روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة الأميرکية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا اليوم على الصحافة الأميركية نتوقف أولا عند صحيفة Washington Post وتقرير تشير فيه إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش عقد السبت اجتماعا حول العراق مع كبار مستشاريه وقادته العسكريين، في جلسة بالبيت الأبيض وصفها مسئولون كبار بأنها تناولت الخيارات المتاحة للمضي قدما وسط العنف المتزايد، إلا أنها لم تتطرق إلى تعديلات رئيسية في الإستراتيجية. وتنقل الصحيفة عن المتحدثة باسم البيت الأبيض Nicole Guillemard قولها إن المشاركين ركزوا على طبيعة العدو، وعلى التحديات في العراق، وكيفية تحسين إتباع إستراتيجيتنا، وتأثير النجاح على المنطقة وعلى أمن الشعب الأميركي.
كما تنقل الصحيفة عن الرئيس بوش تأكيده في خطابه الإذاعي الأسبوعي: "هدفنا واضح ولن يتغير. هدفنا هو النصر. أما الذي يتغير فهو الأساليب التي نتبعها في بلوغ هذا الهدف، إذ يقوم قادتنا على الأرض بتعديلات مستمرة للطريقة التي نتبعها في التقدم الدائم على عدونا، وخصوصا في بغداد."
وفي الوقت الذي يسعى فيه القادة العسكريون إلى اتخاذ قرار حول إن كانوا سينشرون أعدادا إضافية من القوات في العراق، أكد بوش في حديثه الإذاعي بأن تزايد العنف يعود جزئيا إلى اتخاذ القوات الأميركية وضعا أكثر صرامة، مؤكدا أيضا بأن الأميركيين سبق لهم وأن واجهوا معارك صعبة، وأضاف: "في الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب الباردة قدمت أجيال سابقة من الأميركيين التضحيات كي ننعم بالعيش بحرية. وسوف يقوم هذا الجيل بأداء واجبه أيضا."

** ** **

وفي صحيفة New York Times نطالع افتتاحية تذكر فيها بأن الجنرالات الذين أكدوا للرئيس بوش بأن حلم Donald Rumsfeld بتحقيق الغاية في العراق لن يتحقق، لم يتمكنوا من إقناعه بتغيير إستراتيجيته في العراق. فما الذي دفع السيد بوش الآن، بعد مضي كل هذا الوقت، إلى التشاور العلني مع جنرالاته حول تغيير الأساليب التكتيكية في العراق؟ وتعتبر الصحيفة أن بوش – الذي لا يتابع الاستطلاعات السياسية – قلق من أن يفقد حزبه بعضا من قبضته الحديدية على السلطة في الانتخابات التشريعية الشهر القادم.
وتمضي الصحيفة إلى أن الحكومة العراقية – التي تعاني من تبني الكثير من جوانب الديمقراطية الأميركية – تبدو وقد تعلمت أساليب الإدارة في نكران الحقائق السياسية غير المرضية، إذ تفيد، مثلا، تقارير إخبارية بأن الحكومة العراقية قد قررت حجب تفاصيل الضحايا المدنيين عن الأمم المتحدة كي لا يتوفر سجل يشير إلى مدى تأثير الحرب على العراقيين العاديين.
وفي الوقت الذي تعترض فيه الصحيفة على توقيت هذا النقاش العلني قبل أسبوعين فقط من موعد الانتخابات، إلا أنها تؤكد على ضرورة الاستمرار فيه بأكبر قدر ممكن من الأمانة والشفافية، فلقد حان الوقت للشعب الأميركي أن يواجه كل ما حجب عنه طيلة السنوات الثلاث والنصف الأخيرة – بحسب الصحيفة.

على صلة

XS
SM
MD
LG