روابط للدخول

خبر عاجل

العراقيون يتساءلون لماذا كل هذه القسوة!!


فارس عمر

- اعمال العنف تدفع العراقيين الى البحث عن جذور القسوة

انطلقت في بغداد يوم الاربعاء المرحلة الثانية من خطة أمن العاصمة بمشاركة نحو ستة آلاف جندي عراقي يساندهم ثلاثة آلاف وخمسمئة جندي اميركي. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ان المرحلة الثانية تهدف الى احكام السيطرة على المناطق المتوترة التي شهدت اعمال عنف وممارسات ارهابية ، بحسب البيان.
في غضون ذلك تلقت المشرحة المركزية في بغداد خلال شهر تموز الماضي نحو الفي جثة ، وهو اعلى رقم منذ خمسة اشهر شهدت تصاعدا ملحوظا في دوامة العنف. وأوضح مساعد مدير المشرحة الدكتور عبد الرزاق العبيدي ان حولي تسعين في المئة من القتلى لقوا حتفهم في اعمال عنف. وقال العبيدي في حديث لوكالة رويترز ان غالبية الجثث تحمل آثار اطلاقات في الرأس وتعرض اصحابها للتعذيب مشيرا الى ان البعض قُتل خنقا والبعض الآخر ضربا.
اعمال العنف هذه التي كثيرا ما تقترن بوحشية يندى لها جبين الانسانية دفعت العراقيين الى التفكير في أسباب هذه القسوة. وفي معرض البحث عن الأسباب يرى البعض ان العنف كان دائما من السمات التي طبعت نمط الحياة في هذه الرقعة من العالم وانه احد العناصر المتجذرة في الثقافات الشرقية ، كما يذهب حكمت البخاتي رئيس تحرير مجلة "مقابسات" الفكرية:
"مسالة القسوة وثقافة العنف التي تكاد تسود الساحة العراقية ترجع الى الجذور في ماضي ثقافات الشرق ، هذه الثقافات التي كانت تسمح باستباحة حرمة الانسان وكرامته".
ولكن هناك مَنْ يؤكد ان العنف متأصل في طبيعة البشر بصرف النظر عن الجغرافية ، وهو عنف يكون مكبوتا او ضامرا في اوضاع الاستقرار والسلام الأهلي وتوفر ظروف معيشية تليق بالبشر. ومن اصحاب هذا الرأي الباحث حسن هادي الذي يستشهد بمفكرين غربيين لاسناد وجهة نظره:
"ليس هناك ما يسمى ثقافة العنف وانما هناك عنف عند الانسان ومنذ البداية عاش هذا العنف في الانسان. والان نتساءل هل عاد الانسان الى بداياته الاولى عندما كان يأكل لحم أخيه الانسان! نجدثلاثة من كبار المفكرين يقولون بما يفيد ذلك هم هوبز وفرويد وماركس".
آخرون لا يعودون بعيدا الى الوراء لسبر اعماق النفس البشرية بل يلفتون الى الحقبة السابقة من تاريخ العراق التي صار العنف فيها رديفا لحياة الفرد العراقي ، أكان حروبا أو بطشا أو جريمة تفشت لأسباب متعددة بما فيها الحرمان. والى هذه الحقبة القريبة من تاريخ العراق يعزو الباحث الاجتماعي فراس كريم غالبية ما يجري في العراق الآن.
فريق آخر لا يستبعد ان تكون هذه الأسباب متضافرة وراء القسوة غير المعهودة التي تطبع أعمال العنف في العراق. واياً تكن اسباب العنف فان استمراره كان وراء اتفاق السلطات والقوات الاميركية على نشر آلاف من القوات العراقية والاميركية في منطقة بغداد للقيام بعمليات منهجية تُعيد حدا أدنى من الأمن الى المناطق الساخنة من العاصمة.
وقال المتحدث العسكري الاميركي الميجر جنرال وليام كالدويل ان هذه العمليات استهدفت خلال الأيام القليلة الماضية عشرا من فرق الموت. وأتهم المسؤول العسكري الاميركي هذه الجماعات بالانتشار بين المدنيين ليكون من الصعب الانقضاض عليها دون وقوع خسائر بين المدنيين:
"ما نعرفه ان فرق الموت هذه ، ان اعداء العراق والارهابيين يحاولون باستمرار الاندساس بين السكان المدنيين. هذا هو التكتيك الذي يستخدمونه. انهم يريدون ان يكونوا بين السكان المدنيين ليكون من الصعب صعوبة بالغة استهدافهم دون إيقاع اصابات بين المدنيين. وهم يعرفون تماما ما يفعلونه حين يضعون أنفسهم في هذا الاماكن".

- قالت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" في تقرير يوم الخميس ان اعمار العراق بعد انفاق ثلاثين مليار دولار ، ما زال هدفا بعيد المنال. واضاف التقرير انه بعد مرور ثلاث سنوات على أكبر مجهود للاعمار منذ خطة مارشال التي أعدتها الولايات المتحدة لبناء الاقتصادات الاوروبية التي دمرتها الحرب العالمية الثانية ، وقف رئيس الوزراء نوري المالكي في الكونغرس الاميركي ليقول ان من الضروري ان تبدأ اعادة الاعمار الآن.
واشار التقرير الى ان انتاج العراق من النفط ما زال يقل عن مستواه قبل الحرب ، بحسب احدث البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية الاميركية. وتوليد الكهرباء ما زال يحوم حول مستوياته قبل الحرب ولكن ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال هذه الفترة يعني ان كثيرا من العراقيين بمن فيهم سكان بغداد كلهم ، أسوأ حالا الآن مما كانوا في زمن النظام السابق من حيث توفر الكهرباء.
صحيفة لوس انجيليس تايمز اعادت التذكير بأن الرئيس الاميركي جورج بوش تباهي ذات يوم قائلا ان الهدف هو ان تكون لدى العراق "احسن" البنى التحتية في المنطقة. وقد تراجعت رؤية الرئيس الاميركي من بناء مدينة مزدهرة الى صب بلاطة من الكونكريت ، بحسب تعبير الصحيفة.
وحول اسباب هذا الفشل قال التقرير ان القوات الاميركية لم تكن بالحجم الذي يمكنها من توفير الأمن المنشود. وان أكبر فارق بين اعمار اليابان والمانيا بعد الحرب واعمار العراق بعد الحرب هو كلمة "بعد". فعلى الرغم من تأكيد بوش نهاية العمليات القتالية الأساسية في العراق فان الحرب لم تنته حقا بالمرة ، على حد تعبير صحيفة لوس انجيليس.

- تخطط القوات البحرية العراقية الفتية لامتلاك واحد وعشرين زورقا جديدا خلال العامين المقبلين تمهيدا لتسلم مسؤولية الأمن في الموانئ التي يُصدَّر منها نفط العراق.
ومن المقرر في اطار برنامج أمده عامان تزويد البحرية العراقية بخمسة عشر زورقا للدوريات واربعة طرادات وسفينتي اسناد.

على صلة

XS
SM
MD
LG