روابط للدخول

خبر عاجل

أزمة سكن متفاقمة وإستراتيجية أميركية جديدة في العراق


فارس عمر

يشهد العراق أزمة سكن تتفاقم كل يوم وكأن مواطنيه تنقصهم المشاكل. وفي هذا السياق قال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الجمعة ان الازمة بدأت بعد اسقاط النظام السابق عندما استغل كثير من الملاك الغاء الضوابط الاقتصادية فرفعوا الايجارات دافعين آلاف العائلات الى الانتقال من مساكنهم واتخاذ مبان ومعسكرات مهجورة مأوى لها ، بحسب التقرير.
ومع اتساع نطاق الفوضى وتنامي جيش العاطلين أخذ مزيد من العراقيين يبحثون عن مأوى لهم في خرائب مهجورة فيما عمد آخرون الى بناء مدن بدائية من الصفيح على اراض خالية حيث الظروف حتى أسوأ.
اليوم ، بعد ما يربو على عشرة أشهر من اعمال العنف الطائفية التي تصاعدت منذ تفجير الحضرة العسكرية في سامراء في شباط الماضي ، أُرغم العديد من المواطنين على النزوح من احيائهم لينتهي بهم المطاف في اماكن حتى أشد تعاسة. وفي حين ان مليون وثمنمئة الف عراقي هاجروا الى الخارج فان مليون وستمئة الف عراقي هُجروا داخل وطنهم منذ بداية الحرب. ويُهجر نحو خمسين الف عراقي كل شهر داخل العراق منذ شباط.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن منظمات انسانية قولها ان المأوى هو الحاجة الأشد الحاحا التي تواجه العراقيين في الوقت الحاضر.
واشارت صحيفة "نيويورك تايمز" على سبيل المثال الى نحو ألف عائلة عراقية تسكن في خرائب المقر السابق لقوات الدفاع الجوي الذي دُمر في الحرب ونادي القوة الجوية في وسط بغداد.
ومع انتقال آلاف العائلات الى هذه الخرائب وآلاف اخرى الى بيوت أقارب أو اصدقاء ، اكتسبت مشكلة السكن ابعادا خطيرة. وفي لقاء خاص مع اذاعة العراق الحر قدَّر وكيل وزارة الاعمار والاسكان استبرق ابراهيم الشوك ان حاجة العراق الى المساكن لسد النقص تصل الى مليوني وحدة سكنية.
مسؤولون عراقيون يقولون ان السكن يأتي بعد الأمن في سلَّم الاولويات ولكن الخطط التي تهدف الى معالجة المشكلة خطط لا يُعتد بها ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. فان وزارة الاسكان تبني سبعة عشر مجمعا كل منها يضم خمسمئة شقة لموظفين وأُسر نُكبت بمقتل معيليها. بكلمات اخرى ان وزارة الاسكان تبني ثمانية آلاف وخمسمئة وحدة ، وهو رقم يبدو نقطة في بحر المليونين مسكن التي تحدث عنها وكيل وزارة الاعمار والاسكان.
وأوضح الشوك في حديثه لاذاعة العراق الحر ان مشكلة السكن ليست بنت اليوم بل هي مشكلة مزمنة زادتها تفاقما الاوضاع الحالية.
ويأمل المسؤولون باستدراج شركات أجنبية لبناء نحو ثلاثمئة وخمسين الف مسكن آخر خلال السنوات القليلة المقبلة. ولكن الشوك اعترف بأن ذلك يعتمد الى حد بعيد على امكانية توفير ظروف آمنة لعمل هذه الشركات.
ولفت وكيل وزارة الاعمار الى مشروع الاسكان الوطني الذي رَصدت له الدولة مليار دولار من اجل توفير مأوى لائق لقطاع واسع من المواطنين.
في غضون ذلك تعيش عائلات كثيرة مع ثلاثة او اربعة اجيال تحت سقف واحد. والمواطن احمد بطاح البالغ من العمر اثنان وعشرون عاما ينتمي الى عائلة كهذه. ولكن خلافا مع أهل زوجته أجبره وزوجتَه على الانتقال الى خرابة كانت نادي القوة الجوية سابقا ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

** ** **

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه يقترب من اعتماد استراتيجية جديدة هدفها ترسيخ الاستقرار في العراق. وكان بوش اجتمع يوم الخميس مع اركان ادارته لبحث الاستراتيجية الجديدة. وفي هذا السياق أكد الرئيس الاميركي احراز تقدم نحو اعداد الخطة الجديدة:
"اننا نحقق تقدما طيبا للخروج بخطة نعتقد انها سوف تساعدُنا على تحقيق هدفِنا. وعندما أفكر في هذه الخطة تكون قواتُنا حاضرةً في الذهن دوما. فلا احد أكثر أهمية في هذه الحرب العالمية على الارهاب من أفراد القوات المسلحة ، رجالا ونساء ، وعائلاتهم".
بوش بحث الخطة الجديدة في مزرعته بولاية تكساس بحضور نائبه دك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الجديد روبرت غيتس ورئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية الجنرال بيتر بايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي. وقال الرئيس الاميركي انه يريد اجراء مزيد من المشاورات قبل ان يُعلن استراتيجيتَه الجديدة. واكد انه سيواصل التباحث مع حكومة نوري المالكي حول سبل تحسين الوضع في العراق:
"لدي مزيد من المشاورات التي سأُجريها قبل ان أتحدث للبلد عن الخطة. وسنواصل العمل ، بطبيعة الحال ، مع الحكومة العراقية. ان مفتاح النجاح في العراق هو ان تكون لديه حكومة مستعدة للتعامل مع العناصر التي تحاول منع هذه الديمقراطية الفتية من النجاح".
وقال بوش ان سلامة القوات الاميركية وصيانة العراق هما الهدفان القريبان الى قلبه مع اقتراب العام الجديد.
وكان من المقرر ان يوجه بوش كلمة يعلن فيها استراتيجيته الجديدة في نهاية العام. ولكن البيت الابيض يقول الآن انه سيوجه كلمته في وقت ما بين اليوم الاول من السنة الجديدة والقاء خطابه عن حالة الاتحاد في الثالث والعشرين من كانون الثاني المقبل.

** ** **

قال وزير الخارجية التركي عبد الله غُل يوم الجمعة ان مخاطر تقسيم العراق أخذت تتضاءل بعدما ادرك العالم العواقب الكارثية المترتبه على ذلك.
وأكد غُل في حديث تلفزيوني "ان العراق يبقى مبعثَ قلق لنا جميعا ولكن مقارنةً مع السنوات السابقة فان احتمال تفكك العراق أخذ يتناقص بعدما بدأ العالم يرى ما ستُحدثُه مثل هذه النتيجة من كارثة كبرى" ، بحسب تعبيره.
واشار وزير الخارجية التركي الى ان الولايات المتحدة تكثف جهودَها لاعادة الاستقرار الى العراق. وقال غُل في مقابلة بثتها قناة "ان تي في" انه يستبعد تقسيم العراق ولكن إذا تفكك العراق فان العراقيين ليسوا وحدهم الذين سيتحملون النتائج بل ومعهم سائر دول الجوار والمنطقة كلها والعالم أجمع ، على حد قول الوزير التركي. واضاف ان الولايات المتحدة ستكون أكبر المتَّهمين وانها تدرك ذلك وهي تقوم بجهود كبيرة لوقف اعمال العنف.
واعرب غُل مجددا عن موقف تركيا من قضية كركوك التي من المقرر اجراء استفتاء على مستقبلها في عام 2007. وفي هذا السياق اقترح وزير الخارجية التركي تأجيل الاستفتاء أو التوصل الى توافق بين جميع الفرقاء ثم اجراء استفتاء.

على صلة

XS
SM
MD
LG