روابط للدخول

خبر عاجل

تأثير اللغة على المدركات الحسية لدى الإنسان


کفاح الحبيب

بإمكان الروس تحديد تمايزات بين طبقات مختلفة من اللون الأزرق بشكل أكثر دقة من الإنكليز، لكن على العكس من الإنكليز فللروس مصطلح واحد يصف اللون الأزرق الفاتح هو (كالوبوي) وآخر للأزرق الغامق (سيني).
جوناثان ويناور (Jonathan Winawer) الباحث المتخصص بالأعصاب وزملاؤه العاملون في معهد التكنولوجيا بماساشيوسيتس الأميركي، المعروف بـ (MIT)، يرون في دراسة أجروها مؤخراً أن الأشخاص الذين يتكلمون الإنكليزية بالفطرة يكونون أبطأ وأقل دقة من الذين يتكلمون الروسية في إمكانية التمييز ما بين عشرين طبقة من اللون الأزرق.
ويناور يعتقد أن للدماغ البشري قدرة كامنة على تقسيم الألوان، وأن اللغة الروسية تستغل هذه المهارة على العكس من الإنكليزية.
الدراسات الأولية في هذا المجال وجدت أن الناس الذين يتكلمون لغةً تُطْلِقُ على لونين اسماً واحداً، يجدون أن هذين اللونين يكونان أكثر تشابهاً مما يجده أناس آخرون تفرّق لغتُهم بين اللونين.
ويناور وزملاؤه يعتقدون أن اللغة تؤثر على الإدراك الحسي لدى لإنسان، وعلى الرغم من أن نقاد هذه النظرية يقولون إنها قد تعمل بطريقة أخرى عكس ذلك: أي أن اللغات المختلفة هي التي تعكس المدركات الحسية المختلفة لدى متكلميها.

بعد كل هذا، فقد تم التوثق من أن العديد من الناس الذين يعيشون في المناطق الاستوائية لا يفرقون بين اللونين الأخضر والأزرق. بعض الباحثين المختصين يرون أن السبب في ذلك يكمن في أن شبكية العين لدى سكان خط الاستواء تتعرض للتلف بسبب ضوء الشمس الساطع.
أنجيلا براون (Angela Brown) من جامعة أوهايو التي قامت بدراسة الإدراك الحسي للون كتبت تقول إن أغلب اللغات التي تتميز بمدى من الاصطلاحات لوصف اللون الأزرق تميل لتكون متداولة في مناطق خطوط العرض الشمالية من الكرة الأرضية. وعلى هذا الأساس، فإنها تشك بوجود فرق فيزيولوجي، أي مرتبط بوظائف الأعضاء عند الإنسان، بين سكان تلك المناطق وسكان الجنوب الأقصى، بمعنى أن سكان الشمال قد يرون اللون الأزرق بشكل أفضل، وهذا ما تعسكه لغاتهم التي يتكلمونها.
هذا وقد تحيّر العلماء بشأن تأثير اللغة على المهارات الحسابية، فقد أظهرت دراسة نشرت في عام 2006، استندت إلى مقارنة مسوحات دماغية لأناس يتكلمون اللغة الصينية بالفطرة مع آخرين يتكلمون اللغة الإنكليزية بالفطرة، أظهرت أن متكلمي الصينية يعتمدون على مناطق الرؤية في الدماغ أكثر مما هو لدى الذين يتكلمون الإنكليزية عندما يقومون بحل حسابات متعلقة بالرياضيات، ووجد أن متكلمي الصينية كانوا الأفضل في حل مسائل رياضية معقدة.
وعلى أية حال لم يكن ناشرو هذه الدراسة متأكدين ما إذا كان هذا الاختلاف متعلقاً باللغة على نحو تام، فيما ساورتهم الشكوك في أن الاستخدام الواسع لأجهزة العد اليدوية في الصين قد ساهم في الطريقة التي يفكر فيها متكلمو الصينية بالرياضيات بوسائل مرئية أكثر.

على صلة

XS
SM
MD
LG