روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني – لندن

نستهل مراجعتنا لما تركز عليه الصحافة البريطانية بافتتاحية نشرتها اليوم صحيفة The Daily Telegraph تشدد فيها على أن نقطة البداية لأي تدخل دولي في لبنان لا بد وأن تكون قرار مجلس الأمن برقم 1559 لعام 2004.
وتذكر الصحيفة بأن القرار يتضمن مطالبة بانسحاب جميع القوات الأجنبية، وبحل جميع الميليشيات الأجنبية والمحلية، ونزع سلاحها، ما من شأنه أن يتيح للحكومة في بيروت بسط سيطرتها على مجمل الأراضي اللبنانية. ولقد غادرت القوات السورية من لبنان في نيسان عام 2005، غير أن ميليشيا حزب الله قامت على عكس ذلك بتعزيز موقفها كوكيلة عن إيران في تمسكها بزيادة حدة المواجهة بين الإسلام من جهة وإسرائيل والغرب من جهة أخرى.
ولا بد للقوة المقترحة الجديدة – بحسب الافتتاحية – أن تكون أكبر بكثير من قوة حفظ السلام الخالية، ليبلغ حجمها 15 ألف جندي، وأن تتمتع بتفويض شبيه بما ينص عليه الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، أي ما يتيح لها فرض السلام في حال خرق أي من إسرائيل أو حزب الله شروط وقف إطلاق النار. كما لا بد لهذه القوة أن تكون مستعدة للبقاء هناك حتى تتمكن الحكومة اللبنانية الضعيفة من نزع أسلحة الميليشيا أو ضمها إلى القوات المسلحة اللبنانية النظامية.
وتمضي الصحيفة إلى أن المناقشات في الأمم المتحدة حول تكوين وتفويض القوة متعددة الجنسيات، تبدو متجهة نحو تخويل فرنسا بقيادة القوة، كما برزت تركيا كالمجهز الرئيسي لأفراد القوة.

** ** **

كما نشرت صحيفة The Times تقريرا تنقل فيه عن كبار المسئولين الأميركيين والبريطانيين تحذيرهم من أن العراق بات ينزلق نحو الحرب الأهلية، وهو اعتراف دأبت كل من واشنطن ولندن على مدى الأشهر الماضية على تجنب الإفصاح عنه.
وتشير الصحيفة إلى رسالة وداعية بعث بها William Patey – السفير البريطاني الذي ترك منصبه الأسبوع الماضي – معنونة إلى كل من رئيس الوزراء توني بلير ووزيرة الخارجية Margaret Beckett ووزير الدفاع Des Browne ورئيس مجلس العموم في البرلمان Jack Straw، أشار فيها إلى أن الهدف المركزي المتمثل في تكوين ديمقراطية مستقرة في العراق بات مهددا.
واعتبر Patey أن ما لم تتم مواجهة نفوذ وقوة الميليشيات، سينتهي الأمر بالعراق على الشاكلة اللبنانية، حيث يتمتع حزب الله بقوة تفوق قوة الحكومة، وجاءت ملاحظات السفير متناقضة مع تأكيدات الرئيس الأميركي جورج ورئيس الوزراء توتي بلير بأن الأوضاع في العراق متجهة نحو التحسن، وبأن العراق لا ينزلق نحو النزاع الطائفي.
وتعتبر الصحيفة أن القضية تتجاوز كونها اختلاف حول التعبير، فلو انزلق العراق نحو حرب أهلية شاملة كتلك التي تدور راحاها في مناطق واسعة من العاصمة بغداد، سوف تنتهي التجربة الديمقراطية في العراق، وستبلغ المطالبة بإعادة الجنود الأجانب إلى بلادهم درجة لا يمكن مقاومتها. كما من شأن الحرب الأهلية أن تجعل دولا مجاورة – مثل إيران وتركيا والسعودية وسورية – تنجرف مع النزاع.

على صلة

XS
SM
MD
LG