روابط للدخول

خبر عاجل

قائد القوات الأميركية في العراق يقول إن الوضع في العراق أعقد وضع يواجهه حتى الآن


رواء حيدر

توقع الجنرال ديفيد بيترايوس قائد القوات الأميركية في العراق تصاعد أعمال العنف في العاصمة بغداد مع اعتماد الكونغرس الأميركي قرارا يحدد موعدا لسحب القوات.
بيترايوس لاحظ في مؤتمر صحفي عقده في وزارة الدفاع البنتاغون انخفاض معدلات العنف منذ وصول قوات أميركية إضافية غير انه اقر أيضا بحدوث عدد من النكسات قائلا أن من المبكر معرفة نتائج الزيادة الأخيرة في عدد القوات الأميركية ثم توقع أن تتوضح هذه النتائج في شهر أيلول المقبل.
بيترايوس اعتبر أن انتشار قوات أميركية وعراقية في بغداد بدأ يعطي بعض النتائج منها انخفاض عمليات القتل الطائفي بنسبة الثلثين ثم حذر من نتائج وخيمة في حالة انسحاب القوات الأميركية.
" اعتقد انه ستكون هناك زيادة في أعمال العنف الطائفي لو تم تخفيض عدد قواتنا والقوات العراقية ".
بيترايوس اعتبر في مؤتمره الصحفي أن الوضع في العراق هو أعقد وضع واجهه حتى الآن غير انه أكد انه لا يمكن تحقيق النجاح إلا بمواصلة الولايات المتحدة التزامها ومواظبتها وتضحياتها، حسب قوله.
" الوضع في العراق، بالإجمال، معقد جدا وصعب جدا. تحقيق النجاح سيتطلب مواصلة الالتزام والمواظبة وتقديم التضحيات بهدف منح الفرصة للعراق لاتخاذ خطوات سياسية ضرورية ستمثل على المدى البعيد مفتاحا لحل العديد من مشاكل البلاد. ولأننا نعمل في مجالات جديدة ونواجه تحديات فيها فإن هذه الجهود ستكون اصعب بدل أن تكون اسهل ".

بيترايوس لاحظ استمرار وقوع تفجيرات بسيارات مفخخة وسقوط عشرات الضحايا كما لاحظ أن الحكومة العراقية ما تزال غير مهيأة للتوصل إلى حل سياسي سيكون ضروريا من اجل إحلال الاستقرار غير انه قال أن الحياة في العراق تسير على قدم وساق ثم عبر عن أمله في أن تمنح الستراتيجية الأميركية الحالية العراقيين السلام الذي يستحقونه.
من جانب آخر، لاحظ الجنرال بيترايوس أن سوريا وبشكل خاص إيران تعيقان تحقيق النجاح في العراق رغم إقراره بعدم وجود أدلة دامغة على تورط الحكومة الإيرانية في أي نشاطات معادية.
" لا اعتقد أننا عثرنا على دليل ضلوع في هجمات ضخمة بالسيارات المفخخة والتي نعتقد بشكل عام أن تنظيم القاعدة وعناصر مرتبطة به مسؤولون عنها. ما نزال نعتقد في الواقع أن ثمانين أو تسعين بالمائة من الهجمات الانتحارية تنفذ على يد أجانب من تنظيم القاعدة ".

** *** **

في سياق متصل بإيران قال وزير الخارجية هوشيار زيباري أن طهران لم تقرر بعد إن كانت ستشارك في المؤتمر الدولي حول العراق في شرم الشيخ الشهر المقبل.
" نحن نريد كعراقيين أن يكون الإيرانيون معنا في شرم الشيخ. قلنا لهم: انتم طرف مهم في المنطقة وغيابكم أو تمثيلكم بمستوى متدن لن يكون أمرا مفيدا لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لكم. ولذا شجعناهم في الواقع وبقوة على المشاركة بشكل بناء في هذا المؤتمر ".

يذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستحضر هذا المؤتمر وأوضح زيباري أن هذا اللقاء سيكون الأول بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية.
هذا وسئل زيباري في مؤتمره الصحفي الذي عقده في أنقرة عما إذا كان الإيرانيون يطالبون بإطلاق سراح عدد من الإيرانيين المحتجزين لدى القوات الأميركية في العراق كشرط للمشاركة في المؤتمر، فرد زيباري بالقول:
" سنواصل مطالبة الولايات المتحدة بإطلاق سراحهم غير أن الرسالة التي وجهتها إلى إيران هي: الرجاء ألا تحاولوا الربط بين مشاركتكم في المؤتمر وإطلاق سراح هؤلاء الأشخاص بشكل فوري. نحن مستمرون في بذل الجهود وسيكون هناك تطور إيجابي ".

** *** **

اكبر خلاف يقوم حاليا بين الكونغرس الأميركي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون والرئيس جورج بوش سببه العراق.
الكونغرس اعتمد قرارا لتخصيص أموال طارئة لحربي العراق وأفغانستان بشرط البدء بسحب القوات من العراق اعتبارا من الأول من تشرين الأول المقبل أو في وقت أبكر لو لم تتمكن الحكومة العراقية من الوفاء بعدد من الوعود. صوت مجلس الشيوخ لصالح القرار يوم الخميس وصوت مجلس النواب لصالح قرار مشابه يوم الأربعاء. غير أن القرارين لم يحصلا على تأييد ثلثي الأعضاء وبالتالي لا يمكن للمجلسين منعُ بوش من استخدام حقه في النقض أو الفيتو.
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوزي حثت بوش على القبول بالتشريع وتوقيعه كي تتمكن أميركا من التركيز على الخطر الحقيقي الذي يهددها، وهو الإرهاب حسب قولها. بينما اعتبر السناتور روبرت بيرد رئيس لجنة التخصيصات المالية أن بوش اخفق في منح الشعب العراقي السلام والاستقرار ولذا يجب إعادة القوات إلى بلادها.
أما السناتور هيلاري كلنتون التي تأمل في الوصول إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة فقالت:
" أنهي كلامي فقط بالقول: إن لم يخرجنا الرئيس بوش من العراق، سأفعل أنا ذلك عندما سأصبح رئيسة ".

هذا ويقول الديمقراطيون انهم يعبرون عن رأي الشعب الأميركي علما أن آخر استطلاع للآراء اظهر أن خمسة وستين بالمائة من الأميركيين يؤيدون وضع جدول زمني لسحب القوات.
هذا وردت الناطقة بلسان البيت الأبيض دانا بيرينو على قرار الكونغرس بالقول أن بوش سينقض القرار:
" انضم مجلس الشيوخ إلى مجلس النواب في اعتماد تشريع انهزامي يحدد موعدا للاستسلام ويملي الأوامر على قادتنا العسكريين من على مبعدة ستة آلاف ميل. تحدثت توا إلى الرئيس فقال أنه سينقض القرار وانه يسعى إلى العمل مع قادة الكونغرس على صيغة تشريع يمكنه وضع توقيعه عليه ".

هذا واتهم حسن السنيد أحد مساعدي رئيس الوزراء نوري المالكي، اتهم الديمقراطيين في الكونغرس بالتلاعب سياسيا بمستقبل العراق. وقال انه كان يود لو وقف الديمقراطيون إلى جانب الشعب العراقي بدلا من اتخاذ مواقف قد تسبب كوارث بالنسبة للعراقيين لمجرد خلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين. السنيد أضاف أن على الديمقراطيين الاطلاع على معلومات واقعية عما إذا كانت القوات العراقية مهيأة بالفعل لتحل محل القوات الأميركية في حالة سحبها، حسب ما نقلت وكالة فرانس بريس عن السنيد.

على صلة

XS
SM
MD
LG