روابط للدخول

خبر عاجل

دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة: دولة صغيرة تراهن على مشروع كبير


فارس عمر

تبدأ في مطلع كانون الاول المقبل دورة الالعاب الاسيوية التي تشكل أكبر حدث رياضي في اكبر قارات العالم. وتقام الدورة هذه المرة في دولة قطر بمشاركة رياضيين من خمسة واربعين بلدا بينها العراق. وهي ستكون أكبر تظاهرة رياضية في العالم بعد الاولمبياد ، والاموال التي وُظفت في تنظيم هذا الحدث لا تقل ضخامة. حول هذا الموضوع اعدت اذاعة العراق الحر التقرير التالي.

** ** **

كانت شعلة الالعاب الاسيوية تُستقبل بترحيب حار في كل بلد تمر به قبل ان تصل الى الدوحة عاصمة قطر في الأول من كانون الاول المقبل ايذانا بافتتاح الدورة الخامسة عشرة لأكبر حدث رياضي آسيوي.
وعلى امتداد خمسة عشر يوما سيتنافس رياضيون من العراق مرورا باوزبكستان الى اندونيسيا للفوز بميداليات في نحو اربعين سباقا ولعبة ، منها سباقات والعاب معهودة مثل كرة القدم والسباحة ومنها ألعاب ذاتُ نكهة آسيوية خاصة مثل لعبة سباكتاكرو ، وهي من الالعاب الكروية الفرقية التي تتطلب مهارات بهلوانية خاصة.
نعم ، فدورة الالعاب الاسيوية تجربة حياة فريدة ، أو هكذا يعدنا منظموها. وهي تقام في الشرق الاوسط لأول مرة منذ ثلاثين عاما.
الأموال التي تقترن بالدورة تتناسب مع ضخامة القارة الاسيوية ذاتها. فان العقود الأمنية وحدها لتأمين سلامة المشاركين تبلغ نحو مئة وعشرين مليون دولار. واجمالا وظفت حكومة قطر مليارين وثمنمئة مليون دولار غالبيتها على بنى اساسية مثل الفنادق والملاعب والطرق وجناح مؤقت في المطار. وأُنفق من هذه الأموال ستمئة مليون دولار لبناء القرية الاولمبية ، بضمنها دار للسينما وصالة للياقة البدنية ومسجد.

** ** **

راجيف تريباثي صحفي رياضي يعمل في صحيفة "قطر تربيون" الصادرة باللغة الانجليزية. وهو يقول ان قطر أُخضعت لعملية تجميل شاملة بمناسبة الالعاب الاسيوية.
"وظفت قطر مليارين وثمنمئة مليون دولار في هذه الالعاب لتكون أكبر حدث رياضي على المستوى القاري. وأُنفق قسم كبير من هذه الميزانية على بناء منشآت رائعة ، منها مدينة رياضية هي المَعلَم الأقوى جاذبية في دورة الالعاب الآسيوية. ففيها مرافق للالعاب الرياضية التي تُقام في القاعات المغلقة ، كلُّها تحت سقف واحد. وحيثما تنظر ترى طرقا قيد البناء ، بل ان البلد كله اكتسى حلة قشيبة".

** ** **

ان استضافة مثل هذا الحدث مشروع ضخم لدولة مثل قطر لا يزيد عدد سكانها على ثمنمئة وخمسين الف نسمة. وقد أُثيرت تساؤلات عما إذا كانت ستتوفر أسرَّة كافية لنوم الرياضيين.
فما هي الجدوى من كل هذا البذخ؟
على المدى القريب تأمل الدوحة بتحقيق عائدات من بيع التذاكر والاعلان وحقوق البث التلفزيوني والاذاعي. ويقول المنظمون ان اعداد المشاهدين الذين يمكن ان يتابعوا فعاليات الدورة على الشاشة الصغيرة اعداد ضخمة. وستبث قناة "يورسبورت" الفضائية بعض المسابقات لتكون دورة الدوحة اول دورة العاب اسيوية تُبث على الهواء مباشرة الى اوروبا.
ولكن الصحفي الرياضي تريباثي يقول ان دولة قطر الغنية بالغاز الطبيعي تراهن على جني مكاسب اخرى على المدى البعيد ايضا.
"وظف القطريون هذه الأموال وهم يفكرون في تحويل قطر الى قوة رياضية كبرى في المستقبل. فقد فتحوا اكاديمية تسمى "اسباير" فيها مجمعات لتدريب الرياضيين الناشئين على مختلف الالعاب ، ولديهم خدمات فندقية ذات مستوى عالمي".
هذه الطموحات الرياضية تمتد الى رغبة قطر في استضافة بطولة كأس آسيا لعام 2015 وحتى الاولمبياد في عام 2016.
كما تأمل قطر بتحويل الأضواء التي تُسلط على اسمها خلال الالعاب ، الى دولارات سياحية في المستقبل فضلا عن استدراج مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وحينذاك فقط ستعرف هذه الدولة الصغيرة ما إذا كانت دورة الالعاب الاسيوية تركت ميراثا اقتصاديا مديدا.

على صلة

XS
SM
MD
LG