روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة الأميرکية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا اليوم على الشأن العراقي في الصحافة الأميركية نتوقف أولا عند افتتاحية الـNew York Times تذكر فيها بأن من بين كل العراقيين الذين أنهكهم الغزو الأميركي لبلادهم، ليس هناك من يعيش حالة الخوف والفزع كما يعيشها عشرات الآلاف ممن عملوا بكل إخلاص من أجل المجهود الحربي الأميركي، ويجدون أنفسهم الآن مطاردين من قبل مسلحين يعتبرونهم خونة.
وتوضح الصحيفة بأن إدارة بوش زادت أخيرا من جهودها لمنحهم وضعا خاصا من اللجوء، ولكن الحقيقة كشفت أن عددا قليلا منهم فقط يمكنه التقدم بالطلب اللازم بأمان. فالمخاطر داخل العراق تحول دون النظر في طلبات لجوئهم، وعليهم بالتالي المخاطرة برحلة مكلفة إلى الأردن أو سورية لمراجعة السفارة الأميركية في أحد هذين البلدين. إنها معضلة حقيقية جعلت العديد منهم يختبئون في مناطق سكنهم.
وتتابع الصحيفة بأن البرنامج المعمول به من شأنه أن يشمل نحو 69 ألفا من المتعاقدين مع وزارة الدفاع – من بينهم المترجمين والمنظفين وحراس الأمن – ولكن عدد الذين تمكنوا من اجتياز المخاطر لبلوغ مكان تقديم الطلبات لم يتجاوز بضعة مئات.
وتنسب الافتتاحية إلى مراسلتي الـNew York Times في بغداد Sabrina Tavernise وDavid Rohde أنهما لم يجدا تعدادا شاملا للذين قتلوا نتيجة عملهم في المجهود الحربي، ولكنهما عثرا على بيانات جانب من هذه الحصيلة الدموية – مقتل 280 مترجما كانوا يعملون لدى أحد مقاولي وزارة الدفاع، ومقتل 120 عراقيا آخرين في بغداد نتيجة عملهم ضمن الجهود المحلية الرامية إلى تحقيق الوعد الأميركي بالديمقراطية.
وتشدد الـNew York Times على حجم دين واشنطن لمن استخدمتهم في الحرب، وتحث الإدارة الأميركية والكونغرس على إيجاد السبل الآمنة والسريعة الكفيلة بإيصال هؤلاء إلى بر الأمان، مشددة بأن هذا الواجب لا يقل شأنا عن التزام الجندي المقاتل بعدم التخلي عن أي من زملائه في ساحة القتال.

** *** **

وتؤكد صحيفة الـInternational Herald Tribune بأن التقرير الجديد الصادر عن (مكتب المساءلة الحكومي) التابع للكونغرس الأميركي يمثل جرعة جديدة من الواقعية الخالية من التوجهات الحزبية إزاء العراق، ولا بد لأعضاء الكونغرس ممن ما زالوا مترددين حول مسألة سحب القوات الأميركية من العراق أن يطلعوا عليه.
وتوضح الصحيفة بأن مسودة التقييم الوارد في التقرير تشير إلى أن العراق أخفق في بلوغ 15 من أصل 18 مؤشرا سياسيا وعسكريا في مجال التقدم المطلوب من قبل الكونغرس. فالقوانين المتعلقة بالإصلاحات الدستورية والنفط والسماح للبعثيين السابقين بالعودة إلى مناصب حكومية لم تزل تنتظر الإنجاز، كما إن التقدم المخيب للآمال ما زال يحول دون نشر ثلاثة ألوية عراقية في بغداد وخفض مستويات العنف الطائفي.
وتذكر الصحيفة بأن الرئيس جورج بوش أمر في وقت سابق من العام الحالي بزيادة كبيرة في عدد القوات الأميركية في العراق، في محاولة لإنقاذ إستراتيجيته الفاشلة وبهدف عرقلة تحركات الكونغرس الرامية إلى إعادة الجنود إلى ديارهم. وكانت حجته في ذلك تستند إلى توفير فترة من الهدوء النسبي تتيح للسياسيين العراقيين تحقيق المصالحة الوطنية.
وتخلص الـInternational Herald Tribune في افتتاحيتها إلى أن هنالك فعلا أوجه تشابه بين وضعي فيتنام والعراق، ففي كلتا الحالتين دأب رؤساء وقادة عسكريون أميركيون على التأكيد بأن النصر بات وشيكا، في حين لم يكن هناك ما هو أبعد عن الحقيقة.

على صلة

XS
SM
MD
LG