روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا اليوم على الشأن العراقي في الصحافة البريطانية، نتوقف أولا عند مقال رأي للبارونة Margaret Jay، الرئيسة المشتركة لهيئة العراق والرئيسة السابقة لمجلس اللوردات البريطاني، تنبه فيه إلى أن رئيس الوزراء الجديد Gordon Brown لم يصدر عنه لحد الآن بيانا رئيسيا حول العراق، ولكن، وبعد قضائه أسبوعين في منصبه الجديد، فلا بد وأنه قد أدرك عدم وجود أية حلول سهلة، سياسية إن كانت أم عسكرية، للأوضاع هناك.
وتشير الكاتبة إلى أن هيئة العراق التي تشترك في رئاستها والتي أسسها مركز السياسات الخارجية بلندن، تقدمت بأربعة وثلاثين مقترحا تهدف إلى خفض حالتي الفوضى والعنف على المدى القصير وإلى تقديم بعض الإستراتيجيات للاستقرار والرخاء على المدى الطويل.
وبعد تأكيدها على ضرورة إبقاء قوات بلادها في أماكنها إلى حين تمكن قوات الأمن العراقية من تولي مسئولياتها بشكل كامل، وعلى عدم الإسراع في تثبيت جداول زمنية للانسحاب، تمضي الكاتبة إلى أن الخط الموازي لهذه المساعي يجب أن يتضمن تدويل الوضع في العراق، موضحة بأن هذا لا يعني إرسال القبعات الزرق إلى العراق، بل يعني الاستفادة من مهارات الأمم المتحدة الدبلوماسية ووضعها المحايد. ولا بد – بحسب المقال – من بذل مجهود دولي عاجل برعاية الأمم المتحدة وبدعم وتأييد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة جيران العراق، تتعهد من خلاله جميع هذه الأطراف بالالتزام بمعاهدة دولية تؤكد احترام وحدة الأراضي العراقية. وتتابع البارونة Jay بضرورة تعيين مبعوث أممي رفيع المستوى للمساهمة في تسهيل المصالحة السياسية داخل العراق، وذلك على الرغم من التساؤلات حول استعداد أو قدرة الأمم المتحدة في توسيع دورها في العراق، في أعقاب اغتيال دبلوماسيها المرموق Sergio Vieira de Mello في 2003 ومقتل 150 آخرين من أفرادها أثناء قيامهم بأعمالهم في العراق.

** *** **

أما الـObserver فنشرت تقريرا لمراسلها في بغداد يشير فيه إلى تزايد المطالبة في أميركا وبريطانيا بإعادة قوات البلدين إلى بلادهم، ويشير أيضا إلى العنف المتفشي في أرجاء واسعة من البلاد، ولكنه ينبه أيضا إلى أن مناطق أخرى بدأت تشهد براعم التعافي بين الأنقاض.
ويمضي المراسل إلى أن بعد أربع سنوات من الحرب، وبعد سقوط ما ربما يزيد عن 650 ألفا من العراقيين، لقد بلغ الوضع مرحلة تنحسر في الإجابة على سؤال محاسبي واحد: هل سيكون الفوز من نصيب عراق الدمار والموت، أم من نصيب العراق المتطلع نحو السلام؟
ويمضي الكاتب إلى أن هذه المقارنة الحديّة ليست واردة، فالعراقان متعايشان، كما تحمل المقارنة بعض المخاطر تتمثل في كون التطلع إلى انهيار أميركا في العراق، وإلى انسحابها المبكر، يولّد بدوره حافزا لارتكاب المزيد من العنف في المناطق المتأثرة به دون غيرها.
ويتابع المراسل بأن الجوانب العملية تشير إلى وجود هوة بين السياسيين في واشنطن والقادة العسكريين الموجودين على الأرض، ففي الوقت الذي يحث فيه الديمقراطيون على انسحاب سريع يشهد انسحاب معظم القوات الأميركية من العراق بحلول نيسان المقبل، أكد قائد القوات الأميركية في شمال العراق بأن قواته ستحتاج إلى 18 شهرا لتنفيذ خفض آمن بنسبة 50%، رغم قناعته بأن تسليم محافظة نينوى إلى العراقيين من الممكن تحقيقه خلال موسم الخريف المقبل.

على صلة

XS
SM
MD
LG