تعتبر أكثر أهداف القاعدة عرضة للمخاطر، وهو استنتاج تعزز الأسبوع الماضي حين أعلن مسئولون في كل من الدنمرك وألمانيا عن إفشال خطت لشن هجمات إرهابية.
ولكن Ranstrop يعتبر بريطانيا – بجاليتها الكبيرة من المسلمين – الهدف الرئيسي للقاعدة في أوروبا، ويمضي قائلا:

(صوت Ranstrop)

أنظر إلى ما يحدث في المملكة المتحدة، حيث يكتشفون أو يحبطون مؤامرات كل ستة أسابيع. ومنذ عام مضى، كادت أوروبا أن تصاب بـ11 أيلول خاص بها، حين تم التخطيط لمحاولة إسقاط سبع طائرات بواسطة المتفجرات المخبأة.

ويمضي المحلل الأوروبي إلى أن الحرب ضد طالبان في أفغانستان وعلى حدودها مع باكستان حيث تمركز القاعدة، قد تم إهمالها نتيجة التركيز في الجهود على العراق، كما يحذر من تداعيات العمليات العسكرية التي تلحق أضرارا غير مقصودة بالمدنيين في أفغانستان وأماكن أخرى، ويمضي قائلا:

(صوت Ranstrop)

لا يمكن الاعتماد على القوة العسكرية في المدى الطويل، إذ سيرتد ذلك علينا ويلحق الضرر بنا بشتى الطرق، لبس فقط من خلال جعل حياة الجنود هناك أصعب، بل في مجال تعاملنا مع القطاع المدني أيضا، أي ضمن مساعينا لمعالجة الوضع الأمني ولتعزيز القدرات الذاتية للقوات الأفغانية. ولكننا نتعامل أيضا مع دولة جارة كبيرة – أي باكستان – التي تمارس مختلف الألعاب فيما يتعلق بالأمن، لا يمكن وصف بعضها بأنها مثمرة.

أما عن سبل تحقيق النجاح ضد القاعدة، فينقل التقرير عن Ranstrop أن الأمر يتطلب تعميق التعاون الدولي، ليس فقط على مستوى الحكومات والقوات المسلحة، بل عبر المجتمع المدني والقضاء والشرطة أيضا.

على صلة

XS
SM
MD
LG